ملينا تغني التانغو
في كل ليلة 
راقصة لتانغو
بإتقان لم يسبق له نظير
في كاتينا كوادا للخارى
في ليلة شتوية ماتعة
 كانت سهرة غناء حامية
و رقص تانغو  مكسر للدنيا
وفي كل مقطع
 ملينا كانت تبكي بحرقة
تحرق دموعها خديها
تبتسم ،و بشفتيها الحمراء
تحرق جموع الراقصين
فيزداد الجو سخونة

ملينا تضع قلبها
على كل نغمة
تتذكر بوينس آيرس
حينما  كان يختفي القمر
 تحت سحابة سوداء
كانت ملينا تدخن
 بعصبية  سيجارة
و تكسر كأس من خمر
و كؤوس فوق طاولة 
 من الشامبانيا
و تقطف رجلا أندلسيا
تقتل  فيه عواصفها 
البوناريسية اللعينة
يجن  جنونها حينما ترقص
تكسر كل ربوع الكاتينا
زهرة حمراء ،
و كعب عال أحمر جذاب
في رقصة التانغو
يحلو الغناء
ملينا هي الزهرة 
و هي الجاردانيا
هي الحلوى
و هي عشبة الماريا

يهتفون :

أحمر شفاه يغري
 يا ملينا
فستانك الأحمر يطير
 يا ملينا
شعرك الأحمر يقطع الرقاب
 يا ملينا
حذائك الأحمر ، يثير الإعجاب
 يا ملينا
أنتِ فاكهة محرمة شهية
يا ملينا
أنتِ فنانة رقيقة عظيمة بهية
يا ملينا
قنبلة الموسم أنت يا ملينا
أنتِ ملاك حسن و جنية بارعة
يا ملينا

تغني ملينا  التانغو
و في صوتها  عطر 
يفوح ياسمينا
و بحة تعلو و تنخفض حزينة
تتذكر ملينا بلدتها ببوينيس آيرس
تسقط أرضا بكلام أرجنتيني مغمغم
تزيد ملينا الحانة فتنة
يصفقون ، معجبون 
يهتفون :
أنتِ رائعة يا ملينا
Guapísima Melina
, جميلة يا ملينا
أنتِ جميلة يا ملينا

يهتفون :
Melina
Melina
Melina
ملينا
ملينا
ملينا

ملينا في أغنيتها
تشجن ، تتألم ، تتدحرج
تجول ،تعلو ،تسقط
تنخفض تطير
تحملق ، تتقطع
تتكسر ، تغمغم
تبوح تصمت

ملينا
بالرغم من جنون الراقصين
و بالرغم من صوت الأحذية الفرحة
على نغمات الساكسفون
و على نغمات قيثارة الشيلو
و في تلك الأضواء الخافتة
تتذكر ملينا بوينس آيرس
تتذكر بلادها الأرجنتين
و بالرغم من تصفيقات المتفرجين
ملينا ، في أغنية التانغو
هي  إنسانة  منسية
بالرغم من إثارة الفتنة 
تحث تسكع راقصي التانغو
ملينا بشعرها الأحمر  الأرجنتيني
فاتنة جميلة
Que viva  Melina
Que viva Melina

ملينا تغني التانغو
ملينا ترقص التانغو
و في رقصتها  الأخيرة
رقصة حزينة
تعود  طائرة للطفولة
تعود طيرا حزين
في صوتها بحة رقيقة  أليمة
كروان يحكي غنائه و رقصاته
حركاته و كل ذكرياته
نغماته حزينة داكنة 
نظراته غريبة
يطل بخجل حزين
 من وراء فجر  
كانت ولادته عسيرة
ملينا هي الكروان
ملينا ،هي تلك الإنسانة الحزينة
بالرغم من غناؤها لتانغو
و بالرغم من رقصات المعجبين
غابت  رومانسية ملينا
 تحث أحذية الراقصين
مع كؤوس الخمر الأسود
مع شغف المتدفقين
و سكرى و غمغمات المعجبين

ملينا تغني  التانغو
بإتقان و حب
ملينا
رسولة تانغو 
ملينا نبية خمر معتق
ملينا آلهة أرجنتينية
شعر  طويل أحمر
عينان خضراوان
ملينا آلهة الجمال
الإغريقية و اليونانية و الرومانية
و الآن ،آلهة  جمال أرجنتينية

تغني ملينا
بصوت أليم  
خلف ظل الراقصين
تتذكر طفولتها الجميلة
و دميتها الخشبية
تتذكر منزلها القديم
تتذكر جدتها العجوز
بشيبها و بإبتسامتها العطوفة
تتذكر صوت أمها العذب
تتذكر قطتها الصغيرة
تتذكر  ترانيم الكنيسة المنسية
تتذكر قصة مارايا الغجرية
تتذكر صور ماريا العذراء 
على جدران الكنيسة
تتذكر 
كيف كانت 
أغانيها الطفولية
آه يا زمن آه 
ما أجمل تلك الطفولة
في بوينس آيرس ، 
حقا كانت طفولة شقية .






Share To: