أتصـور بأنّ ذائقــةَ المتلقـي للشعـرِ تمثّـل جبـلاً ، لـه قمـة وسفـوح ، فهنـاك مـن يختـار مكانـاً لمنجـزٍ 

ما فيدعـه فـي القمـةِ أو مـرتفـعٍ مـن السّفـح حسـب مـا تفـرزه ذائقتُـهُ مـن شعـورٍ تعامليٍّ مـع المنجـز،

وهنـاك مـن يـرمـي المنجـز بـرمتـه الى وادٍ سحيـق ، كلّ هـذه الإختيـارات مـرهونـةٌ بسيـرة وسـريـرة

المتلقـي ومـدى تعاملـه الإنسانـي والأدبـي مـع منجـز فكـري لإنسـان آخـر ، وكذلـك حسـب استيعابــه

لقيمـةِ المنجـزِ ولكـن هنالـك منجـزات تفلـت من يـد المتلقـي الهجينـي فتـرتقـي بجناحـي الإبـداع المائـز

الى القمـة وهـو مكانهـا الطبيعـي والإستحقاقـي فنجدهـا ( كالنّسـر فـوق القمـة الشّمـاء ) .

    بعـد نصـف قـرنٍ ونيـفٍ من السّنين وأنا أعيـش المشهـد الثّقافـي البابلـي رأيت الكثيـرَ منَ الشّعـراء

والأدبـاء والمثقفيـن لـم يكونـوا على شاكلـةٍ واحـدةٍ في التّعامـل مع منجـزِ الآخـر الثّقافـي ، وسأحـدد

حديثـي هنـا عن الشّعـر والشّعـراء :

فمنهــم : لا يـرى إلاّ نفسـه في السّاحـة الشّعـرية  .

ومنهـم : لـو أخذت رأيه بقصيـدةِ شاعـرٍ ما ، أجابـك ( ليس شعـراً ) .

ومنهـم : لـو أخذت رأيه بشاعـريةِ شاعـرٍ ما ، أجابـك ( ليس بشاعـر ) .

ومنهـم : لا هــمّ له ســوى اصطيـاد الأخطــاء الطباعيّـة والإملائيّـة غيـر مكتـرثٍ لما يحتويـه الدّيــوان 

           الشّعـري من إبداعاتٍ وطـروحـاتٍ ورسومـاتٍ بالمفـردات . 

ومنهـم : لو سألتـه عن مهـرجـانٍ كان قد أقيم وقد ضـمّ شعـراء رمـوز ومعـروفين فيجيبـك ( لا يوجـد

شعـر قُـرأ في المهـرجـان لأنّنـي لـم أشارك به ) وكأنّ نجـاح المهـرجـان مـرهـون بمشاركتِـهِ الشّعـرية

أو كأنّ العالـمَ الشّعـريَ مـرتكـزٌ على نصوصـه .

   مثـل هذه النمـاذج التي لاتفقـه صيغ التّعامـل الأدبـي مع منجـزِ الآخـر تسببت بشكـلٍ وبآخـر بحـدوث 

ارتباكٍ في أداءِ المشهـدِ الثّقافي البابلي ، ولـذا أرى ومن الضّـروري جـداً على الـرّمـوز الأدبيـة البابلية

الـرّاكـزة في المشهـد الثّقافـي كالأطـواد أن ينطلقـوا من شـرنقـة السّكـوت والصّمـت ويقفـوا بوجـهِ كـلّ

من يـريـد أن يسيء للثّقافـة والمثقفين من دون وجهةِ حـقٍّ وعدالـة . وإلاّ الى متى سيبقـى الإستخفاف

بمنجـزِ الآخـر قائمـاً  ؟ وهنـاك في المشهـد الإبداعـي البابلـي الكثيـر من الذين يمثلـون الوجـه النّاصـع 

للمشهـد ، والمشهـد الثّقافـي كالقمـر له وجهـان ، وجـهٌ مظلـم تحدثنـا عنـه ، ولكـن للوجــه المضـيء

رجالاته ورموزه من الأدبـاء والمفكـرين الإنسانيين الذين يطيـرون فـرحـاً وبهجـةً مع النّـص الشّعـري

الـرّصين ويعطـوه حقّـه واستحقاقه الطبيعي في آرائهم ونقودهم ، وهنالك من يهمـسُ في آذانِ الشّاعـر

عن خطـأٍ وقـع في ديوانِهِ بعيـداً عن الآخـرين لكي يحافـظ على روضـةِ أزاهيـرِ الدّيـوان فيذهـب خلسةً 

لاقتـلاع الأدغال التي ظهـرت هنا وهناك ولم تتـرصّدهـا عيونُ شاعـرِ الدّيـوان أو كان في غفلـةٍ منها ،

وهنالـك من يقـوده الإيثـار فيفسـح المجـال لغيـره في المشاركـة . وهنـاك من يقبّـل الدّيوان ويضعـه 

على رأسـه . وهنـاك من يـرى أن عقـد احتفاليةٍ لشاعـرٍ ما والإحتفـاء بمنجـزِهِ ما هو إلاّ تكـريمٌ من 

طـرازٍ خاصٍ للشّاعـر ومنجـزه واستحقاق طبيعي يجب أن ينالـه .

     وفي المقابـل من يـرى أن عقـد الإحتفاليّـة فـرصة ذهبيّـة مؤاتية للوثوب على الشّاعـر ومنجـزه 

وتمزيقهمـا معـاً من دون مبـرر ، بل لإبـراز العضـلات أو لنفث سـمّ الحقـد الأدبـي على شاعـرٍ امتــلكَ 

منجـزاً وكأنّ هذا المنجـز قد ضيّق عليه الخناق . وقدعُقِـدت احتفاليات وليتهـا لم تعقـد ، لكونها فشلـت

في الإرتقـاء لتحقيق متطلباتهـا المـرجوة وأبعادهـا المنتظـرة ، والأمثلـة كثـار .

   ومن بـاب الإنصاف ، أجدنـي ملـزمـاً بتسليـط الضّـوء على هـذا الدّيـوان لأنّـه يمثـل تفـرداً حقيقيّـاً 

في صياغـةِ قصائـدِهِ بل خـرائـدِهِ التي نظّمـت في ظـروفٍ استثنائيـةٍ جـداً وغيـر طبيعيـة ، ظـروفٌ 

محاطـةٌ بالخـوف والـرّيبـة ومصيـرٍ مجهـولٍ وحنيـنٍ الى الوطـن والأهـل فأسيـر الحـرب ما هـو إلاّ حـيّ   

في قبـر .

    ولـذا يجـب أن يُنظـر الى موهبـةِ النصـراوي وما أنتجتـه من شعـرٍ وهو في الأسـر من زاويـةٍ لا

تستقبــل إلاّ ضــوءَ الشّمــس ولا تمنـح غيـر الـدّفء لأنّـه شعــرٌ لم ينظــم تحت أضـواء فنـدق خمـس 

نجوم ، بـل نُظِّـمَ في زنـزانـاتٍ خمـسٍ للأسـرِ مخيفـةٍ مظلمـةٍ في دولـةٍ أجنبيـةٍ أخـرى . 

   طالعـتُ ديـوان ( مواويـلٌ حالمـة ) بتمعّـنٍ فوجـدتُ قصائـدَهَ التي تخـرّجـت بـرمتهـا في المدرسـة

الكلاسيكيـة وكلّهـا تمثّـل القصيـدةَ الـرئاسيّـةَ في عاصمـةِ الأدب . حيث جـاء فيها الخطـاب الشّعـري

خطابـاً رصينـاً ببنائِـهِ وممتلكاً لوحـدةِ الموضـوعِ وتحفُّـهُ الجـزالـةُ وقـوةُ السّبـكِ ووضـوحُ المعنـى  ،

فاسْتنشقـتُ من مفـرداتِـهِ عبـقَ الحنيـن للوطـن وللأهـل وللأصدقـاء ومجالـس السّمـر والى الوالـدة

والوالـد والى الحبيبـة . فكلّمـا قـرأتُ قصيـدةً منـه شـرد فكـري ليأتـي بصورةِ شاعـرِهـا النصـراوي

فأحسّـهُ جالسـاً بقـربـي فأسألـه : ( كيف صفـا لك بـال وصنعـتَ هـذا الشّعـر وأنت تنتقـلُ من زنـزانـةِ

أسـرٍ الى أخـرى ؟ ) !!!

ومن زنـزانـةِ أسـرِهِ يشـرئبُّ بصـرُهُ الى بغــــدادَ فيخاطبُهـا :

               بغـــدادُ مهـــلاً فقــد لاقيــتُ فـي سفــري ... ما لا أطيــقُ مـنَ الأهـــوالِ والسّـقـــمِ

               لقـد جـرعــتُ صديـدَ البعــدِ عـن وطنــي ... أنـا السّقيــمُ فهــاكِ القلـــبَ واحتكـمي

وفي قصيــدة ( أسـرجْ ركابَــك ) التي يجـاري فيهـا قصيــدةَ الجواهــري ( أرحْ ركابَــك ) فيستحضـر

النصـراوي صـورةً لشخصيـةِ الإمـامِ علي بن أبي طالـب ( ع ) لينطلـقَ صـوبَ تمجيـدِ أمّتـهِ وتأريخِها

فيقــول :

              منهــا الكـرامـــةُ قـد عشنــا لهــا وبهــا ... لنــا الشّمــوسُ مــرافٍ والعـــدا الحفـــرُ

              أنـا ابـنُ قــومٍ صهيــلُ الخيــلِ يطـربُهُــم ... والمشـرفيّــــةُ معقـــــودٌ بهـــا القــــــدرُ

             منّـــا ( علـيٌ ) ومنّـــا نخبــــةٌ شهــــدت ... لهـا المطاعـنُ ، إنْ قيــلَ انْفــروا نفــروا 

إنّ استخدامـه لمفـردةِ ( والعـدا ) في العجـز الـوارد أعـلاه ويصفهـم بالحفـر :

(  لنــا الشّمـــوسُ مـرافٍ والعـــدا الحفـــرُ ) ، تجسـدُ صلابـة موقفـه في الأسـر الـذي يتنامـى إصـراراً 

ومواجهـةً للظّـروف الإستثنائيّـة الخطيـرة التي يعيشهـا فيقـولُ متفجّــراً :

                 فكـم علـونــا رؤوسَ الكفـرِ في قُضُــبٍ ... فأيـنَ كســرى وأيـنَ الــرّومُ والتّتـــرُ

 ويأتـي عيـد نـوروز ، ويحتفـي به زمـلاؤهُ الأسـرى ويظنّــون بأنّ في ذكـراه الآتيـة سيفـرّج عنهـم

وينطلقـون من قفـصِ الأسـرِ الى أهلِهـم وبلدِهـم ، ولكـن خـاب ظنّهـم فيقـف النصـراوي قائـلاً ومعاتبـاً

لعيـد النّـوروز :

              إليــكَ يا عيـــدُ شكوانـــا بــلا عَتَـــبٍ ... فالعمــرُ ضــاعَ علـى آهٍ مـنَ العَتَـــبِ

              ما كنـتُ أحسـبُ يا نـوروزُ منـكَ وما ... ظــنّ الفـــؤادُ بـأنّ العيــــدَ لـم يَهَـــبِ

              أعــلّلُ النّفــسَ يـا نــوروزُ فـي أمــلٍ ... هـــلاّ وفيـــتَ بعهـــدٍ منــكَ مـرتَقَـــبِ

حتــى يقـــول :

              قـد ضاعَ عمـري على أعتابِ مقبـرةٍ ... فيها الضّحايا ، ضحايا الزّيفِ والكذبِ

وبعـد أن انقطـع حبـلُ الـرّجـاءِ والأمـلِ لعودتِـهِ الى أهلِـهِ ووطنِـهِ وظـلّ قابعـاً في أســرِهِ ، قــال :

              إنْ بــانَ لـي أمــلٌ مـن بيـنِ داجيــةٍ ... يغشــــاهُ داجٍ وأستـــارٌ مـنَ الحُجُــــبِ

ولـكن الحنيـن الى الوطـن ظـلّ مسـوّراً لمشاعـرِهِ وأحاسيسِـهِ فقــال :

             فكيـفَ أنسـى جنــانَ الخلـــدِ يا وطنـي ... قــد طـرّزتهــا ثـريّــــاتٌ مـنَ العِنَــــبِ

             أرضَ العــراقِ ســلامٌ زُفَّ فـي شجــنٍ ... ما طالَ عمـري فعنـكِ الـرّوحُ لم تَغِـبِ

             أرضَ العـراقِ وهـل لي غيـرُها حسـبٌ ... قـد شـرّفتنـي بنعــمَ الأصــلِ والحَسَـبِ

وتمضـي ألــفُ ليلـــةٍ وهـو فـي الأسـر فيقــولُ :

             يـا ألــفَ ليلــةَ يا أحــلامَ قـد سقطـــتْ ... مـن عمــرِ مغتـربٍ فـي عالَـــمٍ خَطِــــلٍ

             يـا ألــفَ ليلـــةَ يـا مـرثيّـــةً شَهِــــدتْ ... لهــا جــوارحُ مَـنْ ماتــــوا بــلا أمَـــــلِ

ثــمّ يقــــولُ :

            أرضَ الفـراتينِ هـاكِ الـرّوحَ مـا بقيـت ... ردّي جوابـــاً تـــداوي قلــبَ ذي عِـــلَلِ     

ويطيـلُ في حنينِـهِ لبلدتِــهِ ( طويـريـج ) ويخاطبهـا بشجـنٍ وهي تحتفـي بـزائـري الإمـام الحسين

في أربعينيّـتِـهِ فيقــولُ :

             مـدينـــةُ الأهـــلِ يـا عمـــراً بكاملِــــهِ ... أنّــى ذكـرتُـــكِ شيـــبُ الــرأسِ يشتَعِــــلِ

             مـدينـــةَ الأهـــلِ قـد لاحــتْ بيارقُهـــا ... لـلـزّائـريــنَ تُضاهــــي قلّــــــةَ القُـــــــلَلِ

             النّــاسُ فيهــا كــرامُ الطّبـــعِ ضيفُهُــمُ ... ينــامُ في العيــنِ بيــنَ الجفـــنِ والمُقَـــلِ

ويختـم القصيــدةَ بأمــلٍ كبيـرٍ فيقــولُ :

             وآخـــرُ القـــولِ إنّ القلـــبَ يُنبـؤنــي ... أنّـــي سأرجــعُ رغــــمَ الـدّهـــرِ يـا أمَلـــي

وقـد فاحـت جـلّ قصائـدِهِ بالحنيـنِ لأهلِـهِ ومدينتِـهِ ويبقـى العـراقُ وطنَـهُ الأغـر . فيؤكـد ولاءَهُ

وانتماءَهُ للعـراقِ فيقــولُ :

              لا والــذي خفــقَ الفـــؤادُ لـذكــرِهِ ... مالـــي الـى غيــرِ العــــراقِ حنيــنُ

              حـــبُّ العـراقِ ومَــنْ أقــلَّ بأرضِــهِ ... عنــدي وحــبُّ الـرّافديــنِ جنـــونُ

كـان أبـو فـراس الحمدانـي فـي أسـرِهِ يخاطـبُ الـورقــاء ، وشاعـرُنــا النصـراوي لـم يجـد أمامـه

غيـر بحـر قـزويـن حيـث معسكـر ( بنـدر أنـزلــي ) الذي يقـع على هـذا البحـر فيخاطبـه :

              قـد سجــى الليـــلُ وهـــامَ الغـربـــاءْ ... وأنيـنُ البحــرِ همــــسٌ وحــــداءْ

              ربَّ محـــــزونٍ يُغنّـــــي شاكيــــــــاً ... فغنـــاءُ البحـــرِ مـــــدٌّ وارتخـــاءْ

              ما الـــذي يُبكيـــــكَ يا بحــــرُ فقــــلْ ... تلـقَ منّي صاحبـاً ما شئـتَ شــاءْ

              أنــتَ تبكـــــي بحنيــــــنٍ وأســـــــى ... ودمــــوعُ العيـــنِ أحيانــاً شفــاءْ

              أنــتَ مثلـــي تسهـــرُ الليــلَ شجـــىً ... وشجونـي ليـسَ يُغنيهـــا البكـــاءْ

              أيُّهــــذا البحـــرُ ما ذقـــــتَ جــــــوىً ... لحبيـــــبٍ لا ولا عـــــزَّ اللقـــــاءْ

ويقابـل حنينـه للوطـن وللأهـل ذلك الحنيـن الذي يفطّـرُ القلـب نجـده جلــداً صابــراً ومتحدّيــاً كلّ

الصّعـاب ، لا يـركن لضعـف أو ذلٍّ على الـرغـم مـن طـول مكوثـه في الأسـر فيقــول :

              فقــد ألقــــــتْ بكلكلِهـــــا الليالـــــي ... علـى صـــدري وما فتئـــت تجـــولُ 

              أمـا واللـــــهِ مـا ذلّتنـــــي يومــــــاً ... ولــي فـي العــــزِّ صــرحٌ لا يميــــلُ

              عـراقـــيٌ وذا أصلـــــي ودينـــــــي ... وهــل فـي غيـــرِ ذا نســــبٌ مثيــــلُ

ثـمّ يقــولُ فـي قصيـــدةٍ أخــرى :

                  قسمــــاً بتــرابِـــكَ يـا وطنـــي ... ونخيــــلِكَ يـا بلــــــــدَ النِّعَـــــــمِ

                  كالنّخلـــةِ أحيــــا فـي شـــــممٍ ... فـي غيــرِ تُـرابِــــكَ لـم أقِـــــــــمِ

ويبقى تسائلي قائمـاً ، كيف صـاغ النصـراوي هـذه القصائـد وهـو فـي الأسـر لا يمتـلك ورقةً ولا قلماً ،

وهو بمعـزلٍ تامٍ عـنِ الشّعـرِ والشّعـراء ،هـل كان يعتمدُ على ذاكرتِهِ وما حفظت للجواهري وللطّغـرائي

ويحاكيهمـا بقصائـدَ على غـرارِ قصائدِهمـا .

   كنتُ على الـدّوام أقـفُ بإجـلالٍ الى أبي فـراس الحمداني وألقي تحيّةً أدبيةً علـى قصائـدِهِ في أسـرِه ،

وكذلك الى شاعـرِنـا أحمـد الصّافي النّجفي فأُلقـي مثـل تلك التحيّةِ على ديوانِـهِ ( حصاد السّجـن ) .

واليوم أقفُ بطولِ قامتي وأنحني تقديـراً وعـرفاناً أمام الفـرائـد التي جاء بهـا ديوانُ ( مواويل حالمة )

لكونهـا اكتسبتِ الضّيـاء الإبداعـي وهي قد نُظّمَـت في زنـزانـاتٍ مظلمــة .

  هـذا رأيـي والـرأيُ لا يُفسـد للــودّ قضيّـة .. 

                                                                                  صـــلاح اللبـــان 

                                                                 رئيس جمعية الـرّوّاد الثقافية المستقلة / بابل   

                                                                          الحلـة في 10 / 10 / 2018








Share To: