أفهمك يا أيها الأب الروحي
ما معنى أن تسقط
ما معنى ذلك في كل الأقدار و في كل الكتب و في كل الدواوين
ما معنى أن تسقط و أن تزل روحك من سابع السماوات للأرض و أنت رضيع تحاول أن تعلن وجودك كل يوم و تعلن أنك هنا , تكبر و يمر الوقت , تتدحرج
نعم تتدحرج إلى أن تصل و بمشقة الأنفس و لكنك في غفلة , أو في قصد مقصود و تتساقط كالأوراق لربما أوراق خريف و أو أوراق رواية و أو أوراق قصيدة  , نعم  أوراق رواية ورقة وراء أخرى , من رواياتك العنيدة ,  تتساقط , و في سمائك بالليل  تتساقط نجومك و حتى ذاك القمر يسقط
و تبقى أنت و تحاول النهوض و تنظر إلى الله  لينجدك , لكن الله لا ينجد و لربما يعطيك فرصة بالنهوض و إنه إمتحان سمائي , لعل الرومان قد فكروا في ذلك بكل الهتهم و بكل فلاسفتهم , تنظر إلى الشمس و إلى الفرج و بنظرات مقاومة
مقاومة و تقاوم فيها نفسك و ألمك روحك و لكم مرة تعثرت و نهضت كسيمفونية تعلو و تنخفض في موسيقاها ما بين عزف و إيقاع و صوت , صولفيج و ما بين سوبرانوا  و مونودراما و ما بين هارموني نغمي
سمفونية أنا سمفونية السادسة  لشايكوفسكي الحزينة بالالم و بالوجع
سقوط فيه إرتدادات لسمفونيات في علوها و إنخفاطها في  سوناتا و من بعدها مونيت و شيروزوا
فعلا
فعلا  ألم .... حزن .... أو فرح غابر يخرج من بين الطين كسنابل و تعلوا و تخضر
أنت .....نعم أنت
أنت إلا سمفونية حزن متدحرجة تلون السماء بالوان الطيف في لحظات منسية جميلة ,تنصهر مع موج البحر المتراطم في كل شواطئ العالم .
أنت
من أنت
نعم أنت سمفونية عذبة الإحساس  تخرج من القلب المقاتل و و من زمن عادل زمن منسي زمن مقاتل زمن محب ، و من قلب أعلن الحرب , أعلن المعارك و أعلن فلسفته في الوجود , و من بعدها سقط
نعم سقط
و تعلوا الموسيقى في صولفيجها و في نوتاتها و لربما يا صاحي و لن يفهمك أحد و لن يفهم ما حاولت الوصول إليه ، أو قوله أو مناجات الروايات المسحورة في قلب كاتب روائي إنجليزي ، أو في قلب مهاجر مغربي إسباني
تتشبت بأمجاد الأندلس التي سقطت و حاولت متلك النهوض و مثلي أنا أنا أنا
نعم أنت كذلك يا أبي الروحي حاولت النهوض
و أنا كذلك حاولت النهوض و الوقوف المشي و بإرتخاء القفز فوق غمام حالم  ماطر إهتز  على ناصية الحلم يقاتل
موسيقى من شجن هي نفسك , موسيقى من ألم أنا ....و ما أنا إلا إمرأة عازفة على أوتار الحب
و على أوتار الحياة
على أوتار النغمات و على وثيرة الحلم أنا كذلك أقاتل بكامل أسلحة النساء  للنهوض
جميل جدا , ذلك و جميل أن أكتب في مجلداتي في كل الروايات بكل الكلمات و بجميع القصائد التي اعرف و التي لا اعرف ,  كل ما أوقعني القدر و كلما حاول الصمت أن يلتهمني , كلما أراد الضجيج  أن يصفعني
نعم
نعم يا أبي الروحي  لقد كتبت و كتبت , كتبت و من بعدها محوت كل شيء , إتهمت ذاكرتي بالجنون , بالبذح و بالإنهيار و بالنسيان و و لكنني في لحظات القوة الهاربة من فلجة القدر  عاودت الذكرى فعدت لأكتب كل سقوطي
كل إندتاريو كل ما مر بي من سهو , ندوب و جروح .
كل حلم في قفزة إستثنائية  بعيدة عني و عن ما أنا إلت إليه
قفزت في السماء  أجمع السحب بيدي مخبأة إياها  قطنا في وساداتي
قفزت على الموج أجمع أحصنته البيضاء ، لأضعها في كل الإسطبلات و في كل الممالك التي املكها و التي لا أملكها....
قفزت على الأبجديات , لأخد دررها  مقسمة بأن أجمعها  عقدا ألماسو  على جيدي سأضعها لتنيره لتبرقه كباقي النساء الأرستقراطيات....
آاااااه 
آاااااه يا أبي الروحي
ما معنى السقوط في الحياة و أذا كانت الحياة كلها متساقطة متداعية يغمرها الفيضان في الألم و يعودها الموت بعد ذلك....
فلسفة معقولة , منطقية جبارة لكون متناهي في الدقة و لن نجد لسنة الله تبديلا
أه ياأبي الروحي . كيف سيكون لي إتزان في تواجد فلسفي  متناقضة صفاته متشعبة ضفافه , جبال و وديان فجوج و ضيق و صحاري تجتمع في رؤوس القصائد و على التراب تكتب و تنظم و تلقى
أبي الروحي إعلم أن
من هوت موازنه فهو قد سقط و من ثقلت موازنه فهو أكيد ساقط  حتى و و إن  تقلقت كثيرا كثيرا
دعني
نعم
دعني في عذابي أرتشف فناجين القهوة المزاجية , فنجان ليل و فنجان صباح و عشية و مساءا و دعني
نعم دعني  أكتب رسائل الشوق لحياة أبدية لا تعرف السقوط
دعني دعني في تأملاتي على سمفونيات باخ أرقص بدون توقف
دعني
على سمفونية سيرجي رخمانينوف في سمفونيته الثانية أرقص و أجن بالرقص , لا أريد سماع أي شيء من أحد الآن
الآن
صمت صمت رهيب و سمفونية تكسر كل تساقطاتي
نعم دعني أحلم ,و  أجمع ما حلمت على وسائدي في شريان دمي  الذي يتدفق بالأماني التي لا تجف و التي لا تسقط
سمفونية أنا \و سمفونية أنت يا ابي الروحي و من أين يأتي هذا الألم
سألتني حينها و من بعد صمت.....
نعم
إبتسامة ساخرة \و بعدها ألم متفاقم يسكن في الروح أولا و بعدها في الجسد
لا نفعت قصص الرومانسة و لا الفرح و لا الوجود و لا البوح بالحب
نعم يا ايها القلب , هي سمفونية سقوط من حياة لا أزلية  تنتهي تسقط في حفرة قبر ضيق....
هاته أصابعي على البيانوا تعزف تلعب و تتوجع تتأَلَم , تئن ذاك الأَنِين تَأَوُّه , المتَوَجُّع ,و صُدَاع  يطوف بي و لا حبة اسبرين تعانقه و  عَذَاب و مَخَاض ,ومَغَص , وَ وصَب من الأعماق يغتالني بتدنف....
و أنا إلا إمرأة تتوجع , تسقط كمن سمفونية لأخرى و راقصة بذلك الوجع و بذاك المخاض الذي يتحول لفراشة تحاول الطيران و كل أجنحتها قد كسرها السقوط كسرها الأنين
و ماذا بعد يا ابي الروحي ماذا
و هنا في هذا الكبد كان الفرح يغترف كالشلالات و لم يبقى شيئا على حاله كما قلت يا ابي الروحي
لكن لم يبق الفرح و بقي الوجع و بقيت أجنحة إمرأة مكسورة سقطت و نهضت مرارا  في فلسفات لا تنتهي إلا بالموت  , و بقيت قدماي تتساقط من سمفونية لسمفونية أخرى .




Share To: