رُبَّمَا لَا يُعْرَفُ الْمَبْعُوثِين إلَيّ أَمْرِيكا هَذِهِ الْقَضِيَّةِ فِي النَّزَاهَةِ الْعِلْمِيَّة . كَمَا لَا أَعْرِفُ هَل عُلَمَاء بِلَادِنَا قَد تَابَعُوا هَذِهِ الْقَضِيَّةِ فِي سَنَوَاتِ وُقُوعِهَا . فَمَن الْبِلَادِ الَّتِي عانت مِن مَشَاكِل سُوء سُلُوك الْبَحْث وأهتزات الْإِدَارَة الأَمْرِيكِيَّة أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ بِسَبَبِ عَدَمِ النَّزَاهَة الْعِلْمِيَّة وَهُنَاك شَكَوْك تَتَعَلَّق بِمَصْدَر التَّمْوِيل ونتائج الْبَحْثُ فِي مَيَادِينِ كَبِيرَةً مِنْ سُوءِ سُلُوك الْبَحْث . وَهُنَا يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ بِأَن دِرَاسَة الْأَخْلَاق الْعِلْمِيَّة لَمْ يَكُنْ وَلِيد الصَّدَفَة إنَّمَا جَهَد مُؤَسَّسات تَجابَه سُوء سُلُوك وَسِيَاسَات وَطَنِيَّةٌ اِنْتَفَضَت لِتَعْدِيل سُلُوك الْبَاحِثِين وَالْوُصُول لِلتَّفْرِيقِ بَيْنَ الْحَقَائِق الْخَام وَالْحَقَائِق الْعِلْمِيَّة . فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة ظَهَر سُوء السُّلُوك كقضية عَامَّةٌ فِي مُنْتَصَفِ الثمانينيات ، عِنْدَمَا عُقِدَت لجان الكونجرس جِلْسَات اسْتِمَاع حَوْل الِاحْتِيَال وتضارب الْمَصَالِح conflict of interest (COI) فِي الْأَبْحَاث الممولة اتحاديًا . مِنْ أَكْثَرِ الْحَالَات شَهَرَه الْعَالِم الْحَائِز عَلَى جَائِزَةٌ نُوبِل دِيفِيد بالتيمور ، الَّذِي كَانَ أستاذًا فِي عِلْمِ الأَحْيَاءِ فِي مَعْهَد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وَأَدَار مَعْهَد وايتهيد ، الَّذِي كَانَ يُدِيرُه مَعْهَد ماساتشوستس للتكنولوجيا وَجَامِعُه تافتس .
كَانَ الْعَالِمُ بالتيمور David Baltimore مؤلفًا مشاركًا فِي وَرَقَةٍ بحثية مَعَ خَمْسَةٍ مُؤَلِّفِين آخَرِين نُشرت فِي مَجَلَّة Cell عَنْ الْبَحْثِ فِي عِلْمِ الْوِرَاثَة المناعي فِي عَامٍ 1986 ، وَاَلَّتِي أَصْبَحْت مَوْضِعٍ شَكَّ بَعْدَ وَقْتِ قَصيرٍ مِنْ نَشْرِ الْوَرَقَة البحثية وَقَدْ زَادَ سوءًا بِسَبَبِ عَدَمِ كِفَايَةِ اللُّغَة الإنْجلِيزِيَّة . وَقَد واجهت باحَثَه مارغوت أوتول Margot O ' Toole وَهِي شَابَه أيرلندية رادِيكالِيَّة فِي دِرَاسَة مَا بَعْدَ الدُّكْتوراه فِي مُخْتَبَرِ الْبَاحِثَة البرازيلية اليابانية تِيرِيزا إيمانيشي كارِي Theresa Imanishi-Kari صُعُوبَةً فِي تَكْرَارِ بَعْض التَّجَارِب الْمَذْكُورَةِ فِي الْوَرَقَةِ البحثية الَّتِي أُجْرَتِهَا إيمانيشي كارِي Imanishi-Kari . طَلَبَت الْبَاحِثَة أوتول إلْقَاءُ نَظْرَةٍ عَلَى دَفَاتِر إيمانيشي كارِي . عِنْدَمَا لَمْ تَتَمَكَّنْ مِنْ التَّوْفِيقِ بَيْنَ الْبَيَانَات الْوَارِدَةِ فِي الدَّفَاتِرِ وَالْبَيَانَات الْوَارِدَةِ فِي الْوَرَقَةِ الْعِلْمِيَّة ، اتَّهَمَت إيمانيشي كارِي بِسُوء السُّلُوك وَدَافِعٌ عَن ذالك بالتيمور وَاتُّهِم بالغطرسة فِي حِينِهَا . بَعْدَ تَحْقِيقِ أَجْرَاه تافتس Tufts ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لَمْ يَجِدْ أَيْ سُوءِ سُلُوك ، قَام مَكْتَب نَزَاهَة الْبَحْث Office of Research Integrity (ORI) ولجنة الكونجرس بِالتَّحْقِيق فِي الْقَضِيَّةِ وَجَد مَكْتَب نَزَاهَة الْبَحْث الـ ORI أَن Imanishi-Kari ارْتَكَبَت سُوء سُلُوك مِنْ خِلَالِ اخْتِلاق وتزوير الْبَيَانَات ، وَلَكِن تَمّ إلْغَاءُ هَذَا الْحُكْمِ مِنْ قِبَلِ لَجْنَة الِاسْتِئْنَاف الفيدرالية فِي عَامٍ 1996 ، بَعْد 10 سَنَوَاتٍ مِنَ نَشْرِ الصَّحِيفَةَ وَأَيْضًا بَعْد 10 سَنَوَات وَسَبْعَة تَحْقِيقَات ومراجعات وَالِاسْتِئْنَاف النهائي والناجح ، اخْتَلَفَت مُؤَسِّسَةٌ الْمَناعَة الأَمْرِيكِيَّة حَوْل الذَّنْبُ أَوْ الْبَرَاءَةِ ، وَحَتَّى جِهَاز الْمُخَابَرَات فَحَص سِجِلَّات الْبَحْث.
عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ بالتيمور لَم يَتَوَرَّط أبدًا فِي الْفَضِيحَة ، فَقَد تَضَرَّرْت حَيَاتِه المهنية وَسَمِعْتُه . أَكْدَت إيمانيشي كارِي أَنَّهَا لَمْ تُرْتَكَب أَيْ خَطًّا ، بِاسْتِثْنَاء حِفْظ الدَّفَاتِر السَّيِّئ . أَصْبَحْت هَذِهِ حَالُهُ مَشْهُورَةٌ فِي المراجع وَالْكُتُب الَّتِي تَتَعَلَّقُ بالسياسات الْعِلْمِيَّةِ أَوِ عَلاقَةً السِّيَاسَة بِالْعِلْمِ فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة . خَسِرْت المُبلغ عَنْ الْمُخَالَفَاتِ ، مارجوت أوتول وَظيفَتُها وَمَنْزِلُهَا وَمَسِيرَتُهَا . ثُمَّ خَرَجَ كِتَابٌ فِي أَمْرِيكا يَشْرَح الْقِصَّة والترابط ل "تجربة فِي السِّيَاسَةِ وَالْعُلُوم والشخصية" - لِكِتَاب دِيفِيد كيفلز الْمَكْتُوب بِشَكْل جَمِيل مُنَاسِبٌ . الْأَهَمّ مِنْ ذَلِكَ ، أَنَّه يُصَحِّح أَي تَأْكِيدٌ خَاطِئٌ فِي السِّجِلِّ (تلقت الاتهامات دُعَائِه مُتَكَرِّرَةً فِي الصَّحَافَةِ الْعِلْمِيَّة ، وَكَانَتْ النَّتِيجَةُ أَقَلّ أهمية) . لَمْ تَكُنْ إيمانيشي كارِي مذنبة إلَّا بِارْتِكَابِ عُلُوم قَذِرَةٌ . سطلت وَسَائِلُ الإعْلاَمِ الضَّوْء عَلِيّ مَصاعِب أوتول : أَنْتَهِي عَمِلَهَا وَلَا يُمْكِنُ تَمْدِيدُه ، وَاخْتَارَت الِانْتِقَالِ إلَى مَنْزِلِ وَالِدَتِهَا ، وَلَم تَتَقَدَّم بِطَلَب لِلْحُصُولِ عَلَى وَظِيفَةِ بحثية مَرَّةً أُخْرَى . عِلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ ، زَعَمَت لاحقًا حُدُوث اِحْتِيَالٌ : كَان اهْتِمَامِهَا الْأَصْلِيُّ هُوَ دَقَّه الدِّرَاسَة ، لَكِنَّ هَذَا تَغَيُّرٌ بَعْدُ أَنْ تَحَدّثَت إلَى زُمَيْل لَهَا وَأَعْضَاء مِن طاقَم لَجْنَة الكونغرس وَلَكِنْ لَيْسَ مِنْ المستغرب أَن الْمُخَابَرَات السِّرِّيَّة قَامَت بِالتَّحَقُّق مِنْ صِحَّةِ الْأَحْبَار المستخدمة فِي طابعات الكمبيوتر بِهَذِهِ الْقَضِيَّةِ (الكتاب يَشْرَح تَفَاصِيل حياتها) . لَكِنَّهَا تُتَلَقَّى تكريمًا دوليًا وَدُعَائِه لشجاعتها.
إمَّا عَنْ الْعَالِم بالتيمور فَأَصْبَح رَمْزًا لِعَقْد مِن السَّنَوَات لِسُوء النَّزَاهَة الْعِلْمِيَّة كَانَت عقدًا مِنْ قَضَايَا سُوء السُّلُوكِ الَّتِي لَمْ تَتِمَّ إِدَارَتُهَا بِشَكْل كافٍ مِنْ قِبَلِ الْمُؤَسَّسَات المرموقة وَالْعُلَمَاء الْمَعْنَيَيْن . نظرًا لاستثماراتها الْهَائِلَة فِي الْبَحْثِ ، أَمَر الكونجرس بِإِجْرَاء تَحْقِيق ، بِرِيَاسَة الديمقراطي ، جَوْن دينجيل . كَان دينجل قلقًا بِصِدْق بِشَأْن هَذِهِ الْقَضِيَّةِ ، لَكِن أُسْلُوبُه كَان مغرورًا وَسَاعِدِه المتعصبون والمتنمرون ، الَّذِين استدعوا المستندات عَلَى نِطَاقٍ وَاسِعٌ ثُمّ حجبوها عَنِ الْمُتَّهَمِ بالتيمور ، وَقَامُوا بتسريبات مُتَكَرِّرَة لوسائل الْإِعْلَام . عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ ، فِي جِلْسَاتِ الِاسْتِمَاع فِي الكونجرس ، كَانَ عَلَى بالتيمور أَن يَتَغَلَّب عَلَى دينجيل ، الَّذِي أَجْرَى بِالْفِعْل حَمْلُه دُعَائِيَّةٌ وَأَصَرَّ عَلَى أَنَّ يَكُونَ لَهُ الكَلِمَةُ الأَخِيرَةُ . شَعْر العَدِيدِ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ بعيدًا عَنْ الْعِلْمِ . وَقَدْ كَانَ للكونجرس دُور شَرْعِيٌّ فِي مِثْلِ هَذِهِ الاستفسارات ، وَقَد يُعَانِي مِن التَّمْوِيل الْعِلْمِيّ مدي الْحَيَاة . ظَهَرَ هَذَا القَلَق عِنْدَمَا أَصْبَح بالتيمور فِيمَا بَعْدُ رئيسًا لِجَامِعِه روكفلر ، وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ كَانَ يَتَمَتَّعُ بشعبية لَدَى أَعْضَاء هَيْئَةُ التَّدْرِيسِ الْأَصْغَر سنًا ونجح فِي جَمْعِ أَمْوَال بحثية جَدِيدَة وَخَفَض التَّكَالِيف ، فَقَد اُضْطُرَّ فِي النِّهَايَةِ إلَى الِاسْتِقَالَة.
النَّتِيجَة النِّهَائِيَّة لِصَالِح إيمانيشي كارِي كَانَتْ لَهَا نَتِيجَة إيجَابِيَّة . أُعِيد بالتيمور نَفْسِهِ إلَى عَظَمَةِ الْعُلُوم الأَمْرِيكِيَّة وصالحها وَهُوَ الْآنَ زُمَيْل لكيفلز فِي Cal-Tech . أُعِيدَت إيمانيشي كارِي إلَى مَنْصِبُهَا فِي بُوسْطُن ، بَيْنَمَا اُضْطُرَّت الْمُعَاهَد الوَطَنِيَّة لِلصِّحَّة إلَى إعَادَةِ تَنْظِيم آلياتها لِلتَّعامُلِ مَعَ الِاحْتِيَال المزعوم فِي كُلِّ قَضِيَّةٍ بِشَكْل حَاسِم . ثُمَّ حَدَثَ شيئ أخرفقد تَمّ تَحْوِيل مَكْتَب النَّزَاهَة الْعِلْمِيَّة ، الَّذِي تَمَّ تَشْكِيلَةٌ فِي عَامٍ 1989 أَثْنَاء التَّحْقِيق وتشغيله عَلَى أَسَاسِ أَكادِيمِي مِنْ خِلَالِ الحِوَار مَع الْمُتَّهَم ، فِي عَامٍ 1992 إلَى مَكْتَب نَزَاهَة الْبَحْث ، عَلَى أَسَاسِ الإجْرَاءات القَانُونِيَّة - تَزْوِيد الْمُتَّهَم بِتَفَاصِيل التُّهَم ، وَالسَّمَاح بِالْوُصُولِ إلَى الْوَثَائِق واستجواب الشُّهُود ، وَتَعْيِين لَجْنَة تَحْقِيق مُحايَدَة ، وَمَنَع التسريبات.
. . وَبُغْض النَّظَرِ عَنْ الْأَذَى ، أَدَّت قَضِيَّة بالتيمور إلَى نَهْج جَاد لِمُعَالَجَة سِمَة صَغِيرَة وَلَكِنَّهَا مُهِمَّةٌ فِي أَيِّ مُجْتَمَع عِلْمِي خَاصَّة وَالْمُجْتَمَع كَكُلّ عَامَّة . وَيُمْكِن للأنظمة الْعِلْمِيَّة تَعْدِيل مَسَارَهَا مِنْ خِلَالِ تركيزها الْمُسْتَمِرُّ عَلَى الْقِيَامِ بِالْقَلِيل فِي النَّزَاهَةِ الْعِلْمِيَّة وَلَكِن التَّخَلُّصِ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَاتِ المقيتة وَوَضَعَهَا تَحْتَ الْمُحَاكَمَة أَدْعُوك لِأَنّ تَقْرَأ الْقِصَّة كَامِلَةً فِي الْكِتَابِ The Baltimore case لِلْكَاتِب Daniel J Kevles وَاَلَّذِي صَدَرَ فِي عَامٍ 1999 . ردًا عَلَى هَذِهِ الْفَضِيحَة وَغَيْرِهَا ، بَدَأَت الْوَكَالَات المانحة الفيدرالية ، مِثْل الْمُعَاهَد الوَطَنِيَّة لِلصِّحَّة (NIH) والمؤسسة الوَطَنِيَّة لِلْعُلُوم (NSF) فِي تَطوير سياسات تُعَالَج سُوء السُّلُوك و تُحَدِّثُ عَنْ ذَلِكَ نِيكُولاس ستينك بِبَحْث نَشَر بمجلة عِلْمِيَّة Sci Eng Ethics فِي عَامٍ 1999مواجهة سُوء السُّلُوك العِلْمِيُّ فِي الثمانينيات والتسعينيات : مَا الَّذِي تَمَّ إِنْجَازِه وَمَا لَمْ يَتِمَّ إِنْجَازِه ؟ هَذَا الْبَحْثِ لَمْ أَطَّلِعْ عَلَيْهِ نَتِيجَة قَضِيَّة عِلْمِيَّة عالَمِيَّة أَخِّرِي وَهِي الإتاحة لِلْمَعْلُومَات الْعِلْمِيَّة فَنَحْن بِمِصْر نواجة هَذِه الْمُشْكِلَة بِالرَّغْمِ مِنْ جَهْدِ لَا يُنْكِرُ يُسَمِّي بَنْك الْمَعْرِفَة الْمِصْرِيّ إلَّا أَنَّهُ لَا يَشْمَلُ كُلَّ الإتاحة الْعِلْمِيَّة بِالْعَالِم وأجذب الِانْتِبَاه هُنَا إلَيَّ هَذِهِ الْقَضِيَّةِ لِمَاذَا الِاسْتِيثَار بِالْعِلْم ؟ وَلِمَاذَا الِاحْتِكَار لِلْمَعْلُومَات مَا الَّذِي تَخَاف مِنْه الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة بِعَدَم إِتَاحَةٌ الْعِلْم لِلْعَالِم كُلُّه وَمَن خِلَالِ ذَلِكَ يَكُونُ وَطَنِي وبلادي الْعَرَبِيَّة.
بَعْدَ أَكْثَرِ مِنْ عَقْدِ مِنْ الْجَدَل الَّذِي اُسْتُخْدِمَت فِيه الْوَكَالَات تَعْرِيفَات مُخْتَلِفَةٌ لِسُوء السُّلُوك ، وَافَقَت الْحُكُومَة الفيدرالية عَلَى تَعْرِيفِ مُشْتَرَكٌ لِسُوء السُّلُوك البحثي ، وَاَلَّذِي يَتِمّ تَعْرِيفَهُ عَلَى أَنَّهُ تَلْفِيق أَو تَزْوِير أَو اِنْتِحال abrication , falsification , or plagiarism (FFP) . لَا يَشْمَلُ سُوء السُّلُوك الْخَطَأ الصَّادِق أَو الِاخْتِلَافَات فِي الرَّأْيِ العِلْمِيُّ فِي أُكْتُوبَر 1999 ، اِقْتَرَح مَكْتَب الْبَيْتَ الأَبْيَضَ
(www . whitehouse . gov/WH/EOP/OSTP/html/9910_20_3 . html) لسياسة الْعُلُوم والتكنولوجيا سِيَاسَة سُوء السُّلُوك البحثي وَاَلَّتِي سَيَتِمّ تَطْبِيقُهَا عَلَى جَمِيعِ الْوَكَالَات الفيدرالية وَالْأَبْحَاث الممولة فيدراليًا . أَصْبَحْت الْحَاجَةِ إلَى سِيَاسَةِ مُوَحَّدَة وَاضِحَةٌ بَعْدَ عِدَّةِ مزاعم رَفِيعَةٌ الْمُسْتَوَى حَوْل سُوء السُّلُوك البحثي فِي الثمانينيات أسْفَرَتْ عَنْ جِلْسَات اسْتِمَاع فِي الكونجرس . سَاهَمْت الرَّابِطَة الأَمْرِيكِيَّة لِتَقَدُّم الْعُلُوم ، سيجما شَيّ ، والأكاديمية الوَطَنِيَّة لِلْعُلُوم ، وَآخَرُونَ فِي تَطوير سِيَاسَة (Office of Science and Technology Policy)OSTP . هَذَا التَّعْرِيفِ أَضْيَقُ مِنْ التَّعْرِيفِ الَّذِي استخدمته بَعْض الْوَكَالَات ، وَاَلَّذِي تَضَمَّن FFP بِالْإِضَافَةِ إلَى انحرافات خَطِيرَةٌ أُخْرَى عَنْ الْمُمَارَسَةِ الْعِلْمِيَّة الْمَقْبُولَة . تَمّ رَفَض هَذِهِ الْفِئَةُ الْأَخِيرَةُ عَلَى أَسَاسِ أَنَّه حُكم عَلَيْهَا بِأَنَّهَا غَامِضَة وَشَامِلَةٌ لِلْغَايَة بِحَيْث يَصْعُب تَنْفِيذُهَا . كَمَا اتَّفَقَت الْوَكَالَات الفيدرالية عَلَى إِجْرَاءات التَّحْقِيقِ فِي سُوءِ السُّلُوك ، وَاَلَّتِي تَعَزَّز الْعَدَالَة والإجراءات القَانُونِيَّة الْوَاجِبَة وتحمي حُقُوق الْمُتَّهَمِين وَكَذَلِك حُقُوق الْمُبَلَّغِينَ عَنْ الْمُخَالَفَاتِ .
ثُمّ طورت الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة أيضًا نظامًا لِلْأَشْرَاف عَلَى النَّزَاهَة فِي الْأَبْحَاث الممولة اتحاديًا . يُطلب مِنَ الْمُؤَسَّسَاتِ التَّحْقِيقِ فِي مزاعم سُوء السُّلُوك لأبحاثها الممولة اتحاديًا وَتَقْدِيم تَقْرِير بِنَتَائِج تحقيقاتها إلَى الْوَكَالَات الفيدرالية ، الَّتِي تَرَاجَع التَّحْقِيقَات وَتَقَدَّم نَتَائِجِهَا الْخَاصَّة . قَدْ تَشْمَلُ الْعُقُوبَات الَّتِي تفرضها الْوَكَالَات الفيدرالية حظرًا عَلَى تَلَقِّي تَمْوِيل البُحُوث الفيدرالية ، وتتراوح الْعُقُوبَات المؤسسية مِن التَّوْبِيخ إلَى إنْهَاء الْعَمَل . تَشَرَّف ORI عَلَى نَزَاهَة الْبَحْثُ فِي الدراسات الَّتِي تمولها خِدْمَة الصِّحَّة الْعَامَّة ، وَاَلَّتِي تَشْمَل الْأَبْحَاث الممولة مِن الْمُعَاهَد الوَطَنِيَّة لِلصِّحَّة . يُشْرِف مَكْتَب الْمُفَتِّش الْعَامِّ فِي NSF عَلَى نَزَاهَة الْبَحْثُ فِي البُحُوث الممولة مِنْهَا . يُؤَكِّد كَبِيرٌ محللي السِّيَاسَةِ فِي OSTP سيبيل فرانْسِيس أَنَّ السِّيَاسَةَ الْجَدِيدَة تَهْدِفُ إِلىَ حِمَايَةِ سَلَامِه سَجَّل الْبَحْث . لاَ تُحَاوِلْ مُعَالَجَة مَسَائِلَ مِثْلَ الْمُعَامَلَة غَيْر الأخْلاَقِيَّة لحيوانات الْمُخْتَبِر أَوْ الْأَشْخَاصِ الَّذِينَ يخضعون لِلْبَحْث ، أَوْ سُوءِ السُّلُوك الْمَالِيّ أَو الجِنْسِيّ . يَتِمّ تَعْرِيف سُوء سُلُوك الْبَحْثُ فِي السِّيَاسَةِ المقترحة عَلَى أَنَّهُ "تلفيق أَو تَزْوِير أَوْ سَرِقَةٍ أدَبِيَّةٍ فِي اِقْتِرَاحٌ الْبَحْثِ أَوْ تَنْفِيذِهِ أَوْ مُرَاجَعَتُه ، أَوْ فِي الْإِبْلَاغ عَنْ نَتَائِجِ البحث".
وفقًا لِلسِّيَاسَة المقترحة ، فَإِن "التصنيع هُو اخْتِلاق النَّتَائِج وتسجيلها أَو الْإِبْلَاغ عَنْهَا . التَّزْوِير هُو التَّلَاعُب بِمَوَادّ الْبَحْثِ أَوْ الْمُعَدَّات أَوْ الْعَمَلِيَّاتِ أَوْ تَغْيِيرِ الْبَيَانَات أَو النَّتَائِج أَو حَذْفُهَا بِحَيْثُ لَا يَتِمُّ تَمْثِيلٌ الْبَحْث بِدِقَّة فِي سِجِلٍّ الْبَحْث . السَّرِقَة الأدَبِيَّة هِي الِاسْتِيلَاءُ عَلَى أفْكَار أَو عَمَلِيَّات أَو نَتَائِج أَوْ كَلِمَات شَخْصٌ آخَرَ دُونَ مِنَحٌ الِائْتِمَان الْمُنَاسِب ، بِمَا فِي ذَلِكَ تِلْكَ الَّتِي تَمَّ الْحُصُول عَلَيْهَا مِنْ خِلَالِ الْمُرَاجَعَة السِّرِّيَّة لمقترحات بَحْثٌ ومخطوطات الْآخَرِين " . تَتَطَلَّب اِكْتِشاف سُوء السُّلُوك البحثي وُجُود "خروج كَبِيرٌ عَن الْمُمَارَسَات الْمَقْبُولَة لِلْمُجْتَمَع الْعِلْمِيّ لِلْحِفَاظِ عَلَى سَلَامَةِ سَجَّل البحث" وَإِن يُرتكب سُوء السُّلُوك "عن قَصْدٍ أَوْ عَنْ عِلْمٍ أَوْ فِي تَجَاهَل مُتَهَوِّر للممارسات المقبولة" . يَجِب إثْبَات الادعاءات مِنْ خِلَالِ تَرْجِيح الْأَدِلَّة.
كَمَا تُدْرَكُ الْوَكَالَات الفيدرالية أيضًا أَن مُعَالَجَة سُوء السُّلُوك تَنْطَوِي عَلَى أَكْثَرِ بِكَثِيرٍ مِنْ مُجَرَّدِ تَطوير الْقَوَاعِد وإنفاذها : يَجِب أيضًا اتِّخَاذ خُطُوَات لِمَنْع سُوء السُّلُوك . التَّعْلِيمُ فِي السُّلُوكِ الْمَسْؤُول لِلْبَحْث (RCR) Responsible Conduct of Research هُو الْوَسِيلَة الأسَاسِيَّة لِمَنْع سُوء السُّلُوك . مُنْذُ عَامٍ 1989 ، طَلَبَت الْمُعَاهَد الوَطَنِيَّة لِلصِّحَّة تَعْلِيمَات فِي مَجَالِ التَّنْفِيذِ الْمَسْؤُول لِلْبَحْث لطلاب الدراسات الْعُلْيَا بدعم مِنْ أَمْوَالِ الْمُعَاهَد الوَطَنِيَّة لِلصِّحَّة . تَطَوَّر هَذَا الْمَطْلَبِ عَلَى مَرِّ السِّنِينَ لِيَشْمَل طِلَابُ مَا بَعْدَ الدُّكْتوراه ، والزملاء ، والباحثين الَّذِين حَصَّلُوا عَلَى جَوَائِز خَاصَّة ، والباحثين الدَّاخِلِيَّيْن . تُطْلَب الْمُعَاهَد الوَطَنِيَّة لِلصِّحَّةِ مِنْ الْمُؤَسَّسَاتِ تَقْدِيم تَعْلِيمَات فِي ثَمَانِيَةٍ مجالات مُحْتَوًى مُحَدَّدَة ، وَتُشَجِّع بِشِدَّة التَّدْرِيب الشَّخْصِيّ . فِي عَامٍ 2009 ، نَفَذَت NSF تفويضًا مِن الكونجرس لِتَعْلِيم التَّنْفِيذ الْمَسْؤُول لِلْبَحْثِ عَنْ طَرِيقِ مُطَالَبَة الْمُؤَسَّسَات بِتَوْفِير تَعْلِيمَات التَّنْفِيذ الْمَسْؤُول لِلْبَحْث لِلطُّلَّاب الجامعيين وَطُلَّاب الدراسات الْعُلْيَا وباحثي مَا بَعْدَ الدُّكْتوراه بدعم مِنْ أَمْوَالِ NSF . لَا يُفْرَضُ NSF متطلبات تَدْرِيب مُحَدَّدَة عَلَى الْمُؤَسَّسَاتِ وَلَكِنَّه يَتَطَلَّب مِنْهُم تَطوير خَطِّه تَعْلِيمِيَّةٌ لِمَسْأَلَة الْمَسْؤُولِيَّة الاجْتِمَاعِيَّة . لَقَد تَجَاوَزَت أَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ الْجَامِعَات الأَمْرِيكِيَّة هَذِه التفويضات الفيدرالية وتتطلب فئات مِنْ الْأَفْرَادِ ، مِثْلُ جَمِيعِ طُلَّاب دَرَجَة الدُّكْتوراه أَوْ جَمِيعُ طُلَّاب الدراسات الْعُلْيَا أَوْ جَمِيعُ الْبَاحِثِين الَّذِين يَتَلَقَّوْن تمويلًا خارجيًا ، لِتَلَقِّي تَعْلِيم .RCR
كَمَا طورت الْجَامِعَات أيضًا سياساتها الْخَاصَّة بنزاهة الْبَحْث ، وَاَلَّتِي لَا تُغَطِّي سُوء السُّلُوك فَحَسْب ، بَلْ تَشْمَلُ أيضًا مجالات الِاهْتِمَام الْأُخْرَى ، مِثْل Conflict of interest) COI) ، وَحَفِظ سِجِلَّات الْبَحْث ، وَالْمِلْكِيَّة الْفِكْرِيَّة . قَامَت الْوَكَالَات الفيدرالية أيضًا بِرِعَايَة الْأَبْحَاث التَّجْرِيبِيَّة والمفاهيمية والمؤتمرات وورش الْعَمَل وتطوير الدورات التدريبية الْمُتَعَلِّقَة بنزاهة الْبَحْث . غَطَّت الْمَشَارِيع البحثية الممولة اتحاديًا مَوْضُوعَات مِثْل انْتِشَار وَوُقُوع وَأَسْبَاب السُّلُوك غَيْر الأخْلاقِي فِي الْعُلُومِ ؛ تَسْوِيق البُحُوث و COI ؛ وَالِانْفِتَاح وَتَبَادُل الْبَيَانَات وَالْمَوَادّ الْعِلْمِيَّة . أَحَدٌ أَهَمّ الْأَسْئِلَة فِي الْبَحْثِ حَوْل نَزَاهَة الْبَحْث يَتَعَلَّق بفاعلية تَعْلِيم الْمَسْؤولُ عَنْ الْبَحْثِ (RCR) . وَجَد تَحْلِيل تَلَوِّي لـ 26 دِرَاسَة قِيمَت تَأْثِير البَرامِجِ التَّعْلِيمِيَّةِ الْمُخْتَلِفَة لِمَسْأَلَة الْبَحْثِ عَنْ الْمَفْقُودِين أَنَّ التَّعْلِيمَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤْثِرَ عَلَى الْمَعْرِفَةِ الأخْلاَقِيَّة والوعي وَالتَّفْكِير . تَجْرِبَة مَضْبُوطَة قَارَنَت مَجْمُوعِهِ مِنْ الطُّلَّابِ الَّذِين يَتَلَقَّوْن تعليمًا لِمَسْأَلَة الْبَحْثِ عَنْ الْمَفْقُودِين بِمَجْمُوعِه لَمْ تَجِدْ أيضًا أَنَّ التَّعْلِيمَ يُمْكِنُ أَنْ يُعَزَّزَ الْمَعْرِفَة الأخْلاَقِيَّة والوعي وَالِاسْتِدْلَال . لَمْ تَظْهَرْ أَي دِراسات حَتَّى الْآنَ أَنَّ تَعْلِيمَ التَّنْفِيذ الْمَسْؤُول لِلْبَحْث يُقَلِّل فِي الْوَاقِعِ مِنْ حُدُوثِ سُوء السُّلُوك ، فِي حِينِ أَنْ هُنَاكَ بَعْضِ الْأَدِلَّةِ لِلتَّشْكِيك فِي فَعَالِيَّة تَعْلِيم التَّنْفِيذ الْمَسْؤُول لِلْبَحْث . مِنْ الْوَاضِحِ أَنَّ هُنَاكَ حَاجَةَ إلَى مَزِيدِ مِنْ الْبَحْثِ حَوْل فَعَالِيَّة الْأَسَالِيب التَّعْلِيمِيَّة والتوجيهية الْمُخْتَلِفَة لمسؤول الْبَحْثِ عَنْ الْمَفْقُودِين.
لَقَد اسْتَفَادَت أَمْرِيكا مِنْ هَذِهِ الْفَضِيحَة الْعِلْمِيَّة وَعَمِل الِاتِّحَاد الأمريكِيّ علَي مَنْعِ تَكْرَار حوداث الثمانينات والتسعينات مَرَّة أَخِّرِي بغجراءات صَارِمَة . اعْتَقَدَ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ أَحَدُ بَعِيدٌ عَنْ الْمُحَاسَبَة للنزاهة الْعِلْمِيَّة فالدرجات الْعِلْمِيَّة تمنح وَمَا يَمْنَح يُمْكِنْ نَزْعُهُ وَالتَّخَلُّصِ مِنْ سَوَّيْتَه . لَيْسَ مِنْ الْعَيْبِ إنْ يَكُونَ لَدَيْنَا مَشَاكِل فِي سُلُوكِ الْبَحْث ونزاهته إنَّمَا الْعَيْبُ هُوَ الِاسْتِمْرَارُ بِدُون مُجابَهَة وَمُوَاجَهَة هَذَا وَوَقَفَه عَنْ حَدِّ لَا يتخطاه لِأَنَّه سَمِعَه لِلْوَطَن قَبْلَ أَنْ تَكُونَ سَمِعَه بَاحِثٌ وَبَحَث وَعُلِم.
Post A Comment: