وَجْهٌ مِنَ الحُسْنِ في رَوضِ الأزاهِيْرِ
يَخْتــالُ مُبْتَسِــماً بَيــنَ المَعـاطِيْرِ
يَمْشـي علىٰ أثَـرٍ مِـن مـاءِ صَفـْوَتِهِ
و في مَســالِكــِهِ وَحـْي التَّبــاشِـيْرِ
مـازالَ يَعْبـرُ أسْــماعَ الّذيْنَ نَسـوا
مَعنىٰ الحَياةِ و ضاعُوا في الدَّياجِيْرِ
لِأنَّهـُمْ في فَـراغِ الليْلِ مَحْضُ صَدَىً
يَسْــتَغرِبـونَ رِوايــاتِ النَّحـارِيْـرِ
يَسْــتَعْذِبـونَ نـِـداءاتٍ يُشــابِهُهَـا
قـَرْعُ الطُّبـُولِ و نَفـْخٌ في المَـزامِيْرِ
و يَتْبَعــونَ خـُـرافـــاتٍ و أخْيِلــَـةً
و يَفــْرَحــونَ بِتَخْـزيـنِ الـدَّنـانِيْـرِ
وَجهٌ مِنَ الحُسْـنِ لا تَصـويْرَ يَشْـمَلُهُ
و لا يُحَـدَّدُ في شَـكْلِ التّصــاوِيْـرِ
لـَهُ نُقـوشٌ بِجِـذْعِ الرّوحِ يَنْقشُـهَا
أقْـوىٰ و أثْبَـتُ مـِنْ نَقْـشِ المَسـامِيْرِ
لَـهُ لُحُـوْنٌ علىٰ العُشّــــاقِ يَعْـزِفُهَـا
أبْهىٰ و أجْمَلُ مِن صـَوتِ الشـَّحارِيْرِ
مـازالَ يُطْعِـمُ كُـلَّ المُغـرَميْـنَ بـِهِ
خُبْــزَ البَقـــاءِ بِـإدْراكِ التَّفــاسـِـيْرِ
رَبّــاهُ قَلْبي و قَلْبُ البَعْضِ يَأنَسُـهُ
مـا يُشْـعِلُ الصَّـدرَ مَع كَيِّ الحَناجِيْرِ
كَـأنَّنـــا جَســَـدٌ لِلنَّـــارِ نُقـْرِضُـهُ
كـي لا يَصِيــرَ طَعــامـَـاً لِلأعـاصِيْرِ!
رُحْمـاكَ قـَد نَزَفَتْ أوْجاعُنـا وَجَعَـاً
يـا مـالِكَ الرّوحِ لُطْفـَــاً بِالمَقـادِيْرِ
Post A Comment: