حاول الأستاذ أحمد الذى يقود سيارته الفارهة بسرعة أن يتفادى الاصطدام بأحد الأشخاص فنجح فى ذلك ولكنه أصطدم بخروف ونتج عن ذلك كسر رجله فحمد الله كثيرا على ذلك... وأثناء ذلك وجد الفلاح صاحب الخروف يقف أمامه مباشرة بعد أن أخبره بذلك.
 فسأل الأستاذ الفلاح بعد أن تنفس الصعداء ما هى طلباتك؟ فأنا مستعد لأى تعويض مقابل كسر رجل الخروف, فأنا آسف لذلك كثيرا ولكن الله ستر ولم اصطدم بالشخص الذى ظهر أمامى فجأة كان يتحدث بسعادة وفرح وأعتقد أن الفلاح يشاطره الرأى على نجاة الرجل الذي كادت أن تصدمه السيارة ثم كرر حمده لله أثناء الحديث كثيرا...... ولكن الأستاذ أحمد ساوره الشك من تجهم صاحب الخروف , الذى كان يستمع ل إليه بوجه مقطب  تعلوه صرامة وقوة شكيمة وعزيمة وكأنه لم يبتسم من قبل 
فقال الفلاح للأستاذ أحمد دون أن ينظر إليه وبللامبلاة شديدة :أنا ليس لى طلبات قط والحمد الله أنك لم تصدم الرجل الذى ظهر أمامك فجأة كما ذكرت . فتهلل وجه الأستاذ فرحا  وحمد الله على نبل الرجل وأخذ يشكر الفلاح على  خلقه وتفهمه للموقف وتعامله معه برقى إنسانى وهم من فرحته أن يحتضن الفلاح ويقبله...

 ولكن الفلاح  مد زراعه لتكون : بينه وبين الرجل مسافة وحاجز نفسى وأخلاقى ومجتمعى قبل الحاجز المكانى ثم أردف له بلهجة آمرة وكأنه ينطق حكم قضائى ونهائى لا نقض فيه أنت كسرت رجل الخروف فأصبح الخروف لك وعليك أن تعوضنى عنه  فمن أتلف شئ عليه إصلاحه. ففرح الأستاذ أحمد بذلك الحكم وأخرج من جيبه نقود كثيرة وطلب من الفلاح تحديد مبلغ الخروف فأبعد الفلاح يد الأستاذ الممتده نحوه بالنقود قائلا بارك الله لك فى مالك فتعجب لذلك وبدأ صبر الأستاذ ينفذ  غضبا من الفلاح ذو الوجه العابس شديد التقطيب  وغريب الطباع فى نفس الوقت  فقال له:ماذا تريد إذا؟ أنت طلبت تعويض  فقدمت لك المال فرفضته ماذا تريد و بعصببة أشد قل ماذا تريد إذا ؟فقال له الفلاح أريد منك أن تضع نقودك فى جيبك وتأتى معى للسوق وأن تشترى لى خروف مثله تماما.... ولكن ماذا تفعل فى خروفك هذا المكسور وهو يشير إليه الملقى على الأرض بقصد أن الخروف أصبح ملك الأستاذ  بعد أن كسرت رجله  .... ..فصمت أندهاشا وتعجبا  لطلب الفلاح  أو المفاجئة التي وقع فيها ولم يكن يتوقعها .... كلما ظن أن الأمر آخذ في الحل تتعقد أكثر من ذي قبل  لأسوأ فهو أصبح  مطالب بأن يشترى خروف مثل الذى كسرت رجله تماماً حتى اللون وأن ينظر  فى أمر الخروف المكسور....... وبعد فترة صمت من الأستاذ محاولا بذلك كظم غيظه وتوتره وقلقه النفسي... فسأل الفلاح وما هى أفضل طريقة للخروج من ذلك فنصحه الفلاح بأن يأخذه لبيته ويقوم بذحه ويوزعه على الأقارب وأن يجعل منه للفقراء والمساكين  نصيب وتبرع الفلاح بالذهاب معه لمساعدته  ...... قبل أن الفلاح  يحمل الخروف لشنطة السيارة.. وذهبا به لبيت الأستاذ قبل أن ينطلقا لسوق الخرفان ولكن الوصول للسوق كان متأخرا ....

 تحدثا طويلا أثناء الطريق وكأنها يعرفان بعض منذ الصبا حتى تعرى كل منهما أمام دون خجل بعد أن أستغل الطرفان عدم معرفتهما لبعض فباحا بأسرار مختزنة بداخلهما يبدو أنها ك تسببت لهما في ألما عميقاً في الماضى.... أثناء سرد كل منهما لذلك لم يكن يهمه أن يستمع الطرف الآخر أم لا المهم أن يبوح أن يتطهر أن يطلق كل هذه الأفكار السامة المؤرقة لنفسه للخارج....
بعد عملية البوح والتخلص من كمية الذكريات الأليمة أصبحا أكثر هدوءا.  فتواعدا أن يذهبا فى الصباح الباكر  لسوق خرفان آخر فى بلد آخر ولكن الخرفان التى بالسوق لم يجد الفلاح فيها خروف يشبه خروفه..... فأتفقا أن يذهبا لسوق آخر فى محافظة أخرى بعد أن توطدت العلاقة بينهنا دون يبدى أحدهما أى غضب أو تبرم من الآخر....من ينظر إليهما بجدهما أقرب للصداقة والود والتفاهم من الخلاف أصبح طرف منهما يحرص على أن لا تنتهى العلاقة التى بينهما... أعتقد كل منهما يتمنى غير متصالح مع نفسه في حياته السابقة....... كل منهما يحتاج لإجازة لطبيب نفسي يستمع إليه....  فوجد كل منهم فى الآخر  عالم مختلف من القيم والثقافة والتقاليد والنظرة للحياة ....فعاش كل منهما تجربة جديدة بمشاعر منطلقة كان الفلاح يعتقد أنه لا توجد  مثل هذه الحياة  التى يعيشها الأستاذ . فكان ينصت لحدبثه مع الآخرين وكيف يكسب الناس ويحول مشاعر الآخرين ويوظفها لصالحه بلطف وأدب شديد..... 
أما الأستاذ أحمد الذى كان يحب الاستماع للفلاح و يتحدث ويدلى  برأيه فى كل شئ حتى بدا وكأنه يصوغ الحياة من وجهة نظر مختلفة تماما مغايرة متمايزة مدهشة فطرية منطلقة عفوية تحمل كمية صدق وبراءة... لم يغضب لخشونة الفلاح وبعض جلافته لنفسه الذى كان يصف الأستاذ من خلال حديثه العفوى فكان يصف الأستاذ من قاموسه الخشن الذى  يخلو كثيرا من الذوق والمجاملة بأراء صادمة أحيانا........ فكان لا يغضب منه الأستاذ الذى يبحث عن نفسه التى طمست تحت طبقات كثيفة  من الزيف المتراكم  ... فالرجل  لا يتملقه كما تفعل الغالبية معه كان الأستاذ فى حاجة   لأن يعرف رأى الناس فيه بصراحة فهو لن يجد أفضل من هذا الرجل ليخبرة حقيقة عن نفسه ....  فهذا الرجل  يشبه الحقيقة العارية بعيدا كل البعد عن الزيف الذى يمارسه الأستاذ فى حياته منذ فترة طويلة  وخاصة عالم المال والأعمال وكلما صعد فى الطبقات العليا للمجتمع التى تلعب فيها المشاعر المزيفة الدور الأكبر ....ما زال الفلاح يرفض شراء خروف حتى يجد خروف يشبه خروفه تماما  وما زال الأستاذ أحمد بوافقه أن يذهبا لسوق آخر فى بلد آخر قبل أن الأستاذ يشترى قطعة أرض بجوار حقل الفلاح ليصبحا شركاء  فى مزرعة للخرفان والماشية...






Share To: