طِفلتي ..
ككتابٍ مُقدسٍ أنت ِ.!
كلما قررتُ احتضانكِ وإلى صدري أن أضمكِ 
أو أطبعُ قُبلاتي في جبينكِ ووجنتيكِ
أو أن ألمسُ جسدكِ
وأتداوى من ضحكتكِ 
وأستنشقُ عبيرٍ من أنفاسكِ 
أتراجع عن فعلتي ..
أعود إلى الورى مائة مترٍ ويزيد
أخافُ أن أكون لستُ طاهراً أو لمستُ شيئاً نَقض البياض مني
أخافُ أن أحتضنكِ فتزعجكِ نبضات قلبي القوية نتيجة الفزع
نتيجة الفجيعة
تلك التي وصلتني ذات غفلة فأكدت رحيل صديقي
أخاف أن أضمكِ إلى صدري فتكتوي بلهيبِ المعارك المُستمرة في تلك البُقعة الصاخبة بالضجيج ودوي الإنفجارات
أو أن أطبعُ عليكِ قُبلاتي فأنقلُ لكِ فايروس التَعب مني
أخاف أن ألمسُ جسدكِ فتفتحُ أصابعي عدة ثقوب على جسدكِ الرقيق نتيجة التشققات
تشققات البحث عن لُقمة العيش
وكلما أقتربتُ من ضحكتكِ
كي أصنع منها حبوب مُهدئات أخافُ وأخافُ أن لا تكون هُناك حشرة مُختبئة في جيب قميصي الرث
أخافُ أن أستنشق من أنفاسكِ فتتسلل إليكِ رائحة بارود الحَرب من فمي نتيجة هواء الحرب  الملوث 
أخافُ عليكِ من كل شيء يا ملاكي
أتراجع فأغسلني وأنضفني من كل قُبح 
أعودُ لفتح الخزانة
أرتدي ملابسي النقية ، تلك الخالية من كل دنسٍ ومن كلِ شائبة
ثم أهرعُ صوبكِ 
أعتكفُ جوارك بِكل أمن وأمان وطمآنينة
فأنتِ كالكتاب المُقدس
لا أحتضنكِ ولا أقبلكِ ولا أضمكِ إلا عندما أكون طاهراً من كل شيء قبيح أراهُ قد ينال منكِ أو يزعجك ِ. 

اُحبُكِ يا فايا ..

أبوكِ.






Share To: