يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍۢ شَيْـًٔا ۖ وَٱلْأَمْرُ يَوْمَئِذٍۢ لِّلَّهِ;
يبين انقسام الناس إلى صنفين فالمؤمنون المتقون ينعمون في الجنة و الفجرة العصاة في النار يقاسون حرها بعد إدانتهم في يوم الدين العظيم الذي لا و لن ولم تعلم ماهو، وما أدراك ماهو، إنه اليوم الرهيب الذي لن ينفع أحد أحدا فالأمر لله بلا منازع.

رؤيتي للسورة

افتتحت سورة الانفطار بوصف بعض أهوال يوم القيامة و اختتمت بوصف حال الإنسان من الناحية الاجتماعية و النفسية في ذلك اليوم.

و اتسم المقطع الثاني بطريقة الارتجاع الفني أو الفلاش باك في العودة إلى الحياة الدنيا ووصف حال المبعوثين حين كانوا في الدنيا لا يحسبون حساب ذلك اليوم و لا يقدرون الله حق قدره في الوقت الذي كان كل شيء يُسجل عليهم. ومع أن الآية السادسة للتوبيخ و للعتاب إلا أن الله تعالى وصف نفسه بالكريم لتكون أقرب للعتاب وأنه كريم حين يعطي كريم حين يعاتب كريم حتى حين يحاسب و يعاقب.

ثم تعود السورة لتكمل ما سيحدث للإنسان يوم القيامة بعد أن شاهد الإنسان عمله الذي قام به و الذي اخر القيام به فمات دونه أو تحسر عليه ولم يضفه إلى ميزانه وما اقترف من ذنوب فأخرت ميزانه.. وهنا تفصل السورة حال الأبرارِ بآية واحدة وهي( إن الأبرارِ لفي نعيم) و الفجار بثلاث آيات و لربما أنهم أكثر عددا أو لانهم السورة مكية إذ يحتاج كفار مكة للترهيب، أو لأن الجو العام للسورة ترهيبي و تأديبي و عتابي.

وفي نهاية السورة جواب لكل سؤال يتبادر لذهن السامع أو القارئ و للسؤال الأكبر ما هو يوم الدين؟ و هو اليوم الذي لا يستطيع أحد الكلام و لا الوساطة و لا الهروب و لا حماية نفسه و غيره كما هو الحال في الدنيا إذ كل قضاء و حكم بيد الله تعالى وحده.

وردت يوم الدين ٣ مرات. و مع أن  القيامة لها أسماء كثيرة و لكن السورة الكريمة ركزت على اسم واحد وهو يوم الدين وذلك لأن كلمة الدين تشير إلى الحساب، فالجو العام للنص يرشدك كي تصدق و تستعد قبل أن تندم.

واحتوت  السورة على ٣ أسئلة،
سؤال استنكاري: ما غرّك بربك الكريم؟
وسؤال مكرر و فيه ترهيب للكفار: ما أدراك ما يوم الدين؟

السورة لخصت كل ما مر و سيمر به الإنسان من الخلق من العدم بمعجزة الخالق إلى مروره بالحياة الدنيا التي يختار طريقه فيها و معه من يرافقه من شهود على عمله إلى تزامن خروجه من القبر (مايعني موته)  مع انفطار السماء و تبعثر الكواكب و فيضان البحار  إلى شهادة الشهود على عمله أثناء الحساب إلى دخوله  دار إقامته النهائية في الجنة أو النار.
                              

                




Share To: