تهويمات في الساعة الهامدة من الليل ..

                       -١- 
بعد لحظاتٍ أو غدٍ أو في غدِ الغد 
تخفُ حدة القصفِ وينامُ الموتُ إلى حين
أخفضُ بصري وأحملقُ في خرابِ محارتي
في سهدةِ الليل وصحوةِ النهار 
ويعودُ صدريَّ إلى انكسارهِ المعهود
أسندُ قامتي على حروفي المقدسة 
في ذاكرة الجسدِ
التي ترى ما يُرى وما لا يُرى 
أستصرخُ الحروف البخيلة 
في اختلاجِ الذاهبِ الى الموتِ
والمسير بلا وصول ...
يا آدم السوري 
اجتزت مئة حريق ومليون موت 
لا النهارُ يعرفكَ ولا الليل 
القذيفةُ اخترقت الجدارَ وأصابتك
لكن الأرض لا زالت تدور 
الطريقُ رسن تائه 
والأبوابُ تَسمعُ ولا تَفتح
والخيمةُ لا زالت تتطاولُ 
من رأس العينِ إلى وادي اليرموكِ

                    -٢- 
يا بلاداً نواعيرُكِ يَخنقها الصمت
لكن الشقاء والجراح تدور 
يشهقُ السكوتُ ويبكي الوجومُ 
بلاد خطفَ البغيُّ آمالها والهمومُ
يا وطناً مشبوحاً كذبيحةً في ساحة ِ الرجمِ
نهاراتنا تنزفُ حنيناً إلى الموتِ
يا داليةً ممحولة العناقيد 
غُربتكِ هي الوحيدةُ غربتي 
يا أنشودة الجرح في ملكوتِ الجوعِ
لا شيءَ لك إلا دَمُكِ 
يا فماً أبكماً يطلقُ عواءً مُبهماً
أُطفئَ فيه ضياء الحياة 
يا عيوناً جُحوظهما المندلق كأحشاءٍ 
متورمةٍ من مجامرِ السنينِ
يا حنجرةً مطحونةً بالزجاج
لم يَعد وجهاً هناك 
لم يَعد وطنٌ هناك ...
أناملي شموع جنازةٍ تسخرُ من الموتِ
ووجهي رميتهُ للغبار والجنون 
لا شراعَ لي لا جزيرةً
يا بلاد الشمس المضيئة 
متى تنهضُ ريحٌ جديدة 
تولدُ في الأفقِ
تكبرُ في الأفقِ 
                    محبتي
(القدس الموحدة هي عاصمة فلسطين الأبدية ) 
..............................................
 






Share To: