سألتُها عن العشقِ
فقالت:
"قبلُكَ هيهاتْ"
"لكنّني للمرةِ الأولى أشعرُ أنّني أذوبُ هوَىً"
"ويعتريني من حيثُ لا أدري الشجَنْ"
وتسأَلُني بغنْجٍ:
"ألمْ تلاحظْ أن كلماتِ الغزلِ تتلكّأُ على شفتَي ؟"
"وأنّ نظراتِ الحياءِ حائرةٌ في عيني؟"

للحظاتْ
صدّقتُها
و لِمَ لا؟
فأنا مثلُها لم أعرف العشقَ من قبْلْ
ولا خبرةَ لديّ بحديثِ المُقَلْ
ولا أُجيدُ كلماتِ الغزَلْ
ولم أجرّبْ يوماً
أنْ أطبعَ على خدودِ الجميلاتِ القُبَلْ

ربما لأنني من أول رشفةٍ من كأسِ حياتي 
إلى آخر قطرةٍ منهُ 
يعتريني الثَمَل
وربما لأنني من لحظةِ ميلادي إلى آخر لحظة في منفاي
يلازمني اختلالٌ عقليٌّ وهَبَلْ
أو ربما لكوني مهذباً
ومن رأسي حتى قدمي يعتريني الخجل

بدليل:
أنني لم أكتبْ سوى ألف قصيدةٍ فاجرةٍ
ولم أعشقْ سوى ألف امرأةٍ فاتنةٍ
ولم أضاجعْ في الليلةِ الواحدةِ سوى بضعَ عشراتْ
من الأحلامِ
والآهاتْ
ولم أنجبْ منهنّ سوى آلافاً وآلافاً
من قبائلِ المعذبين
مشرّدينَ في المنافي والمخيّمات

 



Share To: