قصر الكونت (مونت كريستو) مأوى ومنزل الكاتب الكبير -الكسندر دوما- في سان جيرمان أونلي
بنى الكنسدر القصر وأطلق عليه اسم روايته الأشهر -الكونت مونت كريستو- بعد أن تصدرت قوائم الأعمال الأكثر مبيعا وشهرة في القرن التاسع عشر للهروب من ضغوط شهرته فرارا من باريس إلى سان جيرمان أونلي واتخذ منه جنة مصغرة على الأرض ومساحة عمل لكتاباته ورواياته.
مونت كريستو من الأعمال الخالدة والتي تحل لك المعضلة الأخلاقية التي تُثير تساؤلك بعد أن تنتهي من قراءة رواية كالجريمة والعقاب أو تشاهد مسلسلا أو فيلما كالچوكر فتجد نفسك متعاطفا مع المجرم بغير شعور لأنك لا ترى وجه الإجرام في الإنسان أو كون الانتقام والشر والجريمة صار لذة عنده، بل لأنك تقتحم تفاصيل الشخصية والأحداث والعالم الخفي للإنسان وتلك الدوافع العاطفية والظروف التي رافقته وصنعته لحظة بلحظة حتى تشعر أنك جزء من قصتة. ومن هنا تدرك أن حكمك على الأشخاص لن يكون عادلًا دون تصور القصة والسياق الذي جعل الكثير من البشر أيقونة إجرام.
دوما المنحدر من أب فرنسي كان يخدم كجنرال مرموق في مستعمرة فرنسية لجدةٍ كانت مستعبدة ذات أصول أفريقية؛ تركيبة عجيبة أسهمت في ميلاد قامة تاريخية وأدبية عجيبة.
اسم القصر هو ذاته لتلك الرواية التي تحولت إلى أيقونة الانتقام في العالم (الكونت مونت كريستو) والتي جسدت أحداثها في أفلام عالمية.
تحكي قصة البحّار الجوال الذي كان يستعد لعرسه في العام 1815، ثم تقبض عليه الشرطة، وتتهمه- زوراً وبهتاناً - بمناصرة نابوليون الذي كان هُزم وأُسقط عن عرشه لتوّه. وهكذا بعد القبض عليه وتدمير حياته على ذلك النحو يسجن دانتيس في حصن إيف الرهيب طوال أربعة عشر عاماً، ثم يمر بمرحلة التغيير، ليصير الأكثر ثراء، فتكبر رغبة الانتقام في رُوحه يومًا بعد يوم، ليعود ويفتك بمعذبيه الواحد تلو الآخر. حتى تصبح لذة الانتقام ذات مذاق شهي بالنسبة إلى المشاهد وعونا لكل مظلوم وضعيف مر بمثل ما مر به ذلك الفتى.
Post A Comment: