الخذلان المستعاد هو اقدر جملة للتعبير عن طبيعة مجموعة القصص القصيرة/ يتامى الأبدية/ للكاتب المصري حسني حسن، الصادرة عن الهيئة المصرية للكتاب، ومن خلالها يستعيد أسي وشجن وضياع، ورغبات مطمورة ومقهورة ظلت سنوات طويلة في جب مظلم وعميق، وحب وقسوة وفراق ولوعة وحسرة وهجرة وهجران وتأملات طويلة حول الحياة والموت وجدواهما قضايا وجودية تؤرق الكاتب وقد يكون العمر وانحداره له جانب في طفو هذه القضايا والهواجس، ولكن هناك ايضا الجانب الإنساني فهموم الكاتب هموم إنسانية، لا تستطيع أن تري المحلى إلا فى اطار انساني، لما لا وهو ابن الإسكندرية، ترابها الزعفران بعمق بروح "كُوزْمُوبُولِيتِيَّة" لذلك تظل الاسئلة الوجودية تستعاد عبر المجموعة، تسعدا الخسارات، الندم، يستعاد كفافي وتشعر وكأن هذا العظيم يرفرف حول المجموعة فى تناول القضايا الكبري من خلال اليومي والبسيط ولكن ايضا فى هذا الحرفية العالية في البناء الموسيقي للنص
تعالو لنقراء ما كتبة الكاتب أحمد الشريف عن دور الموسيقي في قصص المجموعة:
" ليس باخ فحسب بل يحب أيضا نغمات وموسيقى بوليرو رافيل , قصة ( أمانة يابحر ) , وفيروز وأم كلثوم ومحمد منير , وسيمفونية بتهوفن التاسعة , وكونشرتو الجيتار المعروف باسم ألاندلس , لرودريجو ,قصة ( متحف الهباء ) , وأنغام نزوة تشايكوفسكى الإيطالية النزقة المترعة بالحزن , قصة ( أسفل شلال) , وموسيقى أو برا كارمن لبيزيه , قصة ( أم ملاك) الخ , هكذا وفى جل القصص يلجأ الراوى للموسيقى ؛ كى يحس بالراحة العميقة والهدوء وفى أحايين يشعر بالبهجة والخفة وجمال الحياة . ضمن سمات المجموعة أيضا , تداخل ألافكار الكبرى , الخلود , الفناء , الانحلال والزوال , مع ما هو آنى وشائع ويشغل الرأى العام , ” ألاكسجين السام والمعجون بملح الغم والقهر والهزيمة , الذى تتنفسه أمة واحدة ذات رسالة خالدة , تتمدد خيبتها , وتجترح عورتها , من المحيط الغادر إلى الخليج الفاجر .
، قصص الرغبة القوية في القبض على الزمن فى اليد ليتصرف فيه كيفما يشاء، هناك ظلال من بطل رواية الشحاذ لنجيب محفوظ ولكن شحاذ من نوع أخر يقف طويلا حول الذكري والذاكرة، ذاكرة الماضي، ذاكرة اليومي القريب، الذاكرة التاريخية، ذاكرة الآني اللحظية كل هذه الأزمنة متداخلة، لذلك تقنية الفلاش باك جزء جوهري من بنية القص، هناك اسماء اخري يحاورها ولكن تصب منطقة نفوذ وقوة سرد حسني حسن مثل بورخس داريل، الموسيقي باخ، الخ
اما لغة الكاتب فهي لغة مثالية فلا تستطيع ان تحذف كلمة وليس جملة من النص، هناك قدرات استثنائية فى وصف الحدث بدقة، وصف المكان دون وقية من الترهل، وصف المناخ والطبيعة دون أن يسقط في الانشائية، لغة صلبة تؤدي المطلوب منها بالضبط، انا اعتبر لغة حسني حسن تصلح كنموذج للغة فن القصة القصيرة، دع عنك الاسماء الشهيرة فهي فى الغالب جثث لا اكثر، حسني حسن مقتدر فى بناء الجملة السردية، وجاءت معبرة عن ضياعه وتشتته ولكن الدقة هي عنوانه
نال جائزة أفضل رواية صادرة عام 1996 عن روايته اسم آخر للظل من مجلة أخبار الأدب .
حصل عام 2000 على جائزة وائل رجب من جريدة الأهرام عن رواية المسَرْنَمون .
صدر له:
حسنى حسن
(مصر)
اسم آخر للظل - رواية
دار شرقيات ، القاهرة 1996
يقين الكتابة - نقد أدبى
المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة 1997
المسرنمون - رواية
دار شرقيات ، القاهرة 1999
Post A Comment: