توزيع

    بقبلة واحدة تمكنت من إخماد براكينه الداخلية التي كادت تنفجر حين رآها صحبة جمع من الرجال...
    مكنته من شفتيها الممتلئتين فكان كطفل وديع يمتص حليبه من ثدي أمه الدافئ...
    حملته إلى الفراش، ومددته عليه، وتركته وحيدا ليتعلم الفطام...
..........

افتراضي حرد

    قطع تفكيره منظر سقوط طائر من أعلى الشجرة؛ هب لنجدته؛ اعتني به مدة أيام يداوي جراحه التي أثقلت جسده وأوهنت صوته. ولما استرد عافيته وحبوره بتباث، ساعده على الطيران؛ وحين آنس منه قوة أعاده إلى الشجرة ليبني عشه ثانبة. وفي لحظة غموض سحري تحولت الشحرة، أمام عينيه المتسعتين دهشة، حية رقطاء تلقفت الطائر كمسيحي شاكر وهو يتلقف الخبز والدم المقدسين.
........

ومضة

    ألقى في المجلس كلمته...
    أضاءت ما حوله، وكادت تذهب بأبصار السامرين...
    تراجع الخليفة إلى الظل..
    أدرك السياف الإشارة..
..........

كلمة سواء
**
انفصلوا عن الواقع، وانكبوا على تناول أطرافهم بشراهة تنضح سورالية متجددة، وهم ينظرون إلى الأعلى بعيون تترقرق قسوة، ثم يلقون راقصين بعظام الفرح.
........

دون معنى:


انحنى على بركة الماء يداعب بسببابته صورته المنعكسة عليها كما يداعب طفل مركبته الورقية. وما هي سوى لحظات حتى هبت ريح عاتية؛ فأطارت الصورة بعيدا، قام يتبعها ليعيدها وإذا به يصطدم بوحش عابث رسم بمخالبه على جسمه لوحة سوريالية، ثم رمى به أرضا كورقة مهملة تحمل قصة تافهة كهذه التي تقرأونها الآن...
نهض متثاقلا كثمل يبحث عن البركة ليغسل الدم السائل من كله؛ وبينما كان يغوص في أعماقها، كانت الريح تطوح بالصورة بعيدا إلى أن غيبها القمر.
..........

عزاء

على حافة قبري جلست امرأة في مقتبل العمر، كاملة الأوصاف، باذخة الجمال، بلباسها الأبيض الفاتن، وبدأت في ذرف الدموع على قبر جاري الذي أدار لها ظهره، وتركها تشكو لوعتها وحرمانها... سرت في جسمي حرارة غريبة؛ فاستسلمت لدفء الغواية.
.........

بيغ بانغ

    أرى في الجانب الأيمن برميل بارود يهتز ويضطرب؛ وفي الأيسر حسناء تتبختر في مشيتها كطاووس؛ تجر ذيل ثوبها وكأنها على موعد حفل.... من أضرم النار في قلبي؟....
    عيون المقهى تنفتح دهشة؛ شرارة تأتي قادمة من جهلة مجهولة؛ وفي لحظة.. ينفجر المشهد.
...........


تلك الرسالة

    فقدت مدينته اطمئنانها، وآلمه أن الجرائد أهملت رسالته،
    واهتمت بمتابعة مسلسل القتل المستمر...
    بعد عقد؛ استعادت المدينة سلامها فجأة، فنشرت الصحف فحوى الرسالة:
    أصرح أني كاتب فاشل، فقد رمت خلق شخصية فريدة، وحين استوت، تمردت علي، وانطلقت تجوب شوارع المدينة بعنفوان...
    أودعكم، راجيا منك الصفح والغفران...
    عاد المسلسل الدموي هذه المرة، أكثر قوة...على الشاشات.
..........

غيرة

    مدت إلي يدها؛ اضطربت... قطفتني؛ تالمت. وضعتني بين هلاليها الورديين؛ شعرت بالاطمئنان... تشبعت بعطرها... وما هي إلا لحظة حتى وجدتني خارج نعيمها... يد العاشق كانت خشنة.



Share To: