لمن لا يعرفه شاعر تونسي توفي في العقد الثالث من عمره ،فتكت به أحلامه التي هى بعرض أحلام الشعوب ،وكبلته قيود الواقع  بعد أن رضع وأقتات وتغني بأحلام ،حرية تسع وتسعد الوجود بأكمله  ،صوت ونفس شعري محلق ومغني؛ علي قيثارة صنعها من حرارة ،وجذوة ، الشعر ،الملتهبة التي أستمدت طاقتها واستمرارها المتصل من نفسه القلقة الباحثة عن الحق والعدل والجمال وسط ركام من الواقع تشكل وتكون من الزيف والقبح والظلم... فلم تستطع نفسه الرقيقه التي تجمع  بين براءة الطفولة ،وعمق النظرة الفلسفية وروح المصلح الاجتماعى فكان شعره حكما لما يدور فى تلك النفس على الحياة حسنا أو قبحا فكانت نفسه المقياس  ..... ،تقرأ شعره تشعر أنه لم يخلق إلا ليقول الشعر ،أقرأ حروفه المهاجرة في كتب الأشعار المسافرة ،وكأنها أناشيد مخطوطه علي جبين الفضاء الرحب ،كان عمره القصير كأغنية نشدوا بها تسحرنا وتذهب وتسافر خلف السحب البيضاء ،العابرة كالطيور المسافرة لمدن الحلم باحثة عن سعادة مفتقدة في واقع لا يستجيب؛ تحولت نفسه أكثر هشاشة من جسده المنهك والتي أنهكته نفسه بحلمه وأمنياته الشبه مستحيلة؛ فمات المغني بعد أن ملأ الدنيا شدوا وغناءا ؛وكأنه صوت عابر؛جاء أرض القصيد وأوصته ،وباركته، وأرسلته  شياطين وادي عبقر  لينثر نفسه شعرا ،وقصيد حتي الإحتراف...
إنطباعات عفوية مبعثرة لا يجمع شتاتها إلا وحبي لشعر أبو القاسم الشابي...



Share To: