سيدي

ها أنا ،أبوح لك بكل ما في من موسيقى زاخرة و بكل ما في من ظنون
سيدي
أكره لحظات الخواء التي لا أجدك فيها
أكره نفسي أحيانا ،حينما تعاتبني ،معلنة الإبتعاد عنك
أكره أن أكون في دنيا ،من غيرك أنت
أكره كل ما يقولنه عنك ،حينما أحزن ،و أعلن إنفصام شخصيتي عن  الحب
أكره قلبي و روحي التي نطقت يومها بالحقد و بالضغينة و قالت كلا
نعم يا سيدي :
أكره كل كلمات البغض ،التي توحي نفسي بها عنك
نفسي لوامة  جدا جدا جدا 
أعرفها تماما ، صدقني يا صاحي ،  نفسي جاحدة ،كافرة  ، أحيانا بك ،حينما أدير ظهري و أنصت للآخريات و لشياطيني 
تسود وساوسي ، عمق القلب ،فتختل كل واحات الحب الجميلة ، تختل ،تسقط من سابع سماء لهوة سحيقة بين واد و جبل الوساوس
سيدي 
لوحات العشق ،في لحظات ، خافية من المشاعر ، أجعلها مجرد خيال ،أتوه فيها وحدي ، أحاول جمع شتات إمرأة ،متدمرة من كبرياء هزيل شيطاني ، كان بين الحلم خلا حادقا ، و عصير ليمون فظيع ،إمرأة خلقت من توابل الفلفل الحار و من الملح المكدس على جوانب الشواطئ الغريبة.
إمرأة غريبة ،بتطلعات شيطانية مريبة
سيدي
في زوايا الحلم المختلط بظلام اللا حب كنت
أراك ،أراك هناك تنتظر و في يدك الورد ،تناديني بالحب ،و النور يحيط بك و كأنك رسول حب ،تنادي 
تنادي 
تعالي يا صغيرتي يا حلوتي يا أميرتي 
و قد كنت قاسية بالبعد و بالخواء و بالبرودة 

أعترف بذلك

نعم أعترف يا سيدي بجحود إمرأة ، كانت ذات يوم من ورد ،و تحولت لصخر نابض بالببرودة و بالثلج و بالعواصف و بالرياح العاتية ،ميولات لشاعرة مجنونة ،آتية من زمن الحرب و من زمن  الإلحاد 
و اليوم 
اليوم يا سيدي
،و أنا ذائبة كالأوكسجين في مياه الحب ،أعترف بكل ذنوبي ،و أعود إليك ، حاملة عرش الحب ،أعود لأمجدك يا سيدي....نعم
لقد كان وصلي بك إلا حلما ذات زمن ،و عاد ليكون كن في زمن الحب حقيقة
عاد زمن الوجود
حينما هوت موازيني ،و ما تقلت إلا بالعربدة و بالنار الجحيم ،و بنار الحجارة و الخشب ، 
أعود  الآن حاملة أخطائي ،لتزنها و لتحولها في ميزان الحب إلى شذرات من الحسنات الجميلة  ،فصكوك الغفران ، جميلة وزانة بين روحك ،تجعل من سيئات حسنات حب خالدة في جنات الحب
سيدي
أنت أجمل هداية بعد هذا العصيان الأبدي عن الحب
أنت أرق نسمة إستنشقها هذا القلب يوم ما حييت
سيدي
أنت سمائي الزرقاء التي تلتصق ببحر قصيدة  و التي تشع في عمقها أنت  كجوهرة زرقاء ،ولدت من رحم سماء الحب المعطر باللين و بأرق المشاعر 
الرقة أنت
الجمال أنت
الحضور البهي أنت
أنت ، سطور عريضة من كتابي اليميني ،و جنات حب لا تنتهي ،و فارسي المغوار ،الذي قل وجوده  في زمننا الآن
نظرت يا سيدي للمرايا لهذا  فرأيت وجهك  يلمع فيها ،و كأنك كوكب دري و ملائكة من ملائكة الرحمة ، تحملني بين أجنحتك إلى أرض غمام الحلم  الجميل ،حيث تتبرج الورود بالحلم و بالألوان الجميلة ،و أنت ،يا سيدي مبتسم مطمئن ناصح و رسولا لهذا الحب و آلهة عطاء له.
لهذه اللحظات ،لهذه الأيام و لهذه الأرض
رسول حب ، من زمن إنقرض ،من زمن تلاعبت فيه الظنون و كثرة فيه الذئاب ، كثر الصمت يا سيدي ،و لكنه كما أعرف صمت يكسر الأشياء الجميلة ،حين ينطقون ، بألسنتهم ،تكاد النار تأكلنا كالخشب لنصبح هشيما ،
و أعلم يا سيدي ،بأن بأبجدياتك ،تجعل نارهم بردا و سلاما. 
أكيد يا سيدي ،أنا العاشقة ،لرجل مثالي ،قل وجوده في حياتنا ،أعترف بذاك الغرور ،غرور إمرأة إبتعدت ذات يوم عنك 
و لكنني عدت إليك لأشرق في سماء الحب  ،أحمل نوايا الحب التي تليق بك .







Share To: