أمي
لم يعد العيد يفرحني
لم تعد أشجار الصفصاف
و لا شجرة عيد الميلاد تسعدني
فبهرجة الشجرة الزرقاء و الحمراء
و الخضراء المعلقة عليها
عادت ألوانها كئيبة بدون معنى
الثلج في المدينة لا أراه أبيض
حقا إنه بارد
يفرح الأطفال و النساء و الرجال
لكنه في زماننا
في زمن الوباء بالتأكيد
لا يفرح.
أمي
رحيل الحب من الحياة
هو شيء مدمر ،يميت البحار الجبارة
يهدأ الريح العاصفة
يقتل الرعد في جبروته
ينطفئ البرق في ضوءه
يصفر له الربيع
تتقدم فيه فصول الخريف بروعتها
لم تعد الشمس تشرق كما كانت
لم يعد القمر ينير لكائنات الليل ،
و للغابات و للجبال
و للعشاق و للرومانسين
أمي
أمي أنتِ الأرض ،و التراب و الهواء
أمي ،انتِ السماء و النجم و الوطن
أمي، أنتِ الورد و العوسج و الياسمين
أمي أنتِ السلام و الرحمة و المغفرة
أمي أنتِ جنات الخلد
و إبتسامات طفلة عاشقة
أمي
هذه رسائل اليكِ ،تقطع المسافات
فاحضنيها ،فأنا طفلة عاشقة للشمس
ترسم أحلامها على السماوات
تجعل من القمر بيتا ،و من الشمس رداءا ازرقا
تطرزه بشقائق النعمان الأحمر على صدري
تلمع شفتاها بشمع كرزي
و تلون جزاء من السماء بالفرولة
و بياض زهور الياسمين
كنت و لازلت طفلة
طفلة تجري حافية القدمين في البرك
تغني ،ترقص تمرح
حينما تتساقط الأمطار
،تبلل شعرها بقطرات الندى ،فتلمع
أمي
ماعاد كل ذلك يغريني
فزمن الوباء ،اهلك في ديارنا الحرث و النسل
أمي
مات اقدر الرجال شجاعة
أمي
ماتت أجمل النساء
أمي
رحل أعذب و أفرح الأطفال
أمي
رحلت السعادة ،و شق القمر بدموعي من نور
أمي
الموت صار يهطل يوميا
تبدلت قطرات الندى بقطرات الموت
أمي
الوباء فاتك ،لا يعرف الرحمة
غدا غليظ القلب ،و قد إنفضضنا من حوله
تشتتنا ،و تغيرت جميع المفاهيم
أمي
و أنا طفلة خائفة
أشعر و تصطك أسناني
من الزمن الوباء
أحتاج إلى حضنك الدافيء
حضنك الذي لا يعرف الخوف.
أمي
Post A Comment: