مقصورة القطار، بعد ان إستأذنها إبنها في تغيير المقصورة للالتحاق بصديق له و توقف القطار في المحطة الموالية، ولج المقصورة شاب...وضع أغراضه على الرف المخصص لها و احتفظ بحقيبة وضعها على فخذيه...تحرك القطار و إذا بنباح كلب ينبعث من حقيبة الشاب...اسرع هذا الأخير إلى فتحة الحقيبة و إذا بجرو يطل منها... امسك الشاب بفم الجرو، حتى يمنعه من النباح ، مخاطبا إياه: لقد فضحتيني، سوف يضطروني للنزول و إياك!
حدق الجرو في الركاب بعينين جميلتين لم تر مثل لونها لذى اي مخلوق من قبل...عينان بلون ازرق سماوي!! بعد ان اطمئن الجرو ، رفع الشاب يده عن فمه... تمنت لو تأخذ صورة لهذا الجرو المميز بلون عينيه حتى تطلع عليها حفيدتها التي ترغب في تربية جرو و التي لا تكف عن استفسارها عن الكلاب التي حدثها والدها عنها...ثلاثة كلاب: روشا و ريكو و دوغا...نعم هي الكلاب التي تولى جدها العناية بها و تربيتها...روشا اشتراها و هي لم تتجاوز شهرها الثاني...صاحبتنا هي من أطلقت عليها هذا الإسم...كانت روشا مصدر إعجاب و فضول بالنسبة لها...روشا التي لم تعاشر كلابا و لم تتعلم منهم، كانت حينما تنتهي او تشبع من الأكل و يفظل لها عظم، تحفر تربة الحديقة و تقوم بدفنه...كبرت روشا و صار يسمح لها بالخروج ...حملت روشا و جاءها المخاض...ذهبت الى جذع شجرة ...تتلوى من الألم و تطلق انينا يمزق صمت المحيط...لأول مرة ترى صاحبتنا دموعا تتسرب من عيني حيوان...ٱه, كم تتحمل الإناث من وجع ليستمر النسل...وضعت روشا اربعة جراء...احتفظ الجد باجملها و اقواها...انه ريكو...كبر ريكو و في يوم من الأيام، بعد ان انقطع عن الأكل لسبب لم يحدده حتى البيطري الذي كشف عنه, حضره الموت...اتدرون ماذا فعل ريكو حينها؟ ادار برأسه قبالة حائط الحديقة، هاربا من نظرات مربييه ،ثم فارق الحياة... اتى الابن الاوسط, او بالأحرى اشترى" دوغا" من صديق له...دوغا كانت من نوع كلاب امريكية...لاقت الترحاب من الجد والابناء...عناية فائقة جعلتها تكتسب وزنا و قوة خارقة...في يوم من الايام، بينما صاحبتنا في مطبخها تهيء وجبة الغذاء إذ بها تسمع اصوات عالية تنبعث من ساحة الثانوية التي كانت تقطن بسكن وظيفي بها...ظنت ان اضرابا ما قام به التلاميذ ...طرق قوي على باب المنزل جعلها تترك ما كانت تقوم به و تسرع كي ترى من الطارق و ما الحدث...فتحت الباب، و إذا بحارسي أمن الثانوية، يمسكان ب"دوغا " و هما يتصببان عرقا...دوغا انتزعت مربطها و ذهبت الى ساحة الثانوية و احدثت بلبلة أثناء فترة الإستراحة...ماتت دوغا لسبب مجهول بعد ان تركها أصحابها خلال عطلة مدرسية، اثر سفرهم، في رعاية حارس المؤسسة...
Post A Comment: