وأنا صغير وقبل دخولي الابتدائية؛ كنت أجلس مع نفسي ثم أقوم: بتصنيف الناس من حيث عظمة الأعمال التي يقومون بها والتي كنت أحسدهم كثيرا علي القيام بها كثيراً، وكنت أتمني أيضا إذا كبرت أن أكون مثل أحدهم كان يأتي علي رأس القائمه: الرجل الذي يقود الموتوسيكل لقدرته على الانطلاق به والتحكم في هذا الجنى...... ،ثم يأتي بعده الرجل : الذي يقود السيارة .......،ثم يأتي في المرتبة الثالثة : الرجل الذي يجلس بجوار التليفزيون في المقهي ليضبط المحطه إذا أخذت تعلوا خطوط تذهب الصورة سوداء وبيضاء من أسفل لأعلي الشاشة ، وكنت أعده عبقرى لأنه أيضا كان يخفض ويعلي الصوت، ..... ....ولكن ما جعلني أقلب هذا التصنيف رأسا على عقب هو :عندما وضعت علي رأس القائمة؛ الرجل الذي كان يقرأ في الجريدة واضعا ساق على ساق ويتكلم في أشياء لا أعرفها ويذكر دولا أجنبية ويسب رؤسائها وكان يشرح سبب غضبه منهم ومبرراته لسبهم كنت مبهور بما أسمع ،يفعل ذلك بثقه متناهية وثبات منقطع النظير لم أرى أحد غيره يتمتع به وكان ويستمع إليه بشغف شديد كل من: يقود الموتوسيكل، والسيارة ،ومن يضبط التليفزيون ،و كان يدخن سجائرا ، ويشرب قهوة سادة ، ويسب القهوجي ولا يدفع الحساب....
Post A Comment: