أخبرني إلى متى ستظلّ تكرر هذِهِ العبارة  الحَمْقَاء؟؟
إلى متى تنوي حقا البقاء أَسيراً لهذه الفكرة ..
أأخبرك لن يعترف الجميع بأنك شخص جيد حتى تعترف بنفسك أنت ،وتتأصل جذور الفكرة في داخلك، وتصبح ذاتك جبلاً لا تؤثر به رياحهم التافهة تلك ...

"أمي ،اعمامي اخوالي ينظرون إليّ بنظرة الرجل العاجز لأنني لا أجلب المال في نهاية كل شهر كما يفعل أخي…"

اسأل كل شخص منهم ماذا كان عندما كان في مثل عمرك؟! هل أصبح خالك فجأة مُدِيرًا لشركة عالميَّة بمجرد أن بلغ العشرين أو البضع والعشرين من عمره، أوعمك مثلاً هل أصبح موظفا مرموق المكانة بمجرد أن أَطَلَّ برأسه من نافذة العشرين من عمره …
اسألهم وأتَحَدَّى أيا منهم على الإجابة …!
أخبرهم أنك لست عاجزا ... أنك ستستمر ولن تستسلم ...أخبرهم بأن قصص كفاحهم المليئة بمؤثرات هوليود الدرامية لا تروق لك ، وأن كان جزء منها يتحدث عن الحقيقة الضئيلة نسبياً .

"أصدقائي في الغربة يرسلون إلي نظرتهم بإشفاق كأنني أضعت مستقبلي في الجامعة…"

أصدقائك الذين في الغُرْبَةِ هل ولدوا هكذا ،ومن ثم اغتربوا،وأصبحوا ذوي رؤوس أموال ، أم أن آبائهم وأمهاتهم بذلوا الغالي والنفيس ؛ كي يستطيعون أن يستنشقوا غبار المنفى ،احقا يفتخرون بغربتهم المليئة بالذل..؟! هل يشطحون بأنوفهم من أجل أنهم يبيعون كل يوم شيئا من أعمارهم مقابل العملة الصعبة ....!

"أبي يلاحقني بنظرات عتاب راقية للأنني لا أحمل أي مهنة في يدي.."

أخبر أباك بأنه لم يولد ولم يبلغ العشرين لوحدة ، وفجأة أصبح لديه زوجة وأولاد ومهنة، كأنه قديس من زمن اتيلو كاليفينو، أخبرهم جميعا أن يتوقفوا عن لعب دور الجلاد في حضرتك ، وأن يتوقفوا عن سرد تلك العبارات المليئة بالسذاجة ، أنك قد بلغت العشرينيات من عمرك ومازلت في مكانك .

"الكتابة والقصص، الشعِر،الصداقة والحب ،... أهلي لا يعتبرون هذا مدعى للفخر."

أخبرهم بأن الأحلام والشعر والقصص و الحب والصداقة وكل شيء ...ليس سَيْء ،أخبرهم أن لا أَفْقَرَ من رجل لا يمتلك سوى المال .... أن لا يكتفوا بالنظر اليك الآن فقط، ولينظروا إلى المستقبل،وحينها سنرى من المُصِيب ومن المُخْطىء...ولا تنس تخبرهم  بأن هنالك من يؤمن بك ويعِدّك الركن السابع من الإيمان.

"أبي، اخوالي ، اعمامي  لا يقرأون ما أكتب..
وجميع أهل القرية لا يقرأون ما أكتب ."

أخبرهم أن هنالك من يقرأ كتاباتك أولا بأول ، هناك من يراك بطلاً وناجحاً وجيداً ، في كل حالاتك،أخبرهم بأن هنالك من يتحمس بل ويشتعل حماسا عندما يتخيل حياته معك في المستقبل القريب ،وتغمره السعادة …

" حتى وأن كتبت النصوص جيدًا فماذا يفيد وأنا  مازلت  شخصاً غير جيد في نظر الجميع حتى أحصل على مصدر دخل جيد من غير جيب أبي…"

أخبر كل من أدار ظهره أن يبقى هكذا، وألا يكلف نفسه عناء الالتفات في المستقبل،
وأن يكتفي بالاستماع إلى أخبارك التي ستصل إلى كل مكان ، وأن يستمتع بالتلذذ بالندم ...أخبرهم أنك ستصبح شخصاً يرغب الجميع بمصافحته ، ولكنه لن يرغب بمصافحة أحدا منهم ، أخبرهم بكل شيء ،وسأوصل لهم رسالتي ، وقل لهم في النهاية هناك شخصا أوصاني أن أقول لكم : لتذهبوا إلى الجحيم جميعا ..ولتحترقوا …







Share To: