سيناء أرض القمر ،أرض الفيروز؛أكن لتلك البقعة من أرض الوطن ؛ حبا وعشقا لا أكنه لمكان آخر ،وأشعر تجاهها بقداسة شديدة ،ولما لا وهي الموغلة في التاريخ، الموغلة الذكر في؛ الكتب المقدسة ؛ أول مرة ذهبت إليها كانت هي فترة تجنيدي التي خدمتها كلها في سيناء ..... لم أراها حينها فى أول لقاء وأشاهدها صحراء ممتدة في اللانهائي يقابله في الأعلي قبة السماء الزرقاء، شاهدة من الأزل علي أحداث جسام شكلت جزء كبير من تراث، وعقائد ووصايا للإنسانية بكاملها فهي مهبط وحي للأديان السمواية الثلاث ،وعبورا للأنبياء ذهابا وجيئة ؛لمصر أرض الكنانة ...
فطار بي؛ الخيال، وأوغل وكأني رأيت إبراهيم عليه السلام؛عابرا من الشام لمصر ثم العودة منها ثانية ومعه أم العرب هاجر وهدايا الفرعون له ،وكأني شاهدت جيوش مصر الفرعونية عابرة للقاء العدو بعيد عن أرض الوطن وخارجه ، كان يبدأ أمن مصر القومي من تخوم آسيا الصغري شمالا ،وأغندة جنوبا
وتخيلت عيسي عليه السلام ،وأمه البتول مريم يعتلون ظهر الأتان ، يتقدمهم يوسف النجار مترجلا مستطلعا متوجسا شر الطريق خوفا عليهم ، فارين هاربين، باتجاه الكنانة مصر آمنين، من بطش الرومان واليهود ،ومن قبلهم يوسف عليه السلام غلام صغير جعلته السيارة بضاعة بعد إخراجه من الجب ،ثم مجئ إخوته يطلبون خير مصر لإغاثتهم المجاعة التى تعانى منها دول الجوار.... فمن ضمن الوظائف والتكاليف التى تقوم بها مصر دون تكليف من أحد : إطعام من بالجوار، ثم يدخلون من أبواب منفرقه تنفيذا لوصية أبوهم نبى الله يعقوب هل أبصرتهم أو خيل إلى ذلك وهم في طريق عودتهم محملين بالغيث والخير الوفير لأهلهم في الشام ...
وأقتربت من الوادي المقدس طوي عند النار عندما تحولت العصا لحية تسعي وخاف موسي عليه السلام منها ومن تحول يده إلي بيضاء من غير سوء ،ثم تلقي أمر من ربه بالذهاب لفرعون...ودعوت نفسي علي مائدة بني إسرائيل علي طعام المن والسلوي علي كره منهم ،وشاهدت جدالهم موسي عليه السلام و هم يطلبون منه أستبدال المن والسلوي بفول وبصل وعدس ،وكنت أراقب السامري الذي جمع الحلي من أجل صناعته العجل ،وهارون عليه السلام؛ ينذرة عقاب المخالفة والخروج من الدين ،ودرت وتهت، وحيرت، وتعبت في ؛التيه خلفهم ؛أربعين سنه يتيهون في الأرض قبل دخولهم الأرض المقدسه..
وأستقبلت فرحا جيوش عمر بن العاص الفاتح لمصر في العريش مخلصها محررا لها من الرومان، وبيده رسالة أتته من: عمر بن الخطاب يؤجل فتحها وقراءتها إلا بعد دخول مصر مخافة أن يكون أمر بالرجوع عن فتح مصر من الفاروق عمر، فضها وقرأها في المساعيد وهي من أرض سيناء وقد صدق ظنه وحدسه فهي أمر بالعوده إن لم يكن دخل مصر بالفعل ،ويسأل عمر بن العاص في أي الأيام نحن فيجيبوه المسا...عيد...أي نحن ليلة العيد فيطلق علي المكان المساعيد..
كانت تلك بعض الانطباعات في أول لقاء لي بسيناء بعدها إنسابت نفسي في التاريخ والجغرافيا والكتب المقدسةوالماضي الذي كنت أقرأه بالحاضر سيناء رمز وتاريخ وعقيدة وجغرافية؛ عبقرية مكان؛ كما قال جمال حمدان:صاحب شخصية مصر ... ثم نزلت من سيارة الترحيلات،ودخلت المعسكر و حملت مخلتي الميري التي؛ تحتوي علي أمتعتي، خارجا من التاريخ ،من الماضي والخيال والعيش فيه....للعيش في الواقع و الجغرافيا ،التي وجدتها أشد روعة و جمالا ،وسحرا ،وبهاءا من فكرتي الذهنية التي كونتها عنها، ودخلت خيمتي شديد إرهاق الفكر و الذهن قبل الجسد، لم أشعر بنفسي إلا في اليوم أنا وزملائي...
Post A Comment: