وسط مجتمع توغل  في كبح نفسه بكل الطرق و خلق مفاهيم سلطوية على نفسه.  مفاهيم مثل  "يجب عليك " و "بدون جدوى".
قد يرى المرء أنها مفاهيم لاتعني شيء إلا أنها تعني الكثير .
فعامة المجتمعات المتخلفة التي لازالت تستمد قوتها من النظام البطريركي ، تعتمد هذا النهج السلطوي لدى كافة الناس و بالأخص الفئة الناشئة بينهم ، يبدأ الأمر بعد دخول الولد او البنت الى الدراسة و خصوصا في الإعدادية و الثانوية .  و هكذا تبدأ رحلتهم مع كلمة "بدون جدوى"  فحتى لو درست فكل ذلك "بدون جدوى " وسط دولة لن توفر لك منصب شغل .
أو بدون جدوى من العيش وسط مجتمع لا يعطي قيمة لأي شيء .
هكذا نشأت الاجيال على تلك الكلمة و هكذا إستمدت تلك الكلمة مكانتها المقدسة و صارت ذات سلطة مطلقة و كابحة لكل ماهو مبدع أو متحرر .
كل ما سيقوم به المرء سيكون بدون جدوى لذا الأشخاص الأخرين .
ف"دون جدوى" ستكون رادع أكبر للكل .ولكن هناك فئة من الأشخاص الذين لن تجد لهم تلك الأفعال مكانا لها. تلك الفئة ذات الأنفس السامية و المرهفة و ذات الإرادة القوية و المتمردة على كل طابوهات المجتمعات البطريركية و التي تكسر كل القيم لتخلق قيما جديدة مواكبة للعصر او حتى متجاوزة لها وبدون هذه الفئة تظل تلك المجتمعات تتوغل في تخلفها و انحطاطها بدون أي كلل.






Share To: