إنزلاقة قدم | الكاتب المصري إبراهيم الديب

أطفال يلعبون الكرة، توقفوا أثناء مروره ،غرباء يسألونه عن عنوان أقارب لهم ،ضجيج موكب عرس يمر وصوت أغاني يصرخ نشازا من مكبرات الصوت التي تشق الفضاء وتلوثه  سمعياً  ،أم تنادى علي أولادها وتلح عليهم في طلبها  أن يذاكروا وتهددهم بإخبار والدهم إذا رفضوا....... عدد من التلاميذ بعد خروجهم من درس الإنجليزي :يتفقون علي مشاهدة مباراة ليفربول ويحددون المقهي ومن يدفع ثمن المشروبات...... يراقب كل ذلك أثناء تجوله على غير هدى فهو يحب: الخروج من نفسه ليتسلل ويعيش في حياة الآخرين ليس تطفلا بل مشاركة وسرقة لحظات سعيدة يجد متعه في ذلك .... بعد أن أعطي حياته الرتيبة أجازة  لبعض الوقت....   يهوى الغوص والسباحة العميقة في نفوس وحياة الآخرين  يسبر أغوارهم بتسلله لداخلهم وتوحده والعكس صحيح ليعمق شعورة بروافد بكر من التجربة لتثري تجربته باستبطان ألاف من نفوس غيره......... ، وهو يمارس هذا النشاط الذهني الثري وهو في خضم التجربة  المعاشة: انزلقت قدمه أختل توزنه سقط علي رأسه غاب عن الوعي لفترة من الوقت  ،عاد لوعيه ،وجد كل من رآهم متحلقين حوله ليطمئنوا عليه فرح لذلك فقد احتشدت اللحظه بالصورة كامله والنفوس مجتمعه فعاشت نفسه لحظات صاخبه ونسي ألمه كان يتمنى أن يطول الوقت و يظل يسرق من لحظاتهم السعيدة المنطلقة العفوية البريئة ..... ولكن مع سقوطه عاش الجميع معه  وعاش هو أيضا معهم تلك اللحظات.....