تطلُّ من القصيدةِ مثل جرحٍ 
أضأتَ به قناديلَ ابتعادِكْ


وخنتَ به الدروبَ،
وحينَ ذابت خيوطُ الليل
بتَّ على ضمادِك


خلعتَ الوقتَ ثمَّ لبستَ صوتًا
يمرِّر لحنَه خلف اعتيادِك


فلم تسمع صداهُ سوى أزيزًا
ولم يسمع صداكَ
مدى امتدادِك


فرشتَ الأمنياتِ على السواقي
عطَاشى، ترتوي من جوعِ زادك


وتنتعلُ الربيعَ وحين يمضي
تردِّده شتاءً في وهادِك


غفوتَ كأنَّ صحوكَ ليس يغفو
وفي حلُم صحوتَ بلا بلادك


رمادُ الأرض في عينيكَ يحيا
وأرواح الضحايا
من رمادك


إذا طلعَ المساءُ
تغيب قهرًا
وتخفي دونه شمسَ ارتعادك


وإن غاب الصباحُ
تطلُّ حزنًا ..
ولا تشكو أبيكَ إلى زيادِك


وقفتَ مسيرةً في كلِّ موتٍ
ومتَّ ..
ولم يمُت وجعُ اتِّقادك


وعلَّمتَ القصيدة
أنَّ بحرًا من التأويل


لن يُروى بضادِك
فعدتَ إلى شواطئها وحيدًا
يجرُّ سعالُها
سفر ارتدادِك


ومدَّدت الحروف
لها خيوطًا
تعلقها ارتحالًا في جيادك


وحينَ كتبتَها،
أبصرتَ أخرى
وأحرقتَ القصيدةَ في مِدادِك







Share To: