تحت السواد تخافتت  ألواني
ويضيقُ في وسط الرّماد مكاني

قد كنتُ خيرَ العاشقين لأمّتي
لكن خيبات الرجا أوطاني

لم تأسف الأوطان يومًا ما بكت
دمَّ الشهيدِ وأنكرت جثماني 

الله أعلم كم نزفتُ لأجلها 
كيف البلادُ فديتها تنساني

إني وُهِبت من الوجودِ أفولَها
ومن الصّبابة حقدَها الْ أبكاني 

قلتُ السلام  على البلادِ ومن بها
قالوا السلام لكذبةٌ بزماني

قلتُ المحال لأن تكذِّب أرضنا 
قالوا المحال لبِدعةُ الإمكانِ

فيروز  غنّت صدفةً "تلك القرى" 
وقرى البلاد تضيق بالتحنانِ 

فيروز ما شعرت  بجرحي إنّما
لم يشقِها في الحُبِّ ما أشقاني

هذي البيوتُ تئنُّ لا روحٌ بها 
والريحُ تَخدشُ حشمةَ الجدرانِ 

هاجر فإنّ الأرضَ تخلعُ ثوبها
وتبدّلُ السكانَ بالسكانِ

لا أنت وشوشة النجومِ بليلها
أو قبلة الأمواج للشطآنِ

يا أنت يا نايَ البكاءِ (بتختها)
لولا الثقوبُ لما بكت ألحاني

يا ومضَ ما كتبَ المدادُ بلوعتي 
نزف القريضُ مزلزلًا إيماني 

أنا ذلك المنسيُّ في شطِّ (المتى) 
إن خانَ موج إجابتي شيطاني

لقمان أوصاني وكنتُ عصيَّهُ
ونسيتُ - يا ويلي - بما أوصاني

 وطفقتُ أشكو وحدتي ومرارتي 
وعلِقتُ في سُهدي وماضٍ آني




Share To: