قصة قصيرة بعنوان "الساحر" بقلم ابراهيم الديب كاتب و قاص من مصر

فهمي يشرب جاز، ويطفى النار بفمه ببلعها ،ويخرج قطعة النقود من جيبك، بعد أن  يضعها في مكان آخر  ، ويدخل أطواق الحديد الدائرية بعضها في بعض ؛دون أن يكون هناك  فتحة، أو فجوة في الأطواق،و يأتي بكتاكيت كثيرة من تحت أبطه..... ويفعل أشياء أكثر من ذلك وأعجب بكثير.....فهمي: ساحر يمر علي المقاهي و خاصة علي المقهي الذي أجلس عليه ليرتزق من كل ما سبق ذكره ،وكان بعد أن ينتهي من؛ عمله و بعد كل نمره يجلس بجواري يتناول القهوة ،وفي إحدى المرات بعد أن أصبح  بجواري  وكان يحمل عدته، وكادت أن تسقط منه بعضها....... ..والتي حملقت فيها ولم أجد بينها ،حبال وعصي كالتي أشتهر بها المصريين القدماء و أستخدمها سحرة فرعون ضد موسى عليه السلام قبل توبتهم وإيمانهم به كما قص القرآن الكريم  قصتهم .....فتناولت من بينها الأطواق فوضعتها علي الطاولة ،وأخذت أتاملها وأحاول أن أفعل  مثل ما يفعل ولكن باءت المحاولة طبعا بالفشل ثم تلفظت بسؤال تعجب وإعجاب فى نفس الوقت هو  أقرب للاعتراف  بقدرات فهمي وأنه كيف يقوم بتلك الأعمال الخارقة للعادة ، وكان أقرب لحديث النفس ثم الإعجاب الشديد بقدراته  ، وأنا أنظر لفهمي ولسان حالى؛ كيف تفعل ذلك  ؟؟!!فاستنكر فهمى  مني ذلك السؤال والتعجب والدهشة وأعتبره تدخل فى عمله وأكل عيشه أو هكذا قرأت ذلك من تعبيرات وجهه الصارمة الغاضبة منى فتوجه  إلى فهمى ناظرا قائلا  :سأحكي لك حكاية ثم أخبرك بعدها كيف أقوم بذلك و أفعله .... 

كان هناك : حفلة كبيرة وكان من ضمن فقرات الحفل ساحر مصري وساحر أمريكي وأيهما يأتي بألعاب مدهشة أكثر له أجر كبير فبدأ الساحر الأمريكي وفعل كل شئ ولم يترك للمصري شئ يفعله وانتزع  ونال إعجاب لا مثيل له من المشاهدين  ،ثم جاء دور الساحر المصري،وأنتظر منه الجمهور ما سيقدمه ولكن المصري قال للجمهور أن نمرته ستكون علي الساحر الأمريكي نفسه، وهي؛ أن ينام الأمريكي واذبحه بالسكين ثم أعيده ثانية وفعل ذلك وصفق الجمهور كثيرا ولكن الأمريكي لم يقم ثانية  وعندما سأل الجمهور الساحر المصري  لماذا تعيد الأمريكي ثانية فقال:لقد مات الساحر الأمريكى ولن يعود مرة أخرى   فمن يقطع عيشي أقطع رقبة أمه...