الفصل السابع

الغاية من إنشاء المجتمع الإسلامي

إن هدف الدين والإسلام ليس الحكم في الأرض ولكن إقامة كلمة الله في الأرض وهداية الناس إلى الطريق المستقيم وإقامة الحق والعدل .

والدليل على ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام ظل طوال ثلاثة عشر عاما في مكة المكرمة يدعو الكافرين إلى كلمة التوحيد وآتاه الله الحكم والنبوة ليقيم دين الله في الأرض وينشر  الإسلام ليهدي الله الناس من الظلمات إلى النور وليحق الله الحق بكلماته ويتم  نعمته على القوم الصالحين. وليست القضية الأساسية هي الحكم ولكن الأساس هو عبادة الله سبحانه وتعالى .

الناس كما أفردت من أول هذا الكتاب هي في تسعى في هذه الدنيا للوصول إلى الحقيقة المطلقة إلى التعرف إلى الصانع الأكبر  للوجود الإنساني .

مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴿ 51 ﴾ وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا ﴿ 52 ﴾ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ﴿ 53 ﴾ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴿ 54 ﴾ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ﴿ 55 ﴾ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ﴿ 56 ﴾

(الكهف 51 – 56)

قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿ 161 ﴾ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿ 162 ﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿ 163 ﴾ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿ 164 ﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿ 165 ﴾ 

( الأنعام 161 – 165 )

 وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿ 123 ﴾

(الأنعام 123)

وكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿ 55 ﴾ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ ۙ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿ 56 ﴾ قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ۚ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ يَقُصُّ الْحَقَّ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ﴿ 57 ﴾

(الأنعام 55- 57)

 

وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿ 32 ﴾

(الأنعام 32)

هذه الحياة وما عليها إنما هي ملك لله عز وجل  الذي استخلفنا  في الأرض لنعبده ونقيم دين الله وشرعه وشريعته وشعائره  فلا ينبغي أن تشغلنا كل هذه الحياة وملذاتها عن شرع الله وعن الهدف الأساسي من الخلق وهو عبادته .

زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴿ 14 ﴾ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿ 15 ﴾ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿ 16 ﴾ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴿ 17 ﴾ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿ 18 ﴾ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿ 19 ﴾ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿ 20 ﴾

(آل عمران 14 – 20)

وأريد  الآن أن أذكر مرة أخرة رؤية (جون لوك) في بناء الحياة السياسية والدولة المدنية من وجهة نظره والتى اتخذها كثير من الناس سبيلا دون سبيل الله في بناء حياتهم وكأنهم وجدوا الطريق المستقيم الذي يجب أن يسيروا عليه :-

الهدف الأساسي لاندماج الإنسان في الحكومات والخضوع لها هو الإبقاء على ممتلكاته .

فالأفراد يحتاجون لتنفيذ هذا :-

 أولا إلى سن قوانين يوافق عليها المجتمع ويقبله معيارا يفرق بين الخطأ والصواب ويفصل فيما بينهم من خلاف .

ثانيا وجود قاض للفصل بين الأفراد داحل المجتمع بما لا يخضع لقوة أي طرف من الأطراف على الآخر .

ثالثا وجود القوة التي تسند الحق وتؤيده .

 

هذا ما قدمه (جون لوك) لقيام ما يسمى الدولة المدنية الحديثة التي لا تستند على الأساس الديني في بناء الدولة  إلا أنه وضع الهدف الأساسي لإنشاء المجتمع وهو الحفاظ على ممتلكات الناس وحياتهم ومصالحهم. إذا ما الذي يجمع بين هؤلاء الأفراد وما هو العامل المشترك بينهم داخل هذا المجتمع والذي يدفعهم للتجمع ولبناء هذه الدولة ووضع هذه الحكومة التي تقوم على الحفاظ على حقوق هؤلاء الأفراد؟ تعالوا بنا ننظر إلى التصور الاسلامي للبلد والأرض والوطن

التصور الإسلامي للبلد والأرض والوطن

في البطاقة الشخصية توجد العديد من البيانات التي تعرف شخصية حامل هذه البطاقة من الاسم واسم الأب والنوع وتاريخ الميلاد والديانة والجنسية. استطيع أن  أفهم كل هذه البيانات فالاسم يعرفنا باسم هذا الشخص واسم والده ونوع هذا الإنسان وتاريخ ميلاده  وأهم بيان في رأيي هو ديانة هذا الشخص هذه الخانة لا تحدد فقط مجرد الدين الذي يدين به هذا الشخص إنما أيضا  تحدد الهوية الفكرية في رأيي التي يؤمن بها هذا الشخص هذا الإيمان الذي يحدد مدى أهمية حياته وهدفه في هذه الحياة. أما ما لا أفهمه فهو ما يطلق عليه الجنسية. فما معنى اختلاف الجنسيات وما الفرق بين المصري والعراقي والسعودي وغيرهم؟  في رأيي أن هذه الخانة لم تضف إلا المزيد من التشتت والتمزق والبعد بين المسلمين، وسوف أتطرق فيما بعد إلى القومية وموضوع العربية ولكن الآن دعونا نناقش  بموضوعية موضوع القطر الذي أعيش به وأنا أكاد اجزم أن هذا ليس إلا نوعًا من العنصرية.    فمن هذا الذي وضع تلك الحدود على الخرائط؟ وما السبب الذي يمنعني من أن أسافر مثلا من مصر إلى ليبيا إلا أن أكون حاملا لجواز سفر يوضح أنني مصري؟ وما الفرق بين  بين الأراضي المصرية والليبية؟ لا أستطيع أن أفهم هذا، كيف أن النسيم الموجود في مصر يوجد حاجز بينه وبين  ذلك الموجود في ليبيا وهذا ليس إلا مثلًا وينطبق بالطبع على باقي البلدان العربية التي أصبحت تتصارع فيما بينها على ما يسمى بهذه الحدود. بل إن  ما يزيد الأمر سوءًا أن هناك من  يتصارعون فيما بينهم لاختلاف جنسياتهم فكيف وصلنا إلى هذا التفكير؟ وأنتقل بكم إلى ما هو أهم، وهو إلى أين تنتهي الحدود المصرية الاستراتجية وأين يجب أن تتحرك مصر لتدافع عن البعد الاستراتيجي لها؟! ولكن بلد آخر مثل لبنان تقتل من جيش آخر ومصر لا تحرك ساكنًا بدعوى أن هذا بعيد عن الحدود المصرية، وأصبحت هذه الحدود ليست إلا أشياء تقطع أوصال لا أقول العرب، ولكن المسلمين، فما معنى أن يُقتل إنسان مسلم في مكان يبعد كيلومترات عني ولا  أفعل له شيئًا؟! لماذا يصنع الإنسان هذه العوائق ويقوم برسم خرائط وحدود على الورق لا تزيد إلا الفرقة؟ حقيقة لا أستطيع أن أفهم هذا إلا أنه غباء من البشر، بل هو قمة الغباء. والقومية العربية ما هي إلا غباء آخر، وهي فكرة عنصرية نشأت في عهد عبد الناصر وغنى لها المثقفون والمطربون في هذا الوقت،

وملخصها أن مجموعة من البشر تربطهم لغة واحده يقومون بإنشاء قومية واحدة، إنني أرى أن هذا هو الغباء بعينه والعنصرية بعينها، وهو أبعد ما يكون عن الدين الإسلامي، وأصل هذه الرسالة التي أنزلت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، هذه الرسالة العالمية التي إلى الآن في رأيي لم يستطع أن يفهمها أحد: وهو أن الإسلام دين للعالم كله وليس للعرب فقط، لا فرق بين المسلم المصري والمسلم الهندي أو الباكستاني. وما قيمة هذه القومية التي لم تضف شيئًا بل إنها زادت من الفرقة بيننا وبين شعوبنا وبلادنا التي فرقتها الحدود التي لا أعترف بوجودها

فجمال عبد الناصر وأي رئيس لم يرد إلا قومية عربية إسلامية وبهذا فمن حق الباكستاني أن يقوم بقومية إسلامية شرق آسيوية وعندها يتحارب المسلمون فيما بينهم على قوميتهم أو عرقياتهم
ماذا تريد أمريكا من العولمة؟ لو كنت تتدبرون الأمر لعرفتم  أن هذا كله ليس إلا من  أجل طمس الهوية الفكرية للمجتمع الإسلامي وللمسلمين وتدمير عقائدهم وما يؤمنون به، عندها فقط سوف ينتهي الإسلام  والمسلمون ويتم تدمير المجتمع الإسلامي كله من خلال الاحتلال الفكري للمجتمع الإسلامي

كل ما أريد قوله هو أن الغرب قد  استطاع بكل براعة أن يفكك الدولة الإسلامية  بأن صنع داخل عقول العرب مجموعة من الخرافات والتفاهات التي ما زادت المسلمين إلا فرقة وتشتتًا واستطاعوا ان يدمروا هذا المارد الإسلامي الذي صنع أعظم حضارة في التاريخ، هذه الحضارة التي أسسها الرسول عليه الصلاة والسلام في قلوب الصحابة ونشروا هذه الدعوة إلى بلاد العالم  أجمع واجتازوا بها الحدود. حينها كان المسلم في العراق لا يحتمل أن يشاك مسلم في المغرب أو الأندلس  وهذا هو الإسلام الذي يدعو إلى التكاتف و السلام. وهناك سؤال منطقي: ماذا لو أصبح العالم مجموعة من المواطنين؛ كل قُطر فيه لا يتعدى الكيلو مترات؟! وهذا في رأيي هو الهدف الذي يسعى له الغرب، وهذا ما يتم نسج خيوطه وتنفيذه على أرض الواقع، وهو الشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو بالأحرى الصغير، وهو تقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة؛ لأن الاتحاد قوة، وأمريكا لا تريد من دول المنطقة أن تظل متحدة ولكن تريدها منحلة، وهذا ما يحدث على أرض الواقع، فبعد أن تقسمت المنطقة إلى دويلات صغيرة متناحرة فيما بينها على حدود زائلة ليس لها معنى، قامت حرب العراق والكويت الأولى المسماة بحرب الخليج الأولى، وكانت بعد حرب العراق وإيران على جزيرة صغيرة تقع في منطقة الخليج العربي لا مكان لها يذكر على الخريطة، ذهبت العراق في حرب مع الكويت، ومن خلال تلك الحرب استطاعت أمريكا أن تضع أول قدم لها في المنطقة، وبدأت في تنفيذ المخطط الكبير، وتقسيم مصر إلى ثلاث مناطق بعد أن أصبحت قائمة على المواطنة، ومشكلة دارفور ليست ببعيدة، والتي أصبحت منطقة يُحظر الطيران داخل نطاقها الجوي، وكذلك مشكلة الصحراء الغربية بين موريتانيا والمغرب، ومشكلة الأقصى المغتصب، ومشكلة كشمير المنطقة المتنازع عليها بين الهند وباكستان، ومناطق روسيا المنحلة الجديدة التي لعبت فيها أمريكا دورا كبيرا لكي تنهى على الاتحاد السوفيتي المنهار، ومشاكل كثيرة في العالم أساسها هو ما يسمى على الخرائط ب(الحدود) التي إلى الآن لا أفهم معناها، وتصوروا عندما يصبح العالم مجموعة من الدويلات، عندها تقوم الحرب بين بلدان العالم، ونصبح في غابة من الدمار والتخريب والقتل والتشريد والدماء التي لن تنتهي؛ لأن كل دولة ستصبح طامعة فيما تتمتع به الدولة الأخرى من مميزات وخيرات، وعندها يصبح العالم كله منطقة موبؤة بالدمار والتخريب. هذه هي نهاية الفكر الحديث والدولة الحديثة وما يسمونها بالحضارة، فماذا جنينا من وراء تقسيم العالم إلى دويلات ومناطق متنازع عليها؟! ما هو الهدف ؟! ومن المستفيد الأكبر من هذه الحروب؟! والى من يعود ريع الحروب الموجودة في إفريقيا وآسيا؟! ومن ورائها؟! ومن المخطط لها؟!

“يتبع”





Share To: