تقديم: محمد عثمان كوجك/صحفي مستقل
*إبراهيم أحمد إبراهيم علي ، كنيته (الإعيسر) كاتب سوداني الجنسية ، يقطن في قرية ألتي - ولاية الجزيرة، من الكتاب الذين برز أسمهم في كتابة الرواية ، القصة القصيرة والشعر ، يعتبر من الشباب الطامحين للوصول للعالمية في ظل العقبات الكثيرة التي تقف حاجز بينه وبين تحقيق طموحاته وأحلامه. ألقينا عليه اليوم الضوء من خلال السطور التالية:*
*- في البدأ حدثنا عن بداية اكتشافك لموهبتك في الكتابة؟*
أولاً كنت أهوى القراءة منذ ستة سنة أو أقل بقليل أو منذ عمري عشرون سنة ، وهي ما حببني لها صديق مثقف لي من مدينة عطبرة ، مع طول الزمن والغياب لم أستحضر أسمه وظللت أبحث عنه كثيراً لكن دون جدوى، هو من عرفني على مكتبة كلية الخرطوم التطبيقية وقدم لي في البداء مخطوطة المؤلفات الكاملة للروائي الكبير العالمي الطيب صالح ، قبل أن تكون علاقتي ومعرفتي بالمؤلفات والمؤلفين هي صفر . فهنا قد أعيب وزارة التربية والتعليم أنها ألغت حصة المكتبة في مرحلة الثانوي والأساس ولم تضيف مادة الفنون والثقافة للمدارس في المرحلتين ما قبل الجامعة.
ثانياً بدأت البداية الطبيعية كبداية أي كاتب بالتمارين أولاً على الكتابة لفترة طويلة من الزمن أو لنقل ثلاثة سنة ثم بدأت لاحقاً بكتابات جادة نشرت بالملفات الثقافية عبر صحف ومجلات ومواقع إلكترونية عديدة.
*- المنتوج الأدبي الجميل هو الذي يجد القبول عند القاري والناقد المختص ، فالبتالي لا بد من الكاتب أن يجود من عمله ، أو سوف يجد أعماله يغمرها الغبار بين أرفف المكتبات، حدثنا عن بعض أعمالك؟*
- كل ما ذكرته صحيح ، أما عن أعمالي إذا قلت لك هي جميعها مكتملة الأركان قد أكون كذبت عليك ، فمن من الطبيعي أن تصاحب بعضها بعض التشوهات إذ كانت مدتي بممارسة هذة الموهبة قصيرة لم تتعدى الستة سنة والثلاثة سنة كبداية جادة وأنت تعلم بأن كل البدايات قد لا تقطف فيها منتوج حسن لكل المشروع، لذلك الرحلة طويلة قابل فيها التجويد أكثر وأكثر.
ولي تجربة متواضعة كتبت فيها بعض الروايات التي منها الحقيقة الكاملة لماريا سانيول وهي رواية تتناول أحداث واقعية ورواية عرقي وقصص عديدة نشرت في الصحف الورقية والالكترونية والمجلات والمواقع كذلك ومجموعة قصصية موسومة (بغباء امرأة من باريس أو امرأة في مصيدة ذكاء رجل من لاسو) وديوان نثري (زنزانة الفقر) ورواية أعمل على انجازها الآن أو هي على اعتاب الاكتمال بعنوان (جاموكا).
*- من المؤكد بأن لك العديد من المتابعين من خلال ما قدمته من أعمال أدبية وجدت القبول من البعض، حدثنا عن ذلك؟*
- نعم هناك عدة متابعين أصبحوا من قراء لي إلى أصدقاء لا زالت تجمعني بهم صداقات حميمة ، لكن لكي أكون صريحاً معك الأهتمام الأكبر وجدتهُ من بعض المثقفين والنخب العربية ومن ناس داخل الوطن لا تجمعني بهم معرفة من قبل ، ولعل هذا ما يجعلني أبعد الشك عن صحة مقولة (مزمار الحي لا يطرب).
*- نعرف بأنك بدأت بكتابة القصة القصيرة ، ثم اتجهت لكتابة الرواية والنثر مؤخراً ، في أيهما تجد نفسك أكثر؟*
- أولا النثر هو يعد بالنسبة لي مجرد محاولات لم أتمرس فيها جيدا بعد لكن أضعه مستقبلاً ضمن مشروعي الأدبي ، والرواية مؤخراً تعد بأنها العمل الأكثر قبولاً عند القراء أو الذي طغى على الأجناس الأدبية الأخرى من حيث عدد القراء أو الأهتمام بها في الوسط الثقافي والأدبي عموماً ، لذلك أكن لها الأهتمام الأكبر ، هذا برغم أني أستمتع جدا بكتابة القصة القصيرة وهي التي قدمتني للقراء.
*- الفنان في العادة تواجهه بعض العقبات خاصتاً في بداية مسيرته الفنية ، لكن الخروج من هذه المعضلات يساعد على فتح عدة أبواب للنجاح هي حتما تخدم مشروعه الفني؟*
- في الحقيقة بداياتي واجهتها العديد من العبقات ، أولا الدافع المعنوي الذي لم أجده حتى من أقرب الناس لي ، ذلك عدا القليل جدا الذين يحسبون على أصابع اليد ، والمادي كذلك كوني أكتب على هاتف متوسط التقنية ومهشم الشاشة ولا أملك حاسب آلي ، وأسعار الكتب وصلت لدرجات خيالية ، وأعيش بمكان فقير في نفسه في العموم وفقير يفتقر للنشاط الثقافي ، أو عامل البيئة أو المكان هو ما يشكل لي عاقبة كبيرة ولكل الكُتاب والفنانيين كذلك ، أي على مر السنين الأخيرة كنت أمني نفسي بشدة بحمل حقيبتي والهجرة إلى مكان يصلح للعيش والكتابة كحال أغلب الكتاب لكن عاندني الحظ بشدة دون أن أفلح بذلك ، فهناك يا أخي أكثر من ١٣٠ فنان سوداني في مختلف الفنون يعيشون في شتات العالم قدموا نجاحات كبيرة وحصدوا جوائز عالمية مرموقة، وهنا في وطنهم لا أحد يذكرهم ، لا إعلام فرض لهم مساحة لا أحد سمع بهم أو يرغب بسماعهم ، كل شيء هنا مدمر وقاتل ، الطير نفسه من المحتمل أن يكون هاجر.
*- قد ذكرت من قبل في مقال لك عن تجربتك الأدبية بأنك كنت من المحظوظين في أن تجد فرصتك من الشباب بالنشر بالملفات الثقافية التي ساهمت في تقديمك للقراء، حدثنا عن تلك التجربة؟*
- لكي أكون معك صريحاً الملفات الثقافية تحتكرها نخب وشلليات عاطلة أدبياً والوساطة في كل الأمرين تلعب دورها الرئيسي أيضاً ، ونعم قد ابتسم لي الحظ بأن أجد فرصة نادرة تتاح للكتاب الشباب أحياناً ، أو ربما بعض أعمالي التي نشرت قد استفزت المحررين.
*- أخذت أعمالك في العادة الظهور على الصحف والمجلات والمواقع العربية كذلك ، لكن لم نشهد لك عمل مطبوع أو ورقي ، حدثنا أولاً عن ذلك ثم حدثنا عن التجربة العامة وتجربتك الخاصة حول النشر الألكتروني؟*
- هذا الأمر وضحتهُ من قبل كثيراً أو في عدة مرات بأن الكثير من دور النشر تستخدم الأدب كتجارة، مثلهُ مثل أي سلعة تباع في السوق ، لذلك هي تتيح أولوية النشر للكُتاب المرموقين الذين تنفذ نسخ مطبوعاتهم في معارض الكتاب والمكتبات وعند (الفراشة) في يوم أو يومين ، وأنا كاتب لا زال يشق بداية طريقهُ ، أي ليس من تلك النخبة ، فهناك بعض المؤلفات لي لا زالت معلقة عند بعض الدور منذ قرابة السنة أو أكثر في إنتظار تغطية تكاليف نشرها التي تصل إلى عشرات الدولارات والتي هي فوق مقدرتي المادية.
أما بخصوص النشر الرقمي أو الإلكتروني على الصحف والمجلات والمواقع هو أمر جيد ونبيل قد فتح الباب الذي أغلقهُ الآخرين أمام رصفائي الشباب الطامحين جدا ، لكن ما يعيب البعض منه هو عدم المراجعة الدقيقة أو التحرير الجيد للمواد الأدبية ، لذلك هناك نصوص لا يصاحبها التجويد الجيد من أصحابها.
*- هناك العديد من الجوائز الادبية مثل كتارا للرواية العربية وجائزة الطيب صالح العالمية تضيف للكاتب معنوياً ومادياً هل لك مشاركات من قبل أو لك نية المشاركة مستقبلاً؟*
- أكيد الجوائز تقدم عائد معنوي ومادي كبير جدا وتختصر تقريب المسافة مع القراء أو هي تمنحك قاعدة متابعين عريضة ومحفزة جدا للإستمرار في الكتابة ، ونعم قد شاركت من قبل في جائزة الطيب صالح بمشاركة واحدة كانت مستعجلة لم تستوفي الشروط ولا حتى العمل الفني لتقنيات الرواية ، ذلك كان في السنة الأولى التي أكتب فيها بين العام ٢٠١٥م ، قد يكون طمعي في المال كان أكبر من أي شيء آخر ، لكون الجائزة تقدم مبلغ سخي قد يختصر لي طريقي في الحياة ، فعقدتي الأولى والأخيرة هي مع الفقر لا غير ، لذلك مستقبلاً سوف تكون كل مشاركة لي هي أولاً من أجل المال - فالمال والبنون هما زينة الحياة الدنيا، المال قدم على كل شيء، هذا حديث الكتاب المقدس - لكن من المؤكد لا يمكنني أن أنسي التطوير من أدواتي لتقديم أعمال تأتي في المستوى الذي يمنحها حق التتويج بالجوائز.
Post A Comment: