وحدي أنا كسماء
تبكي بلا بكاء
أترقب أتعثر أتأثر
وأقف طويلاً 
على مرمى الأرض
وقذائف الصوت
تلتهمني بلا هوادة
حد الفقد حد الإبادة
أستجمع غيماتي
ماؤها قبل رمادها
أستجمع نجماتي
نورها قبل بريقها
أستجمع دمعاتي
وأفشل .. 
أفشل في نوبة بكاءٍ
لا تُسقطه دموع
أعصرني كثيراً
بكل ما أوتيت من قوة
أدهسني كثيراً
في قلب رحايا الهوة
أسترجع أناتي البعيدة
أستجدي أناتي الجديدة
أرتدي اللون الأسود
أتربص بالحزن كأنه الدنيا
وأطمس اتساع ابتسامة
شروقها الغَرُ لا يعنيني
وغروبها هو جل ما يحويني
إن كان خطيراً هذا الحزن
أو خطئاً يرسمه جبيني
لن تُجدي غير السكينِ
اليوم وبلا سابق إخطار
سأُشْرح عيناي بمنظار
أتفحص صلب خيوط الدم
أحجار الصمت في جوف اليم
بدموعٍ على قيد الإبحار
أستنجد ببقايا استفسار
هل جفت من قبل الأنهار؟!
أو غاب المطر عن الأنظار؟!
أبحق لعيني وهي عيني..
أن تحبس فيضي دون حوار
أبحق لعيني وهي عيني..
أن تحجب بعضي دون قرار
من لي يبكيني سوى عيني..
وتراني من خلف الأسرار
فكفى بالبحرِ شطوط الأسر
غيماتي الحمقى تريد نهار
فلنحفل بالدمع وننهار!




Share To: