ها أنتِ قد عدتِ !!
أين كنتِ طوال هذه المدة؟؟
 لم أصدق ما كانوا يقولون عنكِ.
كنت في قرارة نفسي، على يقين أنك ستعودين من أجلي.  
لن تتركيني في مهب عاتيات العواصف، فزاعة بلا لون.               
لن تسلميني لحارقات الهجير غصنا بلا ظل.
ألست "عويناتك" اللتين ترين بهما ضوء الشمس، ونور القمر  ؟؟                                         
عند كل إشراقة، تتشربني صفرتها،فأراك روحا يسري وهجها نُسغا في أوصال الكائنات. 
عند كل غروب تغشاني سكينتها،فأحس بك لونا شفيفا يهدهد البراءة في مقل الحوريات.
عند كل استدارة للقمر،تحيكين من نوره هالة،  ترسم على شفاه الثكالى والمهمومين أصفى البسمات.
  ألست أنا "عويناتك" اللتين بهما تتملين أعراس الربيع؟
عند مقدمه تناغيني الشقائق في انتظار عودتك... 
تحدثني عنك حفيفا ،لونا وأريجا...
لم تنساك،طالما همست لي انها تراك ،
وحدها من  كانت تراك، تتقدمين مواكب الألوان أينما حلت، تضوع رحيقك عبيرا يعم الأكوان،
من باسقات الدوح تنثرين جنى الثمار.
تشدين جذلى في زمرة العشاق.

ها أنت قد عدت !!
أين كنت طوال هذه المدة؟؟
لم تركتني نهبا لضاريات السباع ينهشنني؟! 
و لفادحات الأسقام يكبلنني؟! 
و لإخوتي في عتمة جب يلقونني؟! 

ها أنت قد عدت !! 
بسمتك مازالت كما كانت،
منها أرتوي في هذا الفيف الخالي، 
 بسناها أهتدي في ظلم متاهاتي. 
إكسيرها يسري في عروقي حياة بعد الحياة...                                                                                        
اِنتظريني... اِنتظرييني ،
لا ترحلي... لاترحلي. 
أمــــــي،أمــــــي ،أمـــــــــي...
لا مقام لي بين إخوة في غيابات الحياة قد لفظوني !!!




Share To: