رثاء لروح مهند ابن أختي رحمه الله تعالى
_________________________
قد تهتُ في الأحزانِ دونَ رضائي
والتاعت الآلامُ في أحشائي
إذْ ماتَ قلبٌ كانَ طبَ مواجعي
كم كانَ يُشفي من عضالِ الداءِ
ريحانتي يا نفثةَ الشوقِ التي
نثرتْ عبيرَ الحبِ في أرجائي
نارٌ تلظتْ في فؤادي واغتدتْ
حِمماً بفقدكَ يا شعاعَ ضيائي
أرثيكَ يا عطراً بروضِ طيبٍ
يا أفضلَ الحُفاظِ في الأبناءِ
كم كنتَ للقرآنِ خيرَ مرتلٍ
في الدرسِ والكُتابِ في الأحياءِ
يا صاحباً لزخارفِ الخطِ التي
كَستِ الكتابَ بحُلةٍ وبهاءِ
طلاتُ خديكَ السعيدةُ قد زهتْ
ببشاشةٍ ووسامةٍ ونقاءِ
كم قلتَ {خاليْ} إنّ كَراسي غدا
مِنْ قلةِ التسآلِ في إعياءِ
زدني بتفصيلِ المسائلِ علني
أبدو سريعَ الفهمِ كلَ مساءِ
قد كنتَ أكثرَ مَن أُحبُ ومن أرى
في مقلتيهِ بشائرَ العلياءِ
يا مَنْ أتيتَ شبيهَ روحي في الورى
والوجهُ مثل الوجهِ بالأضواءِ
من صوتكَ الرقراقِ أعذبُ نغْمةٍ
أُسمعتُها في ضحكةٍ وبكاءِ
أقدارُ ربي ما تعرقلَ سيرُها
في ساحةِ التقريبِ والأنواءِ
في غربتي قد أفجعَتني صدمةٌ
والقلبُ منها تاهَ في إغماءِ
إني حسدتُ ترابَ قبرٍ فوقَهُ
قلبٌ تكفنَ في سنا الإبراءِ
لمهندِ انكمشت ضلوعي رجفةً
فالفقدُ مثلُ الطعنِ في الأحشاءِ
رحماكَ يا ربَ العبادِ فإنني
بِتُ المُعَنىٰ تحتَ كل سماءِ
دثرهُ يا مولايَ في دارِ العُلا
بلحاءٍ عزٍ ساترٍ وإباءِ
رحماكَ بي وبكلِ قلبٍ مشفقٍ
وبأمهِ وأبيهِ والأبناءِ
عِشْ يا بريئاً في بساتين السما
كالطيرٍ منطلقاً بدونِ عناءِ
بشراكَ يا مَن قد وُقيتْ مذمةً
جالت بدنيا الناسِ كل لقاءِ
صبري لربي عندَ كل بليةٍ
تهوى به هاماتُ كل بلاءِ
__________________


Post A Comment: