أطفأ الصّباح ضوءه ،
ولبِسَ معطفه ،
علّق أرواحنا في عاطفة نبضه ،
وذهب بعيداً ...!
تارِكاً أفئدتنا عند مفترق الهباء .
الليل بات بلا نظر ،
والنّجوم عمياء ،
وحلمٌ خُرافي من دون لون ،
يُبرّر في الوجود نافلة البقاء ،
ينسج من الأمنيات حريراً ،
ويغزل حقيقة كاذِبة من خيط الفصول ،
يُشاكِس ما تبقّى من آمالٍ لنا ،
وملامح أزهرت بحشرجة البكاء ،
على آخر الصّبر ،
نخلد نحن للصمت ،
نذرف وجع اللحظات القاتمة على طاولة الخراب ،
وهذا الصراخ ...!
صراخ سجون أطفالنا الأبرياء ،
لا شيء يُهدهد ارواحنا الحائرة ،
سوى حبائل الصمت ،
تزهو كجرحٍ لا ينام ،
لا نجم يمنح ضوءه ،
ولا ظلٍّ يمحو مؤونة الشتاء ،
في عُتمة هذا الصمت ، نعيش غرباء ،
هنا خلف النوافذ المسكونة بالأحزان ،
نتأمل ذكرياتنا الملطخة بالأوجاع ،
وحدنا نُصارع أباليس الشقاء ،
عُزلتنا الموحشة ، تستغرق الآه جِدرانها ،
وشمعة باهِتة تُردّد أنشودتنا الصماء ،
بقايا حروفٍ مُنقرضة ، تحوم في وميض اللحظة ،
ودموعنا كموجٍ مُستعِر ، مُبعثرةٍ فوق فحيح خدودنا ،
تذرف على وطنٍ يتمزّق ،
ويغرق في بحيراتٍ من الدّماء ،
وقصيدة مُجنّحة تقرؤها السماء ،
الحديث بيننا كئيب ،
والليل ينضح بالضجر ،
يتنكّر للحب ، ويلهجُ بالبغضاء ،
لا شيء هُنا غير انتظاري ،
ولون اصطباري ،
وصمت المكان المُعتّقُ برائحة الأسى ،
وحبٍّ فقيرٍ يملؤه شعورٍ وفِيرٍ بالإنتماء ،
وهنا الأمل الخفّاق ابن السماء .
Post A Comment: