لتركب معي يا بنيّ
فلست أبالي بغيرك
اركب لعلّك تنجو من الماء.
أتعلم حين رُزقتك طفلا
لقيتك سنبلةً في صحاري الحياةِ
فلا تدع الموجَ يطويك عني
إذا فار تنّور هذي الديار
ولم يبق متسعٌ للبقاء
ولا تركنَنّ لوهم النجاة بلا أشرعةْ
فغيرك لم ينجُ دون شراع
وأرضك لن يثمر النخلُ فيها
إذا لم تُقلّب بكفّيك أحرفها كلّ عامٍ
كما يفعل الليل بالشعراءْ
لتركبْ
فلا عاصم اليوم من وجع الأرض إلا الرحيلُ
ولا عاصم اليوم من دمعة الفقد إلا البكاءْ
ولا مركبَ اليوم يؤويك إن لم تجد في بحارك
موجا ليجري بمائك صوب المرافئ قبل حلول المساءْ.
لتركب
فكلّ الديار ديارك
ما دمت تقدر أن تتفيأ ظلك كالأنبياءْ.
هو الماء غايتنا
منذ حطّت على الماء
أول عصفورةٍ وبنت عشّها
فوق سارية المركب المتوجّه غربا
مع الغرباءْ.
هو الماء لعنتنا منذ غِيض
وقيل ابلعي الماءَ يا أرضُ
وليُلقِ كلٌّ ببقجته فوق ظهر أبيه
ويمشِ إلى الجسر خوفا على ما تبقّى
من الكبرياءْ.
هو الماء نقمتنا
حين لا يفتح الغيمُ أبوابه
فاحذر الماءَ
إنّ اقتلاعك من أرض جدّك
كان بداية هذا الشقاءْ.


Post A Comment: