مازلتُ أذكرُ اللحظة الأولى، أول ثانية حين رأيته يحملُ منجلاً وقطعة حديد طويلة يستخدما لِقلع الحجارة ، كنتُ قريباً منه فأقتربتُ نحوه ثم تمتمتُ بعدة نبرات كتساؤلات وبكل ابتسامة جاوبني بأنه يخطط لبناء منزلٍ استعداداً للزواج والعيش بكل حبٍ وطمآنينة ، كان هذا قبل ثلاث سنوات ، ظل يسكبُ كامل قوته كي يتحقق حلمه ، ذاك الحلم الذي سيجعله قريباً من اللقاء بشريكة عمره الأبدية، والله أنه كان يحتضن الحجارة وقت الظهيرة ، تتبلل ثيابه من العرق فتفوح منها رائحة القوة والشَرف ، أقسمُ بأنه لم يكتفي بهذا فحسب بل أنه كان يشتغلُ على ضوء القمر وإذا اختفي ضوءه يضع المصباح على جبينه ويجاهد جهادٍ شريف في سبيل الإستقرار ، ظَل حتى اكتمل منزله وأصبح جميلاً كوجه هذا ، اكتمل فأرتسمت الإبتسامة على جبينِ كلِ حجرٍ وفاصلٍ وشُباكٍ و باب ، هذا صديقي وإني فخور به وبصداقته وإني أحبه وأحب قلبه وعذب نبراته وكل الخصال النادرة فيه، صديقي أيوب شريان اليوم ودع حياة العزوبية، لم يعد وحيداً كما كان لقد أصبح لديه نصف تُسمى شريكة ، أيوب لك من اسمكَ نصيب، كنتَ صبوراً كالنبي وها أنتَ تقطف ثمار تعبك وقطفت وردتكَ من حديقة منبرك ..قلبي يغني لسعادتك ونبضاتي تبارك لك وحدقاتي تتمايل لأجل فرحتك ..
Post A Comment: