الجزء الاول :
جلسا يحتسيان شاى( العصارى ) معا - كعادتهما - منذ اقترنا و كأنه طقس من طقوس حياتهما ,أشعل سيجارته .... و نظر اليها , ثم سرح بفكره مع دوامة السحب الرمادية المتصاعدة من السيجارة ,و حلق معها فى الأفق اللانهائى ... و مر شريط الذكريات امامه و جالت فى خاطره الأحداث التى مرا بها و التى عاشاها معا ,رحلة طويلة تخللها الشهد و الدموع ,و امتزجت فيها السعادة بالاحزان ,تعرضا فيها لعاتى العواصف و داعبهما النسيم الرقيق , و ظلا فى أرجوحة الحياة متشبث كل منهما بالأخر ,فقد كانت له خير معين و تتقبل معه تقلبات الدهر و تشد من أزره و تعضده ,مرددة :" طالما نحن معا ,لا شيء يهم , .
و كان كل منهما يؤثر الأخر على نفسه و مازالا ,و لو اقتربت قليلا منهما - خاصة - اثناء تناولهما الطعام ,تجد انهما يتعاملان كضيف و مضيف ,فهى تضع أمامه كميات لا قبل له بها من فاكهة و لحوم و اصناف الطعام و تحثه على ان ينهى على كل ما أمامه و عندما ينتهى من تناول طعامه -حسب طاقته -بعد فشل الحاحها فى جعله يتناول المزيد ,فتتساءلاذا كان الطعام لم يعجبه فيجبها بأنه اشهى طعام تناوله فتسأله :" اذن ,لماذا ينتبنى احساس بأنك كضيف خجول ,بالرغم انك فى منزلك ؟
فيجيبها ك" فعلا ,انا ضيف كرم المضيف يغمره بأضعاف حاجته ,ز
و يتصادف عند عودته من العمل ان يحضر معه بعض الاشياء من متطلبات المنزل و يدلف من الباب فتسرع اليه باشة الوجه مرحبة به ,و ما أن ترى ما أحضره معه حتى تهتف :" يا الهى , أأنت تقرأ أفكارى ؟ و لكنها تقطب عن وجهها و تستمر :" بالرغم انك احضرت ما كنت سأطلبه و انك احضرت أشياء لم تحطر ببالى ,لكن أليس هذا اسراف ,لما كل هذه الأشياء ؟
فيجيبها :ط فعلا ,ترويض الأسود أهون من ترويض امرأة ,و كان اذا اشترى
شيئا يخصها من ملابس او غيرها تبدى اعجابها ثم تثور :" ليس هذا وقته ثم انه اكيد غالى الثمن ,و بعد ذلك تتراجع قائلة :" تصور انا شفته فى الفاترينة و كنت ناوية اقولك عليه ."
فيجيبها :" اذن هو عجبك ؟ و ماذا عن لونه؟"
فترد قائلة :" أن لونه لفت نظرى ,ثم هو اكيد اعجبك . و انا كما قال احمد شوقى فى ( مجنون ليلى ):
ليلى على دين قيس ....فحيث مال تميل
و كل ما سر ليلى ......... فهو عند قيس جميل
هكذا كانت حياتهما بين مد و جزر و لا تخلو من بعض المنغصات فقد يحتدم النقاش و تصير ( الحبة قبة )
فيردد :" الحمد لله ,أننى أفضل من سقراط:" فترد :" سقراط الفيلسوف ؟ فيما ؟"
فيقول :" سقراط كان متزوجا من سيدة دميمة و نكدية - على ما يقال - فحدث ذات مرة ان ثارت عليه امام طلابه ,فلم يرد عليها ,فأتت بوعا ماء و سكبته عليه ,فتعجب احد الطلاب مما حدث ,فقال له سقراط :" يا بنى ,بعد العواصف , تهطل الامطار فم تصفو السماء ."
فتضحك قائلة :" اذن لأحضر لك الماء و ....الشاى "
فيقول لها :" و سقراط قال ( تزوج فأن الزواج شر لابد منه ,فأن تزوجت جميلة فستسعد بها و أن تزوجت دميمة فستصبح فيلسو
فا "فقالت له :" و انت أيهما ؟
فيرد عليها قائلا :"( انا ,الاثنان معا )
عفوا اصدقائى
نكتفى بهذا الجزء و نلتقى فى الجزء الثانى لنتعرف على مستجدات الاحداث مع ذوق المدام
مع اطيب امنياتى لكم بالسعادة
Post A Comment: