مشهد من فيلم ( القاهرة 30 ) قصة الاديب العالمى / نجيب محفوظ
بقلم / عبده مرقص عبد الملاك
( انا أفهمك ) تلك العبارة التى قالها نيتشة للحصان عندما شهد صاحبه يضربه بقسوة ,و اصيب بعدها بالجنون وفقد احس بمعاناة البؤساء متجسمة فى الحصان و احس بظلم المجتمع و قسوته متمثلا فى صاحب الحصان
(يسقط الخواجا (كنت ). فى صحة الخواجا (كنت ). يسقط الخواجا (كنت ) قالتها احسان شحاتة فى القاهرة 30 . قبل ان تكون فى زمن (كنت) لاحساسها بما سيكون .. تلك كانت حالتها قبل السقوط فهذه اللحظة لحظة التحول من ( كانت ) الى ( صارت ) , فهذا السقوط -رغم - ما يتضح للمشاهد او القارئ - من مشاهد تدل على السعادة و الرضا ,و لكنك لو تأملت بدقة لوجدت ان الخنجر - خنجر مجتمع ظالم متحجر _ قد اصابها فى مقتل , لقد ماتت و هى على قيد الحياة فقد دخلت احسان شحاتة الفتاة البائسة ذات الهندام البالى ,و خرجت احسان شحاتة -هانم - و أى هانم , ,لقد تحملت ما لا يحتمل و دفعت ضريبة باهظة عن اخطاء فى تركيبة المجتمع . فالظروف و القهر الاسرى و المادى جعلها تنجرف من فتاة طموح,مقبلة على الحياة بقلب مفعم بالحب و الأمل فى المستقبل الى ( محظية ) لمن بيده العصا السحرية - التى حققت احلام (شحاتة ) الانتهازى الذى باع الغالى رخيصا من اجل سد الافواه الجائعة من الاسرة , باشباع افواه لا تشبع ,و كانت هى كبش الفداء الذى -قبل التضحية _ و هو مدرك اى سكين ستنحره ,سكين الخسة و النذالة - التى تغتال الشرف و الانسانية و تغتال احلام الابرياء .
هذه العبارات التى صرحت بها ( فى صحة الخواجا كنت ) سهام تخترق سويداء القلب و تدميه و تجعل حبات اللؤلؤ عقدها ينفرط, و خنجر يطعن ضمير الانسانية و المجتمع
ناهيك عن محجوب عبد الدايم ( الشخصية الانهزامية التى جنا عليها المجتمع و جنت على نفسها ) وعباراته الممزوجة بالانكسار و البرمجاتية و بداية رحلته فى الصعود الى هاوية سحيقة ,نتيجة لطموح مشروع و منطقى و لكن المجتمع لا يتقبله ,فيبدأ رحلته فى السقوط معبرا عن ذلك بقوله ( نزلنا درجة ,ثم يكمل نزلنا اسفل السافلين ) و ذلك عندما عرض عليه بلدياته الوظيفة التى تشترط عليه الزواج ,
و قد كان مشهد القران بمثابة تجسيم للمرحلة المقبلة فى حياته ,اذ ان مخرج الفيلم جعل رأسه بين قرنين معلقين على الحائط ليصورا بدون شرح او تفسير ماذا اصبح ( محجوب عبد الدايم )ها هو نال الوظيفة - حلم حياته و أمل العائلة - و تزوج ممن ؟ من احسان شحاتة التى يعرف جيدا انها محبوبة زميله الطالب المناضل -على طه -
لقد فاز بهما و لكن بعد ان تمرغا فى الوحل و سقط معهما محجوب فى المستنقع
عبارة ( نيتشة ) و احسان شحاتة و محجوب عبد الدايم -
ما هى الا عبارات تجسم مأساة سقوط الانسانية فى الوحل
Post A Comment: