ربيع الوطن جعل من أبنائه طيورا مهاجرة .
(( الطريف في حياتي هو كثرة التنقل ......)) هكذا قالت الشاعرة كريمة علي معرفة عن نفسها , ولكنها رغم ترحالها المتكرر حملت الوطن معها في قلبها :
وطني –
كل مشاعري تحتضنها
دمعة فرح .
في ترحالها أوجدت فلسفة خاصة بها جعلت القارئ يقف على حافة الدهشة يفك رموزا أرادت بها أن يستمتع القارئ أكثر من اندهاشه :     
            تتآلف الروح               
           تلمع الأخلاق 
           في سماء العشق.
ومع الدهشة الرقيقة لا تخلو قصائد الشاعرة من الترميز الجميل 
موسم الحصاد
يترقب المنجل
حصد الرؤوس. ليس أكثر ترميزا ودهشة من هذا النص المدهش الجميل .
يؤرقها فقدان السلام في وطنها , نراها تكتب بحرقة الغربة 
برصاصة طائشة                  
تقطر دماً
حمامة السلام .

السلام
على وسادة نازح
حلم .
وتقول عن الحرب :
في الحرب 
تحجب الغبار 
أشلاء الشهداء.
وأما عن الغربة تبدع الشاعرة صورة مدهشة إذ تقول :
حتى العصافير
في السماء
تبحث عن الوطن .
لا تكتمل قصيدة الهايكو دون الوصف , يقول الأستاذ محمود الرجبي في كتابه وجهة نظر في قصيدة الهايكو العربية الصادر عن دار كتابات للنشر الالكتروني عام 2015 (( إن الهايكو هو فن الوصف القائم على أساس اللغة وحساسيتها الخاصة بها ومميزاتها وصفاتها والحضارة التي ترتبط بها والمختلفة بين شعب وآ حر .....)) وظفت الكاتبة للوصف لغتها وخبراتها المتراكمة من طبيعة تنقلها وترحالها فوصفت كل ما يدور حولها حيث قالت :
حول المصباح
تحوم فراشة
حول ظلها.

على صهوة موجة
يتشبث نورس
بسمكة .
وفي وصفها الجميل لذوبان الشمعة والتي رمزت به للعطاء والتفاني قالت :
على صدر الظلام
يحترق فتيلها
هاجسي يذوب معها ..... كم يحمل من معاني جميلة هذا النص 
أخيرا في قصائدها حملتنا الشاعرة على بساط الريح بكل انسياب جابت بنا عوالمها الخفية , أهدتنا من مغارتها دررها الثمينة .... لم تتعبنا في تصيد الدهشة فقد قدمتها لنا بكل حذاقة ومهارة ..... بساطتها في القصائد جعلتنا نحلق معها بأحلامها ونرصد يومياتها ,نرى ما تراه ونحس ما تحسه .....
هاهي تهدينا الفرح بولادة حفيدتها حيث تقول :
نجمة أضاءت سماء
العائلة , قبل الشمس
يشرق نور حفيدتي .
لننهي ما بدأناه نعود للبداية , في افتتاحيته رئيس التحرير الأستاذ محمود الرجبي يقول (( لا يوجد مسار واحد للوصول إلى النهاية وحتى لولم نكن نملك التحكم بالبداية أو النهاية فإنه لا يوجد شيء يجبرنا على الطريق .....))
ليختم كتاب الشاعرة بنص لها هو فعلا مسك الختام :
هذا الصباح 
كعادتها تبادلني العطر
ياسمينة الدار .
طريق الهايكو شاق وما زلنا نحبو نحوه.
تحياتي والود 
أنا فاديا سلوم من سوريا أول محاولاتي بالنقد .




Share To: