كم عايب وعايب سيواجه الفلسطيني
(سنصبح نحن يهود التاريخ
ونعوي في الصحراء بلا مأوى)
الشاعر العراقي " مظفر النواب "
كأن التشريد واللجوء وخارطة العالم التي حولتنا الى نمل يحشر في كل حفرة وثقب وشق وخيمة لا يكفي ؟ كأن هذا الرحيل المكلل بالطرد والتهديد ، كأن المجازر والمذابح الإغتيالات لم تشف الغليل .
كأن سلب الأراضي والمدن والقرى وتزيف التاريخ لم يحاول ربط الهدوء الى عربة الأجيال المنحدرة الى اين ؟لا نعرف ؟
كأن مجموعات المستوطنين الذين يقتحمون البيوت والحقول ويقطعون الأشجار ويقيمون المستوطنات تحت سمع وبصر العالم لا يكفي ، يقتحمون البيوت ويصادرون الأراضي ويستولون عليها ، قد يكون الأمر طبيعياً وعادياً بالنسبة لرحلة الفلسطيني الذي علق بين انياب الظلم وغياب العدالة ، او (خده تعود عاللطم ) ولكن الذي يغيظ ويستفز تصرف هؤلاء الذين يهرولون في سباق التطبيع، كأنهم في سباق ماراثوني من سيبتسم ويحتضن الوزراء والمسؤولين والسياح اليهود أكثر، ويرسمون ضحكات الفرح ويلتقطون الصور التي تبين مدى نشوة العلاقات الخليجية الإسرائيلية .
(القوي عايب ) هكذا كانت تردد جدتي ، ولم استوعب يوماً مدى مساحة هذه العبارة التي تلخص سلوك مالك القوة حين يحتضن العيب ، حيث لا خجل ولا اهتمام بالآخرين ، ولكن هل من الممكن ان تنطبق هذه المقولة على الدول العربية، خاصة دول الخليج ؟ نعم انها اكثر عبارة تناسب سيطرة المال حين يرتدى ثياب – دشداشة التنازل - .
عندما تفرض القوة الامريكية الإسرائيلية ، لا شيء يحمي البشر ، لا قانون لا اخلاق ولا سلوك . لأن شريعة الغاب هي التي ستكون صاحبة القرار.
يوماً ما صرخت الحاجة رفقة الكرد (85 عاماً ) من مدينة القدس ، التي كانت تبكي وتناشد العالم والناس والفضائيات تنقل بالصوت والصورة دخول المستوطنين الى بيتها ورمي اثاثها على الرصيف تحت حبال المطر ، حين كان حي الشيخ جراح في القدس يتنهد حزناً ، كانت باقي المنازل ال(28) التي يتهدد سكانها الطرد والترحيل تنتظر ويخبو امل الدفاع عنها رويداً رويداً ، وهناك ايضاً قوائم الهدم التي تحولت الى مشانق تلتف حول اعناق اصحاب البيوت الفلسطينية ، الذين وجدوا انفسهم داخل وطن مطوق بالاحتلال، عدا عن الأطفال والشباب الذين يستشهدون دون ذنب لمجرد الصراخ على قد الاحتلال – لم يعد الصراخ على قد الوجع ، لأن الاحتلال أقسى وأصعب من الوجع ذاته .
لقد انتقلت عناوين البيوت الفلسطينية الى الأرصفة، إلى الحصار ، إلى الحواجز إلى الخوف من المستقبل ، إلى الفراغ ، لا أحد !!!
في الزحام الفلسطيني ... لا أحد معك .. !!
في الهم الفلسطيني ... لا أحد معك .. !!!
في المستقبل .... لا أحد .. ومن يحاول تزيين الواقع ، نقول له :
(القوي عايب ) وتخيلوا كم "عايب"و"عايب " سيواجه الفلسطيني ؟؟ هذا هو السؤال؟؟
Post A Comment: