Articles by "نقد"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد. إظهار كافة الرسائل


 فن .. وانطباعات | بقلم : خديجة الخليفي /أديبة مغربية


فن .. وانطباعات | بقلم : خديجة الخليفي /أديبة مغربية


لست ناقدة، فالنقد له شروطه، وله أهله. وأرجوني يوما أن أكون من ناسه. 

إنني اليوم، أشارك متتبعي منشوراتي في العالم الأزرق، انطباعاتي وفضفضاتي.. إنني اليوم، أكتب بعيدا عن كل موضوعية. وهذا ليس بعيب؛ فالمطلع على هذه الحروف، سيتشعر البواعث والدوافع لهذا القول! 

وعندما تعشق بعض الحروف الثناء، وعندما تجد بعض الحروف متنفسها في المدح، تكون قد أرضت حواسها، وقدمت ولاءها لصناع الجمال.

وحروفي اليوم، أنطقتها أشياء جميلة، بل أبهرتها تحف رائعة. والبدء، كان من المعلمة التاريخية التي عملت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، على صيانتها وترميمها، لتحمل صفة رواق يستقطب أعمال فنانين مغاربة ومن أقطار أخرى.  

كم كانت دهشتي وكم كانت متعتي، وأنا أنتشي وأفتخر بمغربنا الجميل، الذي يلد أنامل تصنع الجمال. لوحات تنتمي إلى معرض ثنائي، عرضت برواق الباب الكبير بالرباط. حضرتُ افتتاحه يوم أمس، الجمعة 29 شتنبر من السنة الجارية 2023. يحمل المعرض عنوان "تناغميات الحروف: حوارات تجريدية"، للفنانين المغربيين: عبد القادر كمال، ويوسف بالمهدي.

كنت أشاهد اللوحات، تشدني إليها شدا كأنها ترغب في حديث مطول. فسألت نفسي: كيف استطاع الفنان أن يصنع هذا؟! ما سر إبداعه؟! أن تقف أمام لوحة يغذي محتواها كل الحواس. قلت للحظة: والله لا يفلح في هذا إلا فنان صادق، رحل بإحساسه وسلمه إلى دنيا الفن التشكيلي. 

تمثلات أحسست نبلها في الألوان التي أتت متناغمة، وشفرة لن يفك قيدها إلا بليغ متمرس.

كنت أنتقل بين اللوحات، وكلما وقفت أمام لوحة، كان يحملني الرواق إلى أخرى. وبين لوحة وأخرى، حكايات كنت أسمعها بصوت خافت، هي حكايات المتحف الوطني للحلي، وحديقة الأوداية، وموسيقى الإخوة ميكري، وصوت البحر، وعمران الباب الكبير...). وفي كل هذا، أتت لوحات الفنانين كمال وبلمهدي، منتشية، تدون تاريخها في معلمة تاريخية توجد بأرض عاشقة للفن.

ولا أخفيكم الأمر، للحظة تمنيت لو كنت منشطة ثقافية؛ فغبطت أصحاب هذه المهن! استرقت النظر إلى الفنانين، وأحيانا نظرت إليهما فعلا. تأملت لوحات الفنان عبد القادر كمال، ثم نظرت إليه، كان شيء بدواخلي يدفعني لذلك. ثم عاودت الكرة، ففككت شفرة دواخلي، لأعرف أنها كانت تقارن بين ما جاء في اللوحة وبين الفنان. 

سألته: هل اسمك فني؟ لم أنتظر الجواب، ثم أردفت سائلة: هل أنت مغربي؟ هل أنت "فنان أكاديمي"؟

قال: أنا مغربي حتى النخاع، فنان عصامي، وهذا اسمي...

فردّت دواخلي، في صمت، تعلن عنه هذه الحروف: كم جميل أن تخترق الإنسان نشوة الاعتزاز والفخر بجرأة فنية منبعثة من أحضان المغرب.

كان سؤالي موجها إلى الفنان عبد القادر كمال، الذي علمت فيما بعد ومن خلال الكاتالوج، أنه فنان عريق طور تجربته وجملها ببحث عظيم ويكفي أن أذكر هنا أن علاقته بدنيا الفن التشكيلي تفوق 20 سنة.

وهنا أعلن لمتلقي هذه الحروف، أن دواخلي رجعت لتساؤلاتها من جديد: كل جزء في لوحاته تجده لوحة فنية في حد ذاتها. هل أتى هذا صدفة؟ لوحاته تستقبل العين والفكر، فكيف توصل إلى هذا؟ بعد هذا، أدركت شيئا ليس بالغريب على قارئ اللوحات وليس بالغريب على قارئ الملامح. أدركت كيف يمكن أن ترسم اللوحة شخصية صاحبها، وكيف يمكن أن تعلن للعالم صدقه واجتهاده. أدركت كيف يمكن أن ترسم لعين المتلقي لوحة ثانية تجسد فيها من يكون هذا الفنان، مع خلاصة قادمة من دنيا الخيال مفادها أن هذا الفنان هو فنان فارس عربي.

إلى هذا، أضيف ملاحظة أخرى، مفادها أن اللوحات المعروضة تجتمع كلها في النقطة والحرف، أبهرتني تقنياتها الرائعة والجميلة في ذات الوقت.

سألته: هلا فككت لي شفرة هذه اللوحة؟

قال: لوحاتي المعروضة هنا تجسد أسماء الله الحسنى. مثلا هنا: ... حرف الحاء، وهنا حرف القاف وهذه الشدة...

تأملت لوحاته، ونظرت إليه هو الآخر. وكأني بذلك أحاول أن أربط العلاقة بين شخصه وبين ما جاد به من عمل فني يستدعي التأمل والسؤال. وأمام انشغالات الفنانين باستقبال الحضور، اختصرت أسئلتي، واقتصرت على سؤال واحد، فتقدم الفنان بلمهدي، وهو أستاذ للفنون التشكيلية، بالجواب والشرح.

وإذا كان المعرض يحمل عنوان "تناغميات الحروف: حوارات تجريدية"، فإني كمتلقية، أعجبت بهذا التناغم الجميل. ليس فقط، بذاك القادم من عمق اللوحات، وأرض الرواق وما يحيط به. وإنما أيضا، أعجبت بذاك القادم من ثنائية اتحدت لتقدم لنا ما جادت به أنامل أفكارهما.

وإذا كان المعرض، قد جسد الحروف العربية في "حوارات تجريدية"؛ فإني، أحسست هذه الحوارات تعزف نغما جميلا واحدا وإن اختلفت أساليبها، أطرب القلب والحواس. وأصبح لا بد لي، من تقديم الامتنان والشكر للفنان عبد القادر كمال والفنان يوسف بلمهدي.

ثق أيها المتلقي، لا تنطق الحروف ولا تطرب الآذان، ولا تسعد القلوب إلا أمام فن صادق وريشة قوية متواضعة. 


بقلم خديجة الخليفي 🇲🇦


فن .. وانطباعات | بقلم : خديجة الخليفي /أديبة مغربية


للإشارة، الصورة تم إنزالها بموافقة جماعية لكل من بالصورة

من اليمين إلى اليسار :

الفنان التشكيلي يوسف بلمهدي

وطبعا أنا هه خديجة

الصحفي عبد المجيد رشيدي

والفنان التشكيلي عبد القادر كمال




ملحمة كلكامش /تناصات مسرحية للدكتورة: امل الغزالي / قراءة مختزلة بقلم /حاتم عباس بصيلة


ملحمة كلكامش /تناصات مسرحية للدكتورة: امل الغزالي / قراءة مختزلة بقلم /حاتم عباس بصيلة



اهدت الكاتبة منجزها الى المحلقين في سماوات البنفسج 

وقد استعرضت الكاتبة معنى الملحمة واسباب ظهورها في الفصل الاول واهميتها وانتشارها في العالم كما لخصت قصتها بايجاز رائع مع الاشارة الى دلالات اسطورية وتربوية تتعلق  بالموت والخلود الذي لا يكون الا عن طريق فعل الخير مشيرة الى طروحات الملحمة مؤكدة على الدور التربوي في تهذيب الانسان وتحويله من اناني متسلط في حالة كلكامش الى كائن ناكر للذات في سبيل شعبه عن طريق اعمار بلاد اوروك وعمل الخير واشارت الى انكيدو الذي تحول بفعل المرأة  من حالة التوحش الى حالة التحضر وهي اشارة ذكية الى دور المرأة الحضاري عن طريق الخصب والفعل الحسي في ترويض شراسة الذكورة المتوحشة وهي عملية انتقال حضارية كما تناولت علاقة لانسان الرافديني بالٱلهة بعدها بديلا مخففا عنه قساوة الحياة والطبيعة المتناقضة والتي تؤثر على حياته الفردية والجماعية معاوكانت الالهة صورة اخرى للسلطة لسياسية

كما اعتقدها انسان وادي الرافدين

تميزت الالهة كما الانسان بطابعها الاجتماعي الا انها اختصت بالخلود بينما اختص الانسان بالموت والفناء الا اذا عمل صالحا  وكان عليه ان يطيع الالهة بطقوس ما  وكانت هناك فقرات تربوية رائعة اشارت لها في هذه الصور :

عدم شرب الماء في كأس غير مفخور 

عدم اقتلاع غصن صغير في السهب اوتحطيم قصبة !

تقديس الماء .

عدم اقتلاع سدرة من الحقول لدلالة ذلك على انتزاع الملكية .

ان لا يتطاول على الٱلهة .

التعبد والصلاة وتقديم القرابين .

****

تذكر الكاتبة تمرد الذكورة المرموز لها بكلكامش الذي رفض اغراء عشتار له في نصوص معروفة فارسلت له الثور السماوي ليقتله مع صديقه انكيدو الا انها لم تسلم من انكيدو وتنتقم الٱلهة من خلال الافعى باخذ عشبة الخلود بعد قتل خمبابا في غابة الارز   

***

وفي التعريج على دور اماكن العبادة وقدسية الطقوس والاحتفالات المتعددة الدلالات في حالة الانتصار او تصوير طقوس الجنس والخصوبة السنوية والتاكيد على المعبد كمركز للٱلهة المقدسة دلالات مهمة  وقد تناولت الكاتبة دور المرأة في الملحمة مركزة على انانا( عشتار) كرمز للانوثة والخصب خاصة في اعياد الاكيتو السنوية في اختيار الزوج او الملك المناسب لادامة الحياة عن طريق الجنس كما اشارت الى الدور الاجتماعي للآلهة ننسون في علاقتها الطبيعية مع ابنها كلكامش  وهي صورة من صور حماية الاسرة في ذلك الوقت ووصفت الكاهنات المقدسات التي تقوم بدور عشتار في طقوس الخصب كاعمال دينية مقدسة كما اشارت الى دور سيدوري صاحبة الحانة  في المتعة والجنس والحكمة واللذة وفي ذلك اختصار لاشكال المرأة ودورها في الملحمة  كما تطرقت لاهمية المعبد الاقتصادية اذ قسمت الاراضي الى ارض المولى وارض الطعام وارض المحراث وقد كان لمفهوم الخلود ومأساة الموت  مبحث ممتع تناولت فيه الاعراض عن الملذات والتفكر بالوجود ومرارة الفقد والتحول الى المحبة بعد ان كان كلكامش رمزا للظلم والاستبداد كما تناولت موضوع الرؤيا في الحلم وقسمت النبوءة الى نبوءة صريحة او ذات رموز تنبيء بما سيحدث وبذلك تكون ظاهرة الحلم ذات جذور رافدينية اصيلة 

وقامت الكاتبة بتصوير شخصيات الملحمة المهمة منها: كلكامش وقدراته الخارقة وطبيعته البشرية ايضا اضافة لمعلومات تاريخية كونه الملك الثامن والعشرين بعد الطوفان كما اشارت الى تعالقات الملحمة مع الاوديسة وهي تصف ديونسيوز بقرني ثور والحقيقة ان هذا الرمز اسبق من اليونان عند العراقيين القدماء ورحلت الكاتبة باسلوب ممتع مع صفاته الاسطورية وتجبره في البدء والصراع من اجل الخلود وتحوله الى محب كبير والى معنى الصداقة ومرارة فقدان الصديق والشعور بقساوة الموت وعدم القدرة على الخلود كما هي الٱلهة كما اشارت الى التناص في صراعه مع خمبابا في ملحمة هوميروس  في ما نيلا وهو يصارع هيكتور عن طريق اغاممنون ثم تخلص الى عدة ابعاد من هذه الملحمة بعد استعراض جانب الشهرة المبكرة في حياته الاستبدادية وجانب التحول الى خير الانسانية في السلوك  والابعاد هي : 

بعد ديني 

بعد تربوي

بعد سياسي

بعد اخلاقي

بعد اجتماعي

بعد نفسي

بعد اقتصادي

وقد شرعت بشرح تفاصيل ذلك واشارت الى قضية الموت المؤلمة والاحساس بالفناء لدى كلكامش 

(كيف اهدأ ويقر لي قرار

وصديقي الذي احببت صار ترابا 

وانا ..افلا أكون مثله فاضطجع ضجعة لا اقوم من بعدها ابد الدهر ؟ )

وقد كان لاتونبشتم الحكيم دور ايضا وهو دور يرمز الى الاسطورة من ناحية والى سذاجة كلكامش من ناحية اخرى فيدله بعد تأثير زوجته عليه الى عشبة الخلود ,وتناولت شخصية انكيدو المعادل الموضوعي لكلكامش وقد مهد خلقه لثلاثة اشياء هي : 

ذريعة ظاهرية لصراع البطلين 

خلق رفيع بدوي وتعاون مع كلكامش في مغامراته 

اتخاذه صديقا يكون كبش فداء ليقلب حياة كلكامش ويدفعه بعنف للبحث عن الخلود 

وقد اختارت الكاتبة اجمل المقاطع التي تنم عن عمق المأساة في فقد المحبوب (يا صديقي اشعر بالعبرات تخنقني

لقد تراخى ساعداي

واستحالت قوتي وهنا )

وفي الحديث عن الثور السماوي 

اختارت (رق قلب كلكامش وكاد يبقي عليه ولكن صديقه انكيدو حرضه على قتله فقتلاه وقطعا رأسه  قطع فخذ الثور السماوي الايمن وقذفه بوجهها وقال : لو امسكت بك لفعلت بك مثلما فعلت به   مخاطبا عشتار _ )

(يا صاحبي لقد حلت بي اللعنة فلن اموت ميتة رجل في ميدان الوغى ) وفي الحديث عن عشتار ترسم الكاتبة شخصية عشتار المتناقضة فهي الجامعة لرقة المشاعر وخشونة الحرب ولقد صورت مشهد اغرائها بالرجوع الى الملحمة بعد اعتراض كلكامش في الطريق 

(فستقبل قدميك العتبة والدكة

سينحني خضوعا لك الملوك والحكام والامراء) فيكون رده (انت نعل يقرص قدم منتعله..اي من عشاقك من احببته على الدوام ؟ اي من رعاياك من ارضاك دائما ؟ ) 

ثم تستعرض الباحثة مافعلته بطير الشقراق والاسد والحصان غدرا

واظهرت قوة شخصية عشتار فهي المتمردة على الاله ٱنو والتهديد بايقاظ الموتى كماصورت دورها الاقتصادي واهتمامها بالثروة الحيوانية ،ولقد بكت ثورها السماوي الذي قتله كلكامش وانكيدو لتحل لعنة الموت بعد ان حرضت المجلس الالهي للانتقام منهما ومع هذا فان عشتار بعد الطوفان تتحول بعد ان رأت الكارثة الى ام حنون تبكي اولادها والحزن يقطع احشاءها والدموع تنهال ندما على ما نطقت به امام الٱلهة وترى في شخصيتها ان التناقض فيها حالة طبيعية فهي ابنة اله القمر وهي في الوقت ذاته امرأة حساسة مضطربة الشهوة وقد عزا العلماء اضطراب المرأة وتناقضاتها الى اضطرابات الرحم لذلك كانت عشتار صورة صادقة للمرأة العالمية 

وعرجت الكاتبة على شخصية اوتونوبشتم الذي يؤمن بموت البشر وهو المعادل لشخصية النبي نوح في الطوفان ,ليدل كلكامش على عشبة الخلود تحت تأثير زوجته عليه ويتم وصف الطوفان بالقول في الملحمة 

تخل عن مالك وانشد  النجاة 

انبذ الملك وخلص حياتك واحمل في السفينة بذرة كل ذي حياة 

صار الاخ لا يبصر اخاه 

ولا الناس يميزون في السماء 

وحتى الٱلهة ذعروا من عباب الطوفان ) ودون الخوض في التفاصيل فان الٱلهة تمنح اتو نبشتم وزوجته الخلود وفي الحقيقة كان اتو نبشتم حاقدا على كلكامش ثم يعود كلكامش الى اوروك بعد ان اغتسل ولبس ثيابه الجديدة (واصبح ابيض كالثلج بعد ان كانت الاوساخ تغطي جلده )  اما شخصية البغي فانها علمت انكيدو الحضارة بعد ان واقعها وقد علمته فن المرأة (لقد كانت بالفعل معلمة مثيرة تمكنت من غسل دماغ انكيدو واقتلاعه من مجتمعه (كل الطعام يا انكيدو فانها سنة الحياة واشرب الشراب القوي فهذه عادة البلاد )ثم تطرقت الى  ننسون الملكة العظيمة والبقرة الجليلة والدة كلكامش الحكيمة وقد اشارت الكاتبة بذكاء الى اسمها وهو ريمات الذي يعني الريم المرتبط بسرعة الحركة والجمال والرشاقة والتمنع وبعد المنال كما اشارت الى حكمتها وقدرتها على تفسير الاحلام والى تضرعها من اجل كلكامش وهو امر عالمي جسدته الاساطير القديمة من اجل سلامة ابنها في التضرع الى الٱلهة .

واستمرت الكاتبة في وصف الشخصيات المهمة والتي لها طابع مميز او خاص فشملت سيدوري في الوصف وهي صاحبة الحانة وٱنو كبير الٱلهة الذي يعني اله السماء وملك الٱلهة وانليل اله العواصف والجو والهواء الذي امتاز بالعنف والتدمير وهو كاره للبشر ويمتاز بسياسة ودهاء اما ايا فهو ابن انليل وشمش اله العدل والحق والشرائع وسين اله القمر وهو ابو الالهة عشتار وكذلك وصفت اورورو ٱلهة النسل والاخصاب وواهبته وتطرقت الى خمبابا الوحش الذي قتله كلكامش في غابة الارز رغم قوته الخارقة كما وصفت الثور السماوي الذي ارسلته عشتار للنيل من كلكامش ولكن كلكامش قضى عليه ويرمز الثور السماوي الى انحباس المياه

في الفصل الثاني تطرقت الكاتبة الى الجانب السايكولوجي في تحليل شخصيات الملحمة  متطرقة الى مفهوم الشخصية وجذره اليوناني الذي كان يعني القناع الذي تلبسه الشخصيات في التمثيل  واجادت التطرق الى الجذر اللغوي  فكان المعنى في كل الاحوال الارتفاع عن الٱخرين او ما يلفت النظر من خلال الجسد الضخم , ثم تطرقت الى تعاريف متعددة عند المفكرين وعلماء النفس كالتنظيم المنسق والدينامي لصفات الفرد الجسمية والعقلية والاخلاقية والاجتماعية وناقشت عدة تعريفات ثم تطرقت الى ثلاثة اتجاهات في نظريات الشخصية 

اولا : نظريات تستند الى الحتمية التكوينية (النظرية الكلاسيكية او نظرية السمات التي تعتمد السمة الاساسية والمركزة والثانوية ,والفرويدية الكلاسيكية المعتمدة على ثلاثة اسس هي : الهو والانا والانا الاعلى

ثانيا: نظريات تستند على الحتمية البيئية (النظرية السلوكية /بافلوف/ثورندايك , نظرية التعزيز المستندة الى الحافز والدليل والاستجابة والتدعيم ),

ثالثا: نظريات تستند الى الحتمية التفاعلية /الفرويدية الجديدة ,النظريات السايكولوجية الاجتماعية  ,نظرية اريك فروم ،المعتمدة على الحاجات التالية : 

الانتماء 

التعالي

الارتباط بالجذور

الهوية 

الحاجة الى اطار توجيهي )

تطرقت ايضا الى مفهوم الشخصية المسرحيةمشيرة الى الملاحظات الاربعة التي ذكرها ارسطو وهي : 

ان تكون الشخصية المسرحية فاضلة 

الملائمة 

تمتلك تشابها مع شخصيات الحياة الاعتبارية 

ان تكون متناسقة في افعالها وتصرفاتها 

....ثم تناولت مفهوم الشخصية المحورية والشخصية الثانوية والشخصية الساندة  التي تقوي الشخصية المحورية وتكشف عنها وشخصية الرسول المحركة للفعل الدرامي

في الفصل الثالث تناولت الكاتبة الجوانب الفكرية والتربوية لملحمة كلكامش  فعرفت الفكر الذي هو اعمال العقل في مشكلة ما والفكرة الصورة الذهنية لأمر ما وفكرة الخير والشر وفكرة الزمان والمكان رأي خاص ووجهة نظر ثم تطرقت للمفهوم الاصطلاحي بما يفيد موضوعها وكذلك فعلت بمفهوم التربية خائضة بتفاصيل ذلك لتصل الى مفهوم الملحمة التي تحتوي على مجموعة اساطير لتسبر غور معناها بتفاصيل المعاني والمصطلحات ثم تناولت تفاصيل التحولات التربوية في شخصية كلكامش الذي كان انانيا مستبدا ليصبح صديقا محبا وعطوفا على الشعب بعد صدمة الموت والفناء حيث اعطته درسا اخلاقيا وتربويا حول هذه الشخصية الى الجانب الايجابي لفعل الخير وقد ذكرت الكاتبة رموزا مهمة في التحول السلوكي التربوي لدى انكيدو ولقائه مع البغي واكتشاف الحضارة في السلوك بعد تعرفة الى الانثى كما تطرقت الى علاقة كلكامش بننسون امه وعلاقته مع عشتار التي رفض اغراءها بسبب تعاليه من ناحية وتناقض عشتار من ناحية اخرى

كما تطرقت الى رئيس الجوقة ووظيفته والشخصية الممتلئة ودورها الفاعل في الحدث المسرحي والشخصية السطحية وهي عكس الشخصية الممتلئة والشخصيات الغائبة الحاضرة او اللامرئية ولكنها تملك حضورا محوريا ورسمت الكاتبة صورة الشخصية التأملية والشخصية المحرضة والفاعلةوفي تداخل ابعاد الشخصيات لخصت الكاتبة قراءة الشخصية بثلاث كيانات :

الكيان الحسي الذي يضم (الجنس,السن,الطول,لون الشعر والعينين والجلد ,الهيئة ,المظهر الجمالي,العيوب الجسدية ,الوراثة )

الكيان الاجتماعي ويضم (الطبقة الاجتماعية ,العمل,التعليم,الحياة المنزلية,الدين ,الجنس،المكانة في المجتمع ,المشاركات السياسية  ,الهوايات المختلفة )

الكيان النفسي ويضم (الحياة الجنسية ,الاهداف الشخصية , المساعي الفاشلة , المزاج والطباع  ,ميوله في الحياة ,الانبساط والانطواء ,قدراته 

وقد تطرقت الى مسرحيات عديدة في هذا الشأن معروفة مثل مسرحيات شكسبير وبراندلو وٱخرين كما تطرقت الى الجوقة وهي مجموعة من الشخصيات المتماثلة الابعاد والتي تمتاز بوحدة ٱرائها وتعليقاتها ومواقفها من الاحداث والشخصيات موضحة خصائصها في النقاط التالية : 

١_ان الشخصيات التي تقوم بادوارها في المأساة هي في العموم من طبقة اجتماعية دنيا 

٢_ان اعضاءها في اغلب الاحايين حذرون محتاطون تحمل عباراتهم معاني الاحترام لمن يخاطبونهم 

٣_ان الفئة التي تمثلها الجوقة تتجه الى الٱلهة اتجاها فطريا يفوق اتجاه الابطال لتثبت انها وسيط بين الٱلهة والابطال والجماهير 

٤_تسلك الجوقة سبل الحواشي الملكية بالنسبة للبطل 

٥_ان مرجع الانتقال والتنظيم في الجوقات يحقق الانسجام بين الجوقة والاشخاص  الذين ساهموا في المأساة تحقيقا يكفل جمالها وتأثيرها في النفوس 


في الفصل الرابع تناولت الكاتبة مفهوم التناص لغة واصطلاحا حيث تطرقت الى جذور هذا المصطلح مشيرة الى الروائي الروسي باختين الذي اتى بمفهوم الحوارية وكان التناص واحدا من مصطلحات الحوارية وقد وجدت جوليا كريستيفا ضالتها في هذا المصطلح كما اشارت الكاتبة الى تودوروف والى رولان بارت الذي قال بمفهوم الكتاب الاكبر اذ عد كل نا يحدث من تناص هو استمرار لهذا التناص واهم ماةفي هذا المصطلح انه جر الى مصطلحات اخرى مثل الادب المقارن والسرقات الادبية وغيرها وقد تطرقت الكاتبة الى ٱراء نقدية لهذا المفهوم متناولة الناقد ميخائيل باختين الذي اشتهر فيما بعد مناقد تفكيكي اذ عقد مقارنة بين النص الادبي وبين الكرنفال المتعدد الثقافات وقد اشار الى ان الكلمة هي الكائن الحي المليء بالاضطراب  فهو متغير المعنى بحكم الحركة وتداخل الثقافات واهم ما توصل له استحالة وجود نص نقي 

وتطرقت الكاتبة الى انماط التناص عند تودوروف وهي كما يلي : 

التناصية 

المناص : مجموعة العلاقات التناصية التي يتبعها النص مع النصوص السابقة 

الميتانص :,(علاقة التعليق التي تربط نصا بٱخر يتحدث عنه دون ان يذكره )

النص اللاحق : (الاتساعية في النص السابق )

معمارية النص : النمط الاكثر تجريدا وتضمينا )

اما النص المتسع فهو من مسميات جينيت وهو على نمطين :

التحويل غير المباشر والتحويل المباشر 

اما ٱليات التناص بحسب لوران جينيه فهو في النقاط التالية : 

التحقيق

التحويل 

الخرقي (الانقلاب على معنى النص ) 

التضمين 

التلفيظ (تحويل النص الصوري الى لفظي مثل الخطبة تتحول من السماع الى اللفظ )

الخطبة 

الاجترار 

الامتصاص

التمطيط 

(الاتاكرام ,الباراكرام ,التكرار ,التصحيفية الشرح ,الايجاز الذي ينقسم الى طريقة داخلية وطريقة خارجية عن طريق التلميح والاقتباس والتضمين والترجمة ) 

وقد جاء جاك دريدا بمصطلح الاقتطاف  وقد تناولت الكاتبة ٱراء متعددة لكل من ميشيل فوكو القائل الكتاب الاكبر هو الارشيف  وروبرت شولز وليتش اما العرب فقد تطرقت لٱراء شجاع العاني ومحمد مفتاح ومحمد بنيس وعبد الله الغذامي وصبري حافظ  وغيرهم 

وقد تناولت التفاعل النصي لدى سعيد يقطين الذي حاء بعدة اشكال : المناصة (سياسية ,دينية ,تاريخية ) والمناصة الداخلية تعتمد المماثلة والمعارضة والتفسير )

التناص : يعتمد التضمين عند جلال الخياط بين المباشر وغير المباشر 

الميتانصية : علاقة نقدية ) (تناص مقصود وغير مقصود ) 

وعند باختين هناك تناص خطي (تعالق النص مع خطابات الٱخرين ليحيط خطاب الٱخر بخطوط ) 

وتناص تصويري (تناص من النوع الخفي ) والتناص عنده ايضا كالتالي : تناص تهجيني 

تناص حواري 

تناص مضموني 

تناص خفي ومستتر 

تناص استشهادي 

تناص اسلوبي 

تناص مفرداتي 

تناص بلاغي )

اما اشكال التناص فقد تطرقت الكاتبة الى  التناص الذاتي والتفاعل النصي الداخلي معاصرة )والتفاعل النصي الخارجي (قديم )

وفي الفصل الخامس قامت الكاتبة بقراءات تناصية في نصوص مسرحية عراقية وقد اختارت النصوص التالية : 

من اجل انكيدو / ناجي كاشي 

البحث عن السيد كلكامش / محمد سيف 

عندما يرقص الاطفال / صباح الانباري 

ثم خلصت الى جداول ذكرت فيها التناص بعد تحليل النصوص  والاشارة الى تناصاتها ,على شكل نسب التكرار للابعاد المختلفة.




ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد 


ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد



 واحدة من سلسلة مقالات (حكايات فلسطينية)..


لطالما ارتبط اسم فلسطين بحكاياتٍ لا حصر لها،  شكلت صورتها في الأذهان على مدار التاريخ وجعلتها أقرب إلى الخيال الذي طغى عليه الحزن والألم، وكما عرفنا الكثير عنها من روايات أجدادنا التي أنارت لنا الطريق وساهمت في تشكيل وعينا تجاه واقعها بمختلف أبعاده، آن الأوان لأصواتٍ مختلفة ومتنوعة بين الماضي والحاضر، لنحكي حكايتها أو لتحكي لنا الحكاية من منظورها وتجربتها الشخصية، بمفرداتها وأسلوبها ومن معايشتها لإنعكاسات وتبعات القضية الفلسطينية عليها في حياتها اليومية كمواطن، سواءاً كان يعيش داخل حدود الوطن المحتل أو خارجه في أي مكان في العالم.. لنتعرف على إنجازاتها وأعمالها ونقرب المسافات ونشهد على ميلاد لحظة، صوت وحكاية..


ويعد وجود الأصوات الفلسطينية من قلب الداخل المحتل اليوم بالإضافة إلى بقية المناطق ذا أهميةٍ كبرى خاصةً بعد محاولات عزلها لعقود بغية فصلها عن محيطها العربي وطمس ثقافتها وهويتها التعددية والحضارية، لذا ستشمل (الحكايات) مختلف التجارب من مختلف المناطق لنمد الجسور بين أبناء الوطن الواحد ومنه إلى بقية دول العالم، وكبداية لسلسلة جديدة من المقالات عن نماذج فلسطينية بارزة في مختلف المجالات ..


وصاحبة حكاية اليوم ليست هنا بصفةٍ فنية فقط بل بصفتها تجسد جسراً بشرياً وعاطفياً بين مختلف المناطق الفلسطينية، هي معلمة ومربية، رحالةٌ هائمة في حب الأرض تجمع بين عشقها للتراث ومواكبة نشاطات الأجيال الشابة لتقدم الصورة   والمتكاملة عن موطنها الذي يراه الناس بعيونهم فيما تراه بقلبها، ولتؤكد في كل مرة أن الحياة تليق بهذا البلد وأنها جديرةٌ بحمل اسمه، لها من إسمها نصيب وهي من تنشر الفرح بحماسها الدائم وتوقها إلى كل ما هو أصيل.. العاشقة والمصورة الفلسطينية ابتسام سليمان..



تتميز بشخصيةٍ خاصة وعدسة محبة متقدة بالشغف صنعت لها مساراً يشبهها بين الكثير من الأسماء البارزة في عالم التصوير الفوتوغرافي إن كان ذلك على صعيدٍ وطني أو عربي، فلقطاتها تجمع بشكلٍ عجيب بين البساطة والحرفية التي تجعلها قريبةً من الروح، ونرى تلك الحالة من التماهي بينها وبين المشهد سواءاً كانت خلف العدسة أم أمامها فهي على الدوام جزءٌ منه وليست منفصلةً عنه، كما أن علاقتها مع الأرض تفيض أمومةً وحناناً وانتماءاً لها، عدا عن حماسها الدائم لإكتشاف مناطق جديدة لم تسبقها إليها عدسة ولم تطأها الأقدام من قبل، وعلى عكس الواقع الحزين الذي تعيشه البلاد إلاّ أنها تبحث بإستمرار عن لحظات الفرح كما نقول في لهجتنا العامية (بسراج وفتيلة) لتزيح الحزن عن الأيام التي تمر بصعوبة تحت نير الإحتلال..


وتنسج (ابتسام سليمان) علاقةً حريرية بكل ما حولها لتستنطقه وتحثه على البوح بأسراره الدفينة، ولا تألوا جهداً في قطع المسافات بصحبة فريق (موطني) للتعريف بتاريخ كل منطقة ونقله إلى الأجيال الجديدة بأسلوبٍ جذاب ومشوق لا يخلوا من خفة الظل، فنراهم جميعاً يديرون الحوارات مع أهالي البيوت والقرى ويسألون أصحاب الخبرة وأهل المعرفة ممن كانوا شاهدين على حقبٍ هامة عاشتها مختلف المناطق الفلسطينية بالإضافة إلى الإستزادة من المعلومات حول الآثار التي تؤكد على حياة هذا الشعب وتنوعه الثقافي والحضاري، كما أن جهودهم ساهمت في توجيه الأنظار إلى الكثير من الأماكن المنسية وإعادتها إلى الذاكرة وإحيائها من جديد، ولا تقتصر هذه المساعي والجولات المصحوبة بكمٍ كبير من الصور الفوتوغرافية الجميلة على البيوت والآثار والمعمار بل تمتد لتشمل الطبيعة الخلابة التي تحتفي بها (ابتسام) على طريقتها وتوليها دلالاً من نوعٍ خاص، فإلى جانب تقديم مختلف أنواع المزروعات والفواكه والثمار والنباتات والأعشاب والأزهار التي تحتضنها أرض فلسطين نجدها تقدم من حينٍ لآخر نبذةً عنها وإشارةً إلى الأماكن التي تتواجد فيها عدا عن فوائدها والإستخدامات الممكنة لها، فتعيد إلينا تلك الحكايات التي ورثناها عن أجدادنا عن تلك الخيرات التي يزخر بها وطننا..


ولا تنتهي أسفار (ابتسام سليمان) بل نراها في المدينة إمرأةً مختلفة كلياً فهي جزءٌ فاعل وحقيقي من الحياة اليومية الفلسطينية وواحدةٌ من حارسات التراث الشعبي وكل ما ينبثق عنه، فتجدها بثوبها الفلسطيني في فعالياتٍ ثقافية واجتماعية ووطنية ونسائية لمختلف المناطق، تشارك أهلها أفراحهم وتنقل إلينا طقوس كل منطقة بتراثها الخاص إن كان على صعيد الملبس واللهجة والأغنيات الشعبية والعادات، كما تقدم المصنوعات والحرف اليدوية وتعرف بما تمتاز به كل مدينةٍ وقريةٍ فلسطينية مما يدعم الإقتصاد المحلي ويساعد في التعريف بالإرث المحلي ويحميه من الإندثار وينقله إلى الأجيال الجديدة من الفلسطينيين، ولا شك أن هذا المجهود الجبار والمستمر بشكلٍ يومي لم يكن ليستمر إن لم يكن نابعاً من قلبٍ يعشق وطنه بكل جوارحه ويؤمن بدوره الذي يقوم به على أكمل وجه وبكل محبة ويعطيه نكهةً خاصة تضيف جمالاً إلى جماله..


وبكل بساطة وثقة نستطيع القول أن (ابتسام سليمان) أكثر من مجرد فنانة مبدعة في مجال التصوير الفوتوغرافي وأكثر من مجرد سيدة مجتمع، بل هي وجهٌ أصيل، محبوب، مثقف، متواضع، عابر للثقافات والإختلافات، منتمية بشدة إلى بيئتها ومحبة حقيقية للآخرين فهي فلسطينية من شعر رأسها حتى أخمص قدميها، وواحدة من أهم سيدات الحكايا الفلسطينية التي استطاعت الحفاظ على التراث وتقديمه بأمانة كما قدمت صورةً واقعية عصرية مشرقة عن فلسطين تمسح عن وجنتيها الدموع لترسم محلها.. ابتسامة..


خالد جهاد..


ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد






ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
خالد جهاد 


 

عن بقايا جيل التسعينيات للكاتبة المصرية بريهان أحمد 

تكتب منال الدكروري


عن بقايا جيل التسعينيات للكاتبة المصرية بريهان أحمد



..

تلك المجموعة القصصية التي لمست شغاف قلبي؛لكونها لا تبتعد أبدًا عن أحداث عشتُها في مرحلة مراهقتي ، لأنني من مواليد منتصف الثمانينيات؛لذا كنتُ أقرأ فتستدعي ذاكرتي شتى المشاهد القديمة ، كأنها لم تمر عليها سنوات طويلة حتى أثر كل حدث عليَّ فشعرت بسخونة ماء عيني تنساب بلا شعور مني ؛ لِمَا زاحم ذاكرتي من أحداث أخرى غير التي ذكرتها الكاتبة في مجموعتها القصصية ، لقد ضربت الكاتبة بريهان أحمد علي أوتار الماضي برمته ، خاصة الأحداث المؤلمة التي كانت تعرض لنا عبر الشاشات حتى تركت أثرها في مختلف الأجيال،كأنها خططا محكمة كى نعتاد الدم ، والقتل ، والحروب ، والخوف..

تبدأ الكاتبة مجموعتها بقصة " الليل مع فاطيمة " لقد شعرت بمعانأة سامر بوصفه كاتب يخشى موت الحب بالزواج ،كموت لذة الأشياء بعد الحصول عليها ، كما شعرت بمعانأة فاطيمة ومخاوفها المخفية بين سطور القصة ، كما استوقفتني كثيرًا فكرة اعترافها وهروبها المفاجيء الذي ربما قد خططت له ولم يأت صدفة أبدًا ، فالقصة عصرية تعبر عن معانأة طالت الكثير بلا شك ، وتركت الكثير من الضحايا في حالة هذيان منهم من توقفت حياتهم وثقتهم جراء قصص تشبة تلك القصة ، فقد كان اختفاء فاطيمة صدمة ليِّ كما كان صدمة للبطل دون شك ..

أما عن بقايا جيل التسعينيات ..

تلك القصة التي كانت بمثابة هزة القلق لمشاعر قديمة كنت أظن نارها قد خمدت ، لكن بمجرد تحريكها اشتعلت بداخلي ؛ فتسارعت ضربات قلبي ؛حيث رأيت بعض تفاصيل الماضي وبعض جراح طفولتنا التي كانت تعرض علينا عبر الشاشات ليلا نهارًا ،كأنها خطة محكمة كي نعتاد الدمار والظلم والجبن ، ذكريات أحيتها الكاتبة جعلت ذاكرتي تتقد حيث الماضي الذي مر بسرعة البرق دون أى تحذير مسبق .

وحينما وصلت إلي قصة جدار عازل ، حيث تقول الكاتبة :

" في محكمة الحياة المُذنب الأول والأخير الشخص المُضحي بحقوقه، الشخص غير المدرك

للفارق بين العطاء واستغلال الآخرين له.

أُهدي هذه القصة لكُلّ فتاة وامرأة وسيدة مكافحة تحملت تلك الحياة وقسوتها، لكُلّ امرأة

كادت أن تفقد الثقة في نفسها، لكنها في النهاية عادت، فكُوني قادرة على البداية من جديد .

فقصة الجدار العازل هي قصة العديد من النساء في مواجهة الخذلان والجحود والنكران ، بل والاستغلال أيضا ، حيث تناولتها الكاتبة من خلال تفاصيلها الموجعة والتي نراها في حياتنا كل يوم بأشكال وصور ومشاهد مختلفة ؛ لتوضح لنا أن العطاء والتضحية لأبد أن تكون بحدود، وأنه ليس علينا تكريس حياتنا قلبا وقالبا من أجل شخص واحد ، من الممكن أن ينقلب علينا في لحظة ويتركنا نصارع الوحدة معدومين الطاقة .

تقول الكاتبة": عليها في تلك اللحظة أن تدرك أن للتضحية ضمانات، على الأقل تُدرك لمن تعطي ولمن تُضحي، لأجل من تموت، ولأجل من تحيا، فالخطأ الحقيقي الذي نقترفه بسذاجتنا

عندما نبدأ طريقًا مع رفيق دون اقتناع كامل منّا "

أمّا عن ابن الأكرمين وألزهايمر

لتلك القصة بعض اللمحات التي مستني من حيث كونها واقعًا ملموسًا، يمر به أغلبنا مع أقرب الأقربين إليه فضغطت على ذاكرتي حيث زر العودة ،فقد جعلني استرجع بعض ذكرياتي مع ضحايا مرض ألزهايمر وفقدان بعض الأحبة معه ، أفكار لا تبتعد أبدًا عن ذهني التي تشغلني وتستفزني بين سطوري ، فما أجمل أن تجد كاتبك المفضل يعبر عن مكنونات روحك ومخاوفها ، كأن الكاتبة تترجم مشاعري بين سطورها بكل وضوح وشفافية .


إضافة لهذه القصص قصة مقام كفر الشيخة سلمى ،هي قصة ريفية قلبا وقالبا ، وهذا لاينفي انتشار مثل الثقافة في المدن رسمت فيها الكاتبة ملامح الجهل ، والضعف ، والدجل في عين طفلة واعية ذات نظرة ثاقبة ، تنقد الأفكار البالية ، وتسجل بعمق ذاكرتها أحداثا يتم إثبات صحتها فيما بعد لتتضح الصورة .


أما عن قصة حبال دايبة ..( الله محبة ) فقد ذكرت الكاتبة عن حالة من حالات الحب المستحيل ، والتي جعلتني في البداية أتساءل وأقرأ بسرعة حتي أعرف كيف ستخرج الكاتبة بحل لهذه القصة المعقدة ، إلا إنها استطاعت بفطنة الكاتب أن تتجنب الدخول في تفاصيل كثيرة ، وأن تضع حلا ربما هو مرضيا للعقل بينما يترك هناك ندبة في روح القاريء،حيث استحالة الأمل في مثل هذه القصص .

"قصة الشرائط التسجيلية " يوما ما عام 1989 م :

فهي مليئة بالغموض والتحليلات فيما بين السطور لدرجة أنني تمنيت لو عرفت المزيد وأن تطول الأحداث لبطلها شهاب الذي يبدو أنه كان يعاني من شيء غير مفهوم لذويه ؛ مما جعل العواقب وخيمة حيث فشل الأب في فهم معانأة ابنه حتي ذهب به ذلك إلي الإنتحار ليتخلص من وطأة الإضطرابات النفسية ، ومشاعر الظلم والغضب .

نأسف لإنعدام الرؤية ..وهي القصة التاسعة والتي تستعرض حالة من حالات الإستغلال المقيتة تلك التي لا يتعرض لها الضرير فقط بل يتعرض لها الذين يرون بوضوح ، حينما يتعرضون للقبح علي أيدي النرجسيبن والوصوليين ، لقد شعرت بدموع قلب بطل القصة وسمعت أنين وجعه بين السطور، بل شاهدت واستشعرت نوبة انكساره في المشهد الأخير .

وأخيرًا تختم الكاتبة بقصة الفتاة المسحورة وهي القصة العاشرة والتي تدمن بطلتها الكتب بما يسمي بـ (ببللومنيا ) لتأخذنا بعيدًا حيث قصص الطفولة ؛ لتدوخنا ثم تنعشنا ببعض تفاصيل الحكايا القديمة التي لازالت تعيش بين طيات الذكري ،ثم تنفي بعد ذلك تفسير الحالة وتفسيرها بأنها مسحورة !

وأخيرًا يمكنني القول بأن الكاتبة ضربت علي أوتار الماضي برمته خاصة الأحداث المؤلمة التي كانت تعرض علينا عبر الشاشات حتي تركت أثرها في مختلف الأجيال،كأنها خططا محكمة كي نعتاد الدم والقتل ، والحروب ، والخوف ، اعتدنا علي مواجهتها بالدموع والدعاء وحرق الأعلام والاستماع إلي الأغاني الوطنية !!

***



 

وسام الدبوني….نحاتاً رائعاً ومبدعاً، وانساناً طيباً | بقلم الناقد بسيم السعيدي.. 


وسام الدبوني….نحاتاً رائعاً ومبدعاً،وانساناً طيباً | بقلم الناقد بسيم السعيدي..


(يولد الامل من رحم المعاناة ،كما تشرق الشمس دوماً بعد العاصفة)

يرى بعض المهتمين بعلم الجمال ان للفنون التشكيليه عناصر جمالية كثيره،يتعامل فيها الفنان بأدواته مع مختلف انواعها خاصة في مجال النحت كما في استخدامه (الخطوط والاضاءة واللون والكتله والظلال والزوايا المختلفه اضافة الى التضاريس الفنيه او النتوءات على سطح العمل النحتي) وهي بالحقيقة تعبر عن ذات الفنان نفسهُ واحساسهُ وبالتالي يشكل هذا النوع من الفنون الجميله تأثيراً بالغاً على العين عبر مايقدم من مشاهد بصرية ومن خلال نسيج فني متكامل ينطلق من عمق العمل النحتي ويخرج الى السطح او الفضاء وهنا تتم عملية التأثير الفني ( التواصل ) حيث تضيف الى خيال الانسان خيالاً جديداً عبر جسور الإبداع والجمال.

ان تجربة الفنان المتألق وسام هي نسيج للحظات يتولد فيها الفكر الانساني فتشكل زمناً ومكاناً فيهما من التعقل والاحداث او افراز لحالات جماليه تعبر عن تجربة الفنان الحقيقية وتمثل فكرهُ الانساني ناثراً عناصر الجمال في عملهِ النحتي من خلال ادواتهِ الفنية المختلفة .

ان الفنان وسام يتميز بالشمولية له اعمال على الخشب والسيراميك والزجاج والحديد والنحاس والجبس.

لقد اراد الفنان عبر تشكيلاته النحتية محاولة التعبير عن اشكال الحياة وما تحملهُ من قيم مختلفو بأسلوب ابداعي وفني يعتمد فيه على ذاكرته وتجاربه محاولاً اسقاطها على الواقع بالاضافة الى الخيال والتأمل خالقاً بذلك اعمالاً زاهيه بتكوينها وادائها ومعانيها.

لذا يمكن القول بأن النحات وسام تميز بأسلوبه الخاص والمميز فـتتصف افكارهِ وموضوعاتهِ بالدقة والعمق والتوهج ، وهو فنان مبتكر وخلاق بخيالهِ الواسع والخصب حيث طرق مختلف الاساليب الفنية ، حيث الاصالة والموروث الشعبي والتراثي والتجريد والاسلوب التعبيري كما قدم ايضاً اعمالاً نحتية رافقت الاحداث السياسية في البلد تمثل دفاع الانسان عن كرامته وحريته وحقوقه.

ان اعمال الفنان تنبض بالروح الواقعية وتجلياتها الانسانيه والاجتماعية والتي تنقلنا الى واقعنا الملموس والمعاش.

اشترك الفنان بمعارض فنية مختلفة سواء على اطار القطر او الوطن العربي وكان له مكان خاص وقبول من قبل النقاد والمهتمين بشؤون النحت كما قدم اعمالاً شخصية تمثل شخصيات دينية واجتماعية وسياسية . 


اتمنى للفنان القدير النحات وسام الدبوني التفوق والتقدم والازدهار خدمة للحركة الفنية في العراق الجديد.. 


..الناقد بسيم السعيدي..


وسام الدبوني….نحاتاً رائعاً ومبدعاً، وانساناً طيباً | بقلم الناقد بسيم السعيدي..

وسام الدبوني….نحاتاً رائعاً ومبدعاً، وانساناً طيباً | بقلم الناقد بسيم السعيدي..

وسام الدبوني….نحاتاً رائعاً ومبدعاً، وانساناً طيباً | بقلم الناقد بسيم السعيدي..



 مع رحلة الإبداع للفنانة فاديه طلال النعيمي: بقلم /احمد السعيدي


مع رحلة الإبداع للفنانة فاديه طلال النعيمي: بقلم /احمد السعيدي

 


تقول الحكمه: ( أن هناك ثمة نور في مكان ما ، قد لا يكون مضيئآ بما فيه الكفاية... لكنه قادر على مكافحة العتمة ) ...

إن الفن وخاصه التشكيل منه.. هو رساله ومعيار ابداعي خلاق تنجزه وتحقق وجوده تجربة ذاتية وموضوعية نسجتها افكار وعقل متأمل وبتعمق استطاع ان يستقطب اللحظة الفنيه الخاصة فيضفي عليها صورا واشكالا تمتاز بالدقة والموضوعيه والجمال والتفرد معمقا تلك اللحظة مكونا لوحة فنية تخاطب العواطف والوجدان والفكر الانساني تاركا اثرها العميق في نفس وشعور المتلقي من خلال صياغتها وتركيبها ودقة حرفية ادواتها الفنية المختلفه يضاف اليها التجربة والخبرة ، والموهبة تكشف عن وعي قائم على اساس مدركات عقلية وحسية ووجدانية تنقل احساس التشكيلي اتجاه التجربة التي يعيشها فيخرج منها الى آفاق موضوعية تعكس حقيقة الانسان والمجتمع، هكذا هي الفنانة فاديه طلال حيث انطلقت خوض تجربتها الخاصة والفريدة عن طريق إقامة وتنظيم المعارض الفنية والتي تعتبر نقطة انطلاق لبداية فنية جديدة بالنسبه لها وعلى الرغم من ان هذه التجربة جديدة في حياتها الفنية الا انها ذات عمق وفعل فني وتنظيمي يحمد عليه لكونه حالة صحية لنشر الوعي الفني والثقافة الفنية وتشجيع الفنانين لكي يأخذوا دورهم الفني، لقد اقامت الفنانة مجموعة معارض فنية في الامارات( معرض الشارقه ) ومعرض ( اربيل والسليمانية وبغداد ) وكان آخرها في دهوك تحت عنوان( اثر لوني ) بالتعاون مع مديرية الثقافه والفنون في دهوك وقد شارك فيه العشرات من التشكيلين والنحاتين والذين ينتمون الى مدارس ومذاهب فنية مختلفة.

عرفت الفنانة بأنها فنانه ممتلئة بالنشاط والحيوية والمثابرة وقد عرفتها المحافل الفنية بأنها فنانة مفعمة بالحماس والاصالة والعراقة وشغفها بالتراث العربي الاصيل. لقد قدمت الفنانة نماذج واعمال لفنانين تتسم بالواقعية والوجدانية في التعبير والاداء بعيدة عن الغموض والركاكة والسذاجة انما قدمته من لوحات واعمال نحتية عبر معارضها يعد بحق اسهامة فاعلة وخبرة جادة تدفع الحركة التشكيلية في العراق نحو التقدم والازدهار أمل ان تستمر الفنانة فاديه النعيمي بالمحافظة على نهجها وعلى وفائها وعلى حبها للفن ولمسيرة الابداع الوطنية وتكون احدى رموزها المبدعين والمتألقين خدمة لحركة التشكيل الوطنية الناهض لبناء عراق متحضر ومزدهر ، واخيرا تبقى الفنانة فاديه القآ واشعاعآ وانموذجا حيا للمرأة العراقية الواعية وتكون ذلك الينبوع الذي اخذ امتداده من سعة البحر وعمقه وهو ينبوع متدفق لا ينضب بفيض الخير والعطاء والنماء.




 

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد 


أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد



لم ينصف الإعلام (كعادته) ليبيا فلم نعرف الكثير عن الجمال الذي تتمتع به والإرث الحضاري والتاريخي الذي تحتضنه أرضها ويجعلها بلداً استثنائياً يمتلك مقوماتٍ تضعه في مصاف الدول المتقدمة كالكثير من بلادنا التي تستحق تلك المنزلة بجدارة، فلديها عدد كبير من المواقع الأثرية ذات القيمة والمكانة المرموقة على أكثر من مستوى، ومنها موقع (أبولونيا) الليبي الذي يمتد تاريخه لأكثر من ثلاثة آلاف عام على الأقل..


والذي أسسه الإغريق في منطقة (قورينائية) شرق ليبيا وتحديداً ضمن منطقة الجبل الأخضر، وسميت بهذا الإسم نسبةً إلى معبودهم (أبوللو) وكان مقر عبادته في جزيرة دلفي أقدم معبد ديني في بلاد اليونان القديمة، وهو إله للكثير من الأمور (حسب ما اعتقد اليونانيون) فهو إله الشمس، إله الموسيقى، إله الرماية، إله الشعر، إله الرسم، إله النبوءة، إله الوباء و الشفاء، إله العناية بالحيوان، إله التألق، إله الحراثة، كما أنه إبن الإله (زيوس) والإلهة (ليتو) والأخّ التوأم لأرتميس وهي إلهة الصيد والبرية، حامية الأطفال، وإلهة الإنجاب وكل ما يتعلق بالمرأة، وتعتبر (آرتميس) إحدى أهم وأقوى الآلهة، حيث أنها تنتمي للأولمبيين أو الآلهة الإثني عشر، وهي ابنة كل من (زيوس) ملك الآلهة والإلهة (ليتو) وهي أيضاً الأخت التوأم لأبولو..


وقد حملت هذا الإسم حتى ظهور المسيحية لتتحول بعده إلى (سوزوسا) نسبةً إلى أحد ألقاب السيدة مريم العذراء عليها السلام ومعناه المنقذة، وبعد الفتح الاسلامي تحول الإسم إلى (سوسة)، والتي تعد ثاني أكبر مدينة رومانية في العالم وهي واحدةٌ من أجمل المناطق التي عرفت بمساحاتها الخضراء الشاسعة ومحمياتها الطبيعية وجبالها الشامخة وأرضها الخصبة ومناخها الفريد، وتتعدد أشكال الحياة البرية فيها كما تضم الكثير من الحيوانات والفصائل النادرة، وهي من أهم المواقع الليبية وأجملها حيث قام اليونانيون بتسميتها وتأسيسها عام ٦٣١ قبل الميلاد كما اتخذوها كميناءٍ خاص بقورينا التي تبعد عنها نحو عشرين كيلو متراً ، كما وتصنف كواحدةٍ من إحدى المدن الليبية الخمس (البنتابوليس) في العصر البلطمي لإحتوائها على خمسة مراكز عمرانية كبيرة هي قورينا (شحات)، أبولونيا (سوسة)، طلميثه (بطوليمايس)، يوهيسبرديس – برنيقي (بنغازي)، وتوكره (العقورية)، والتي أسسها الإغريق لتكون مركزاً لحضارتهم في إفريقيا منذ بداية القرن السابع قبل الميلاد وتقع جميع هذه المدن في شرق البلاد، ولكلٍ منها طبيعتها الخلابة وقيمتها الجمالية والثقافية والحضارية.. 


كما وأن المعالم الأثرية التي تم اكتشافها في هذه المدينة العريقة تعبر عن ثرائها ومرورها بمراحل متعددة تبدأ من الإستيطان الإغريقي إلى الروماني فالبيزنطي ومن أهمها: أسوار المدينة والتي يعد أشهرها السور الخارجي الذي تم بناؤه في العصر الهليني وأعيد ترميمه في العصر الروماني، ميناؤها أو (حوض أوبولنيا) المعروف محلياً باسم (القوليبا)، كهف (هوا فطيح) الذي يعد أحد أكبر التجويفات الطبيعية في حوض البحر المتوسط، الجزء المحصن من المدينة ونقصد به (الأكروبوليس)، حوض الملكة (كليوباترا) التي كانت تستمتع به عند زيارتها للمدينة، الأبراج والمقابر، الكنائس الشرقية والغربية والوسطى بالإضافة إلى الكنيسة ذات الحنية الثلاثية التصميم والتي تقع خارج الأسوار، قصرالدوق وهو مقر سكن حكام الإقليم، الحمامات الرومانية، الحمامات المجاورة لآثار القصر البيزنطي، والذي استعمله الرومان كمقر للقيادة العسكرية قبل البيزنطيين ويحتوي على ١٠٠ حجرة ولم يتم استخدامه بعد الفترة البيزنطية، والمسرح الإغريقي الروماني قرب الشاطئ خارج أسوار المدينة القديمة وغيرها من المعالم الأخرى..

 


وقد لفتت آثار (سوسة) انتباه الكثير من الرحالة والمهتمين بالآثار، وبدأت أعمال الحفر والتنقيب فيها منذ عقود وأسفرت عن ظهور الكثير من معالمها فضلاً عن اللقى الأثرية التي استدعت تخصيص متحف تعرض بداخله القطع التي وجدت بالمدينة مثل بعض التماثيل والنقوش الكتابية واللوحات الفسيفسائية حيث يوجد من بين معروضات هذا المتحف قاعدة تمثال تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد نقشت عليه قصيدةٌ شعرية للشاعر (كاليماخوس) تبجل ملك قورينائية (ماجاس)، كما عثر كذلك على نقشٍ جنائزي يعود إلى الفترة الرومانية، ونصب تحديد أرض عليه كتابة منقوشة باللغة الإغريقية يعود إلى القرن الميلاد الأول، وجزء من غطاء قبر عليه رموز إغريقية، كما ويحتضن المتحف العديد من التماثيل من بينها تمثالٌ لآلهة الحكمة (أثينا)، وتمثالان لإمرأتين ثريتين من (أبولونيا) قامتا بأعمالٍ جليلة للمدينة، وكذلك نحت لسيدة قد همّت بفتح صندوق ملابسها يعود تاريخه إلى نهاية القرن الخامس قبل الميلاد، كما يحتوي المتحف على بعض اللوحات الفسيفسائية التي عثر عليها في عدة مواقع من المدينة، من بينها لوحة فسيفسائي وجدت بأرضية الكنيسة الشرقية بالمدينة وهي تعود إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي..


كما تجب الإشارة إلى وجود جزءٍ من آثار (أبولونيا) تحت مياه البحر، ويعلل خبراء الآثار ذلك أنه نتيجة للهبوط المستمر للطبقات الأرضية عن مستوى سطح البحر مما أدى إلى غمرها بمياهه، عدا عن أن زلزالاً مدمراً تحت البحر ضرب جزيرة (كريت) في ٢١ يوليو  عام ٣٦٥ ميلادية مما تسبب في غمر مياه البحر لأجزاءٍ من ساحل المدينة ومنطقة الميناء، وعدا عن كل ما ذكر عن آثار (سوسة) وعظمتها فإنها تظل مكاناً ذا خصوصية في ذاكرة الليبيين إبان الإحتلال الإيطالي حيث سجن فيها قائد المقاومة الليبية (عمر المختار)، ومن مينائها نقل على ظهر سفينة إلى مدينة (بنغازي) ثم إلى بلدة (سلوق) التي أعدم فيها، لتتحول إلى أحد معاقل النضال الوطني والإنساني إلى جانب جمالها وتاريخها العريق الذي طبع بصماته في كتاب الحضارة التي لا تموت..


خالد جهاد..



أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد



أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
خالد جهاد 


 

مناورة بين رسمين | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح 


مناورة بين رسمين | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح



الجزء الأول 

قصيدة " اللّوحة" 2004


عارف الساعدي  الشاعر؛ صوت عراقي لا يتقن الشعر بشكله المهني، لأن الإتقان يعني الاشتغال والتعب في الوصول لغاية وهي إنجاز قصيدة تناور حتى ترضي القارئ أو المستمع.

بقامة النخيل ينثر حباله الشعرية، والنثر في اللغة دليل الجود كما نعلم، لكنه عند "الساعدي" يكمن في تصويبه للحالات الشعرية التي يهتم بها، سواء تلك التي تناقش موضوعا ما أو تلك التي تفاجئ الشاعر في استحواذها على باله.

عارف الساعدي شاعر يعزف ما يروق له من البوح، تنساب الكلمات في ولادات تخفي خلف ستارها مخاضا متخف.


 اللوحة 


سأحاول رسمكَ ثانيةً يا وطني

 من أقفاص الدمع

 ومن أحلام مفخخةٍ 

وأغانٍ مهترئة

سأحاول رسمك

 واعذرني يا وطني 

إنَ اللوحة منطفئة

 أمسكتُ الفرشاة وبعثرت الألوان

 على كل ترابك 

وتعبتُ تعبتُ ولكني

 لم أبصرْ لوناً يشبه لون عيونك

 أو لوناً يشبه بعض شبابك 

فحنانَك يا وطني

 إن ملامحك الآن تقود الفرشاة

 وترسم فوق خدودك

 كل تجاعيد الزمن

 أدركني.... اللون سينفد 

واللوحة لم ترسم طفلاَ ً

 يضحك يا وطني 

وتكاد اللوحة تكتمل

 سأسافر في داخلها

 وسأسألها كل العمر

 ولا أصل 

اللوحة هذي الساعة تكتملُ

 أمسكت اللوحة يا وطني 

فتشت الناس عن الناس

 وسألت الاشجار عن الاشجار

 العمر يضيع بها وتضيع بأقصى اللوحة

 زخةُ أمطار

 أربكها اللون المائي فتاهت وانتظرت نهراً لا تشبهه الأنهارْ 

اللوحة فيها اشياء كثيرةْ

 لكنّ اللوحةَ ينقصها وطنٌ

 وضريحُ علي 

ومقبرة تسع الفقراء الباقين.

بغداد 2004

........


بعض القصائد تنتشل نفسها من سهام النقد وبوصلة الرؤية التشريحية، بمعرفة تاريخ نشرها أو ولادتها، وهذا ما كان من الشاعر الساعدي، حيث قصيدة "اللوحة" مؤرخة في العام2004، وهو ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، ومن هذا التاريخ وقبل أن نفتح شرفات القصيدة؛ نتبين أن هواءها حار، وطعمها مرة، ولونها بلون الدمع والوجع، تماما كحال العراق آنذاك، وهذا ما عبر عنه الجو النفسي البائن في بناء القصيدة.

في البدء يكونّ "الساعدي" التمظهر في إدراك ما يريد البوح ، عبر التحايل اللغوي الواضح في المعنى باختيار أولي في الفعل "سأحاول"، وفي نفس الوقت يتجه التحايل اللغوي إلى الزحف ناحية التعب المعنوي الذي يفجره الشاعر بوضوح دون مواربة، كيف لا وهو يتحدث عن وطنه:


سأحاول رسمكَ ثانيةً يا وطني

 من أقفاص الدمع

 ومن أحلام مفخخةٍ 

وأغانٍ مهترئة

سأحاول رسمك

 واعذرني يا وطني 

إنَ اللوحة منطفئة

في هذا المقطع ينسج الساعدي تداخلا حاصلا بين الإيقاع المتذبذب وهندسة المعنى وتراكمه ذو النفس القصير، وهو في ذلك يختار التكوين الأولي الواضح المعالم "بناء وطن جديد" حيث استعاض بالتكوين الهندسي المعلوم إلى اختياره الرسم، والرسم في تحصيله يحتاج إلى توافق بين الألوان وملكة الرسّام، وهذه رسالة خفية لن يرى ملامحها سوى من يقرأ الرسالة بما خلف الأكمة، ولعلي أتبين دون تحقيق أن ما قصده الشاعر هو إزاحة الطائفية عن جسد الوطن، وكان اجتهاده؛ اختيار ثلاثة أبعاد بانورامية عراقية لازمة في الوجدان العراقي منذ التكوين الحقيقي للشخصية العراقية تربة ومبنى.

كيف يمكن أن يُذكر العراق ولا تُذكر تلك الأبعاد الثلاث؛ الدمع، الأحلام، والأغاني، ولقد مارس "الساعدي" الاحتيال مرة أخرى بالشكل الموارب، فعمد إلى اختزال  أو إحكام النقلة التمثيلية للوصف بقوله مثلا: "أقفاص الدمع"، وهو تناص لافت ومحير، فنحن نعلم أن الأقفاص تستخدم لانتقاص الحركة لمتحرك، وبالتالي فإن ما بداخل القفص يتوق للانفلات منه، فكيف جعل الدمع حالة متحركة مُتمناه، والأقفاص طاقة تخزينية له!

فكأنه خلخل المفهوم السائد بأن ما بداخل الأقفاص هو في كينونته يرفضه، لكنه في هذا الوصف التمثيلي جعل "الدمع" مخزونا تكوينيا وليس طارئا، وبدّل حالة في علم الأعصاب الوجداني " Affective neuroscience" للأقفاص من حالة التسرب للحالة السائلة "الدمع" إلى حالة حافظة له، رغم بقاء البناء اللغوي والدلالة اللغوية كما هو "أقفاص"!

هذا المنحى الذي اختاره الشاعر ساعده بشكل إيجابي في بناء يسمح له بالحركة التصويرية، وسلاسة التعبير، وهذا نلمسه في قوله:

واعذرني يا وطني 

إنَ اللوحة منطفئة

ورغم حساسية التعبير إلا أننا نشعر بأن القفلة في المقطع الأول - كما أظنه- باتت موفقة، بل محل استكانة لحظية لما بعده.


أمسكتُ الفرشاة وبعثرت الألوان

 على كل ترابك 

وتعبتُ تعبتُ ولكني

 لم أبصرْ لوناً يشبه لون عيونك

 أو لوناً يشبه بعض شبابك 

فحنانَك يا وطني

 إن ملامحك الآن تقود الفرشاة

 وترسم فوق خدودك

 كل تجاعيد الزمن

يبدو أن الساعدي أدرك أن التفاعل هو المستحسن في المقطع الثاني؛ فبدأه بفعل اقتدار "أمسكت" وهذا تغيير في الانتقال من التحايل إلى استخدام الفعل إلى بسط قدرته من خلال صياغة تفتح تشكيلا جديدا للصورة الشعرية.

لكنه في نفس الوقت يعطينا صورة واضحة، وإن جانبها المعنى المستتر غير المصرح به "الطائفية" في قوله:

أمسكتُ الفرشاة وبعثرت الألوان

 على كل ترابك 

وتعبتُ تعبتُ ولكني

 لم أبصرْ لوناً يشبه لون عيونك

 أو لوناً يشبه بعض شبابك 

واختار الشاعر هنا الترميز ولو بشكل بسيط، آخذا بالاعتبار التسلل ببطء لما يريد إيصاله، لكنه طرح إجابات في حقيقتها استفسارات، ونرى ذلك في " على كل ترابك"، والتي يطرح من خلالها تلميحا إستشكاليا، وعبر عن ذلك بالحالة الواضحة " وتعبتُ تعبتُ"، ولعل الساعدي أراد إفشاء بعض مكنونه الذي يتجه إلى القناعة الذاتية كمواطن عراقي يعي ما يحدث في وطنه.

فحنانَك يا وطني

 إن ملامحك الآن تقود الفرشاة

 وترسم فوق خدودك

 كل تجاعيد الزمن

 أدركني.... اللون سينفد 

واللوحة لم ترسم طفلاً

 يضحك يا وطني 

وتكاد اللوحة تكتمل

 سأسافر في داخلها

 وسأسألها كل العمر

 ولا أصل 

اللوحة هذي الساعة تكتملُ

ما يفعله الساعدي - من وجهة نظري- هو تليين اللغة في سبيل إيصال الإحساس الذي لا بد سيجعل القارئ يفكر بوضوح دون عناء في مسار اللغة، لكنه بنفس الوقت سيغرقه  في الفكرة المؤلمة "حال الوطن".

لقد أتقن الشاعر مسار القصد المجازي، مع عدم إغفال الفكرة الواضحة، وقد يتبادر للذهن أن المسار للقصيدة واضح في لغته ومفرداته، لكنه يحمل ثراء في مساحة انفتاح الاحتمالات لما يقصده والتي تعبر عن رغبة الشاعر بحضوره لغته بما يناسب تجربة النص. 

التشكيل الشعري في القصيدة يمثل إحالة إلى لمحات من سير ذاتية، ويتضمن في كينونته التركيز على تجربة حياتية فكرية، بحيث لا يمكن فصل حياة الشاعر عن شعره، وفي ذات التوقد الفكري لم تكن القصيدة طويلة لتعطي مدى واسعا للسيرة الذاتية ضمنها، لكن الساعدي لملم وثبّت ذلك من خلال الحركة والصورة والتمثيل، مما عزّز ثيمة خاصة بهذه القصيدة، وجعل نمطها نمطا اعتباريا.

برز في هذا المقطع تظهير خفي بين المحسوس والمخبوء، انتقل إلى تفخيم الرؤية العقلية ضمن الصور الذهنية والبصرية، وهذا نراه في استخدام الأفعال "تقود، ترسم، سينفد، يضحك، تكتمل، سأسافر" ومن قبل اكتمال الصورة في:

 " إن ملامحك الآن تقود الفرشاة

 وترسم فوق خدودك

 كل تجاعيد الزمن

 أدركني.... اللون سينفد"

على الرغم من أن الساعدي اختزل العام في الخاص "ملامح" "اللون سينفد" إلا أنه أجاد تمكين قوة محركة للصورة إظهار حيوية الانتقال فيها:

" سأسافر في داخلها

 وسأسألها كل العمر

 ولا أصل".


أمسكتُ اللوحة يا وطني 

فتشتُ الناس عن الناس

 وسألت الأشجار عن الأشجار

 العمر يضيع بها وتضيع بأقصى اللوحة

 زخَّةُ أمطار

 أربكها اللون المائي فتاهت وانتظرت نهراً لا تُشبهه الأنهارْ 

اللوحة فيها اشياء كثيرةْ

 لكنّ اللوحةَ ينقصها وطنٌ

 وضريحُ علي 

ومقبرةٌ تسع الفقراء الباقين.

هل أراد الشاعر إنتاج  أو تبيان المفصل الأساسي في الفكرة الوطن!

ومن ثم على قفلة حكائية  بقوله:

" لكنّ اللوحةَ ينقصها وطنٌ

 وضريحُ علي 

ومقبرةٌ تسع الفقراء الباقين."

والقاسم المشترك في استخدام الأمكنة أن المكون لها هو التراب، وما ذهب إليه من مجازية القصد في تطور رمزي، ولعل الأكثر إثارة "ضريح علي" وما تحمله من دلالات دينية وسياسية وفكرية.

إن هذه القفلة تعبر عن انتهاء الصور العنقودية في القصيدة، وتعبر أيضا عن خفوت القوة المحركة للأفعال بعد سيل منها "أمسكت، فتشت، سألت، أربكها، انتظرت، ينقص.."، إن تفويض الأفعال في إدامة الحركة؛ أنتج تفاعلا مع الجو المتصارع بين التاريخ والأمكنة والتماهي.

ومحصلة الشعور الوجداني للشاعر بين وميض وإعتام:

واعذرني يا وطني 

إنَ اللوحة منطفئة.


طلعت قديح