بعد أن ارتديت ملابس المدرسة بسرعة مخافة التأخير وعقاب المدرسين و أصبحت أمامها مباشرة ؛رفع الشيخ مصطفى الهندى رحمه الله أذان: المغرب والذى يشبه توقيته الصباح كثيرا ،وبعد أن أكتشفت أننا فى المساء ،وكنت فى الصف الرابع الابتدائى وأدرس فى؛ الفترة الثانية والتى تبدأ بعد الظهر ،....أما ما حدث وهو أمر غريب لم يحدث لى من قبل أنه بعد إنتهاء أحد أيام الدراسة ،و بعد عودتى للبيت جلست لكتابة الواجب المدرسي فأخذتنى سنة من النوم ولم يكن بالبيت غيرى وبعد ان أستيقظت وأعتقدت أننا فى صباح اليوم التالى ،...
فجمعت الكتب والكراريس المبعثرة بسرعة ، ووضعتهم فى حقيبة المدرسة أما سبب تأخري بعض الشئ هو صعوبة أردتداء الكاوتش"حذاء قماش من باتا " بسبب ضيقه على قدمى من أول العام ،وخاصة الفردة الشمال ،والذى هو ب35 قرش ، والذى أفضله عن الحذاء الجلد لأنه: يصلح للمدرسة و أيضا لمباريات كرة القدم التى تبدأ في"أرض المريح" مباشرةً بعد جرس الحصة الأخيرة لذلك السبب بالذات كنت أفضله على الحذاء الجلد يعنى ;2 فى واحد 1 مثل شامبو وبلسم ما علينا من كاوتش باتا أبو ٣٥ ولنترك منطق الجاحظ في المفاضلة بين الأشياء والأضداد..
المهم بعد أن وصلت المدرسة وعرفت أننا فى المساء الذى يشبه الصباح ولا شئ فى ذلك إلى الأن ،ولكن ما لم يكن في الحسبان أن هناك من كان من يراقبنى عن كثب من الصبية منذ خروجى من البيت وينتظرون ما أفعل ومنهم زملائى، بل ومن نفس الفصل و منهم من يجلس بجوارى ويدعي صداقتي ولكنه ركب الموجه ، وبعد أن تجمع منهم مجموعة كبيرة .وكان من بينهم بعض خصومي بسبب مشاكل قديمة وعداء، خلفته مباريات الكرة في الوسعاية و هناك أسباب أخرى أحدها تشجيعهم الزمالك فأنا كنت أعتقد أنه لا يعقل أن يكون هناك أحد ليس أهلاوي فما بالك بمن يسبه من جمهور الزمالك اللذين معى فى الفصل ....أما ما أجج الصراع وأشعله بيننا وجعلنى أعتبرهم من الأعداء هو عندما سمعتهم يسبون محمود الخطيب ،وقد حانت لهم الآن لحظة القصاص من شخصي وفرصة التشفي، بعد أن أصبحت في مرمى نيرانهم وفريسة لهم ، و مادة لسخريتهم.... المشكلة كلها كانت تتمثل فى طريق عودتى من أمام المدرسة إلى البيت كنت في حاجة لعقل أو إحدى خطط المارشال روميل الألمانى وهو ينفذ إنسحابه بجدارةأمام المارشال منتجمري الانجليزى أثناء الحرب العالمية في معركة العلمين ويعد هذا الإنسحاب في العلوم العسكرية أعظم إنسحاب في التاريخ ....... كيف اعود سالما دون الاحتكاك بهم؟ ،وحدث ما توقعته وتخوفت منه ، فقد أصبح طريق العودة ؛ عبارة عن زفة ولا زفة أضخم حفل زفاف ؛شهدته البلد بعد أن اصطفوا على جانبى الطريق كان أقسى ما تعرضت له سهام نظراتهم الساخرة التى قالت كل شىء قبل ألسنتهم الزربة :ومن هذه الكمية من شماتة أعدائي وخصومى مجتمعين وخاصة من مشجعى الزمالك.... وأما كل ما أستطعت فعله هو أني لم أترك طوبة أو زلطة بسن بطول الطريق على؛ الأرض إلا وأطلقتها عليهم محدثة إصابات ثم قمت باستدعاء القاموس السفلى للشتائم و السباب واللعنات مطلقها باتجاههم... أحدث الطوب والزلط الذي أستخدمته فى المعركة ببعضهم إصابات مباشرة فى الوجه والرأس ، وعلى الرغم من حدوث خسائر في صفوفهم إلا أنهم ظلوا لامبالون واستمروا يسخرون ويصفرون ويضحكون ويهللون ويستدعون من لم يعرف ليخبروه بما حدث... ظلوا خلفى ولم يأخذوا قرار بالعودة إلا عندما خلعت الكاوتش أبو ٣٥فرش واطلقت ساقي للريح وهم خلفى حتى أوصلونى للبيت .
Post A Comment: