في معظم أنحاء العالم، عندما يموت شخص يحرص أهله على دفنه أو حرقه وذر رماده، وگـثـيراً من هذه التقاليد التي تـُؤكد انتهاء الحياة والاحتفاظ بذكرى الراحـل مـع عائلته وأحبته؛ ولكن وضعية اليمنيين تختلف تماماً عن هذا المشهد وعن هذه البروتوكولات السائدة؛ لنعطي انطباعاً مختلفاً جداً عن شكل الحياة قبل الموت؛ فما نحتاجُ إليـه هو المحافظة على أجسدنا من التلف لأطول فترة ممكنة، وعدم دفنها أو وضعها في قائمة الحياة الأبـدية!!
بحيثُ لا نحظى بطقوس" الموتى" كدعاء بالرحمة أو قراءة القرآن على أروحنا وغيرها من التقاليد؛ لأن ذلك يعود إلى معتقدات أطراف النزاع التي أجـبرت الشعب على خوض تجربـة تـُشبه خضم السباق العالمي في تطوير لقاح ضد فيروس كورونا على فئران تجارب
وكذلك ينطبق علينا نحن اليمنيين البؤساء " تجربة صراع سياسي قائم على أجسدنا نتيجه تهيؤات أو خيالات مرتبطة بأنماط غيرت مجرى العملية السياسية وبأن هناك شرخ عميق أزاح المسار الثقافي أو الديني أو العادات والتقاليد، وقد تكون هذه الأنماط مقنعة نوعاً ما وكافية لخوض هذه التجربة،
لكن قلمي له رأي آخـر حينما أخبرني وهو متمعنٌ كي أقول لكم أن گـل ما يدور ويحدث في اليمن هو من أجل أن يتسابق السياسيون والأحزاب والجماعات إلى كرسي السلطة.
بل إن الحجة الدامغة أن هؤلاء الساسة والعصابة باتوا يستفيدون منا بطرق مختلفة، فبدلاً من استخراج شهادت وفاة وانتهاء لأجسدنا ألبسوها سوء التغذية والفقر والبطالة ـوسمموا أفكارنا وسمحوا بالتقاط بعض الصور لهذه الأشكال المؤلمة التي طوروها؛ لتكون قابلة للتسول ومد يدها للمساعدات الإنسانية والتخلي والهروب عن المسؤولية تجاه شعبهم، والاستفادة من ملايين الدولارات $ التي يتم السطو عليها على حساب أجسادنا الهزيلة المتناثرة في أركان المنزل المهترئة، وبين ممرات المستشفيات التي تكتظ بالمرضى والمبعثرين في أزقة المستوصفات.
لقـد باتت أجساد اليمنيين البؤساء كـهياگل مصممة على هيئة بشر يُتاجر بها في سوق المزاد العالمي المفتوح وكأنها بقايا هياكل عظمية لقوم عاد وثمود؛ فهذا النوع من الشعوب نادر جداً لـمـا يدرّه من دخل جيد على دول الإقليم وعلى حگومة الخارج وحگومة الداخل
فبرايكم إلى أي فريقين ننتمي؟!
فوالله نحن اليمنيين " نعيش " لگننا لسنا أمواتا ولا أحياء؛ فقط مدفونون تحت ركام الأحلام السلبية واللامبالاة دون تلـف، لأطول فتـرة مُمكنـة...
Post A Comment: