هو نشاط تربوي وتعليمي،يعزز من النمو النفسي الاستكشافي والعاطفي،يفيد في تطوير المهارات الحركية والعقلية، ويمكن الطفل من التحكم في العضلات والحواس ،حتى يصبح التآزر العضلي للعين واليد ، والطفل مهيأ للكاتبة.
هو عالم حيوي للطفل ،يجد بغيته ويفرغ طاقته العاطفية،فيبدع ،ويعبر عن مشاعره بطريقة فنية،والطفل مولع بالحركة وميال للعب ،لذا فهذا النشاط يستهويه أكثر من كل الأنشطة،يجد ضالته فيه،الطفل يرسم ما يحس به وليس مايراه ،لأن نضجه مازال بعد لم يصل إلى المدرك الشكلي،فتكون رسومه بعيدة عن المنطق والتجريد( Piaget ) ميزة الرسم عند الطفل: 1) يكون قادرا على مسك القلم واستعمال الورقة ابتداء من الشهر 18 فما فوق ولكن بطريقه تبدو فوضوية للكبار.
2 ) يبدأ في الخطوط الأولى ونسميها خربشة ،ويميل للخطوط الدائرية شبيهة بلفة حبل ،لأن الخطوط الدائرة أسهل عليه،فمازالت الصعوبة تلاقيه في التنسيق بين اليد والعين ،فما يأمر به المخ لا ينفذ،لأنه مازال لم يتحكم بعد في حركة الأصابع، وبعض العظام الصغيرة مازالت غظروفا لم يتصلب . 
3 تتميز رسوم الطفل بالخيال الواسع،لانه مازال يعيش في المرحلة الحسية، ما يقوله خياله : يرسم شخصا يقطف عرجون التمر بيده وهو في الأرض رغم أن النخلة عالية جدا ومن الصعب تسلقها.
4 ينتقل إلى الرسوم المسماة،فيقول: أمي،أختي، القطة،،،،.
5 يظهر التسطيح في رسومه،يرسم طاولة بقائمتين فقط ،فالأجزاء الأخرى تكون مختفية.
5 ظهور الشفافية في رسومه،يرسم منزلا تظهر أخته وكأنها اخترقت الجدار لأنه يعرف بأن أخته تركها في الدار،فإذا عرف المعلم هذا المبدأ فلا يتعجب أبدا.
6 الرسم يعني الألوان يحب الألوان بشكل غريب ،يقلد الطبيعة في ألوانها تارة ،وتارة لا يقلدها،يمكن أن يلون ورقة الشجرة بالأحمر،ليس لأنه لا يعرف اللون الأخضر أبدا،وإنما تعمد استعمال اللون الأحمر للمتعة،أولإخراح بعض الرغبات المكبوتة.
7 يجد اللاشعور مجاله الواسع في الرسم،لذلك فهذه المادة مريحة للنفس والأعصاب،مهدئة، تنقص الحركة الزائدة والتمرد،والرسم مفيد كذلك للكبار،فكم وقتا مضى من آخر رسم قمنا به!!؟
8 الرسم ينبئ عن النضج ويمكن مقارنة العمر العقلي بالعمر الزمني بواسطة الرسم،فنلا حظ ربما اختلالات إن وجدت.
9 الرسم يعبر بصدق عن الحالة النفسية والاجتماعية والانفعالية للطفل،ويبين لنا كيف يعيش حياته!
لذلك استعمل الرسم كعلاج للأطفال المصدومين من الحروب،اومن الكوارث الطبيعية،أوفقدان الأهل،واستعمل الرسم للتخفيف على أطفال مرض السرطان،وحسب المختصين في قراءة الرسوم وتفسيرها يقولون بأن الألوان تبعث برسائل للخلايا العصبية فتحفزها على قبول الدواء وامتصاصه من أجل المناعة الجسدية،وان الرسم مبهج للنفس ويساعد على الشفاء.
 وقفت على حالتين في القسم مع المربية: ..طفل يرسم ويستعمل ألوانا صارخة ويضغط على القلم حتى كادت الورقة أن تتمزق،فقلت لها :1) هل يعاني من شيئ فقالت: فعلا سيدي إنه مريض ويعالج.
2 ) رسم معلق في متجر قلت: هذا طفل سنه بين4 و5 سنوات فقال لي صاحب المتجر: هذا رسم ولدي وفعلا له5 سنوات وسجلته في القسم التحضيري.
3 ) رسمان لطفلين لهما نفس السن تاملتهما وقلت يبدو بأن هذا أكثر نضجا من الثاني،لأن الأول رسم أشياء ووضعها فوق خط ،واستعمل أغلب مساحة الورقة .
أي أن الثاني لم يحدد تموقعه،ومازال بحاجة لاكتشاف وتنظيم الفضاء وغالبا مايكون هؤلاء يتميزون بالفوضى وربما مازالوا يتعثرون أثناء المشي،فالنمو الحس الحركي أبطأ. 
المعلم مع مطالعة مواضيع في علم النفس ومع تجربته وملاحظته اليومية يستطيع ان يستنتج هذا،وليس شرطا أن يكون المعلم Psychologue فالرغبة وحب الأطفال، والاطلاع على علم النفس والتربية كفيل بفهم الطفل وتعديل سلوكنا نحوه ،بما يتماشى ورغبات وميول الطفل،فنكيف عملنا حسب ذلك.



Share To: