ازرع أفكارك في تربةٍ خصبة حتى يستفيد منها القُرّاء في موسمِ الحصاد...!
عقولنا ملّت الجمود وأصابها الكساد، حين تركناها سجينة في سراديب الظلام لا تتنفس هواء الإبداع..
فيا أيها المبدع.. 
اكتب عن نفسك، وعبِّر عن آرائك، واسكب موهبتك في البياض، وسوِّد تلك الصفحات التي تنتظر بشغف إبداعاتك..
إبداعات تعيش وراءك، وتُحلِّق بعد موتك، و لا تعرف إلا الخلود، بذلك تخدع شبح الموت
 ولا تخاف أن تخطئ بتاتا
فالخطأ  شيء عادي في الإنسان، وإن لم تخطئ فأنت شخص غير طبيعي..
لا ضير إن أخطأت والخطأ ليس عيبا..
ما عليك إلا أن تحاول، وتحاول، وتحاول..
 وإن أخطأت فأنت بذلك أفضل بمئات المرات من الذين لا يحاولون ولا يبدلون جُهدا..
وبالتالي لا يخطئون ولا يصيبون
لولا الجهد والنصب ما تميزت عن الآخرين
 على حد قول المتنبي:
لولا المشقة ساد الناس كلهم ** الجود يفقر والاقدام قتال
عيب عليك أن تملك عقلا زجاجيا يمنع عنك التفكير خارج صندوقك الزجاجي الذي شيدته في قاع البحر..
 ونحن كائنات مفكرة والتفكير فريضة إسلامية بتعبير العقاد
لا يجب أن تبقى بعقلية جامدة تعشق التحجر، مثل فتية الكهف - مَثلٌ شهير ضربه أفلاطون في كتابه الجمهوية - التي تظن نفسها تعيش في نور وهي قابعة في الظلام..
هل يستوي الذي يحاول والذي لم يفكر حتى في المحاولة
ليس عيبا أن تفشل، العيب ألاّ تحاول
اطلب المستحيل، كرر المحاولة إن فشلت مرة، تلو مرة، تلو المئات... بلا انقطاع، بلا ملل، بلا يأس، ولا سأم، ولا استسلام...
لا تسمع للجبناء
لا تسمع للعاجزين
لاتسمع للجهلة
وتمثّل دوما بقول ابن سينا:
وإذا الفتى عرف الرشاد لنفسه** هانت عليه ملامة الجهّال
ابتعد عن أولئك الذين لا تتنفس أدمغتهم إلا المستحيل...!
ما يراه الآخرون مستحيل فأنت يجب أن تراه عكس ذلك
وألاّ تفكر في الفشل، لأن التفكير فيه يزرع الفشل في اللاوعي قبل البدء فيه..
فأنت أفضل بكثير من الذين جالسين في أماكنهم ولا يحاولون
عقولهم لا تتنفس إلا في قارورة المستحيل..
إنّ جبلَ المستحيل يتصدّع ويسقط أمامنا إذا نحن أفرغنا عقولنا المليئة بالنفايات، وشحنا إرادتنا ومضينا قدما بلا التفات
ماذا تنتظر إذن...!
حرّك عقلك واخرج فكرك من ظلام الظلام، ولا تحاول قبره
هناك أشخاص مبدعون
لكن.. يهيمن عليهم الخوف والخجل
وما يحصل معهم غريب
الغريب فيه أنه يريدون إبداع نصا على وجه الكمال
نص متصل بالسماء لا نقص فيه ولا شائبة تشوبه ولا عيب يعتريه..
هذا أمر غير ممكن - لن أقول لك مستحيل - والكمال لله سبحانه.
هؤلاء الأشخاص يملكون الرغبة والقدرة والإرادة في خلق الإبداع وصنع الثقافة بدل استهلاكها..
لكن..
 هاجس الخوف والضعف في إبداعتهم يصيبهم بالإحباط؛ مما يترتب عليه استسلام..
ما يجب أن تعرفه.. 
أن كل الإبداعات تولد مليئة بالنقص ويحلق فوقها الضباب
 تأكد أنه مع الوقت وكثرة الممارسة سوف تصقل موهبتك وتنضج أكثر، وتجود نصوصك وتتطور قدراتك، ويتحسن أسلوبك..
في نهاية الأمر.. ستندهش مما كتبته وتقول في نفسك دون شعور: "غير معقول، كيف كتبت هذا..؟! "
أما فكرة تريد إبداع شيء خارق للعادة، شيء غير مألوف، فذلك تفكير غير منطقي..
حتى عمالقة الفكر، لم يحصل ذلك معهم في بداياتهم، ولم تلد نصوصهم عبقرية كما حسبت
 ولا تهتم بالنقد والنقاد
طبعا أنت لست فوق النقد
لكن.. 
النقد في عالمنا العربي نهج نهجا آخر
لن أقول لك المقولة الشهيرة  «الناقد فشل أن يكون كاتبا»
 بل «أفْشلَ نفسه أن يصبح ناقدا جيدا»
لا تخاف ولا تهاب انتقاد النقاد..
وإن حدث وخفت تأكد أنك لن تبدع
وهنا.. نتساءل جميعا:
لماذا يخاف المبدع من النقد ؟
أليس النقد من يُقوِّمُنا إذا أخطأنا؟!
أليس النقد من يرشدنا إلى عيوبنا؟!
هذا صحيح..
 وأقول لك هذا هو دور النقد..
لكن.. النقد عندنا شيء آخر
النقد لم يعد يُصلح نصا، ولا يُقوِّم اعوجاجا، ولا يرشد كاتبا ولا يضيف جملة مفيدة..
ورحم الله المفكر العربي "مالك بن نبي" حينما قال:
« فإن النقد لا يقوم بدوره، فهو لن يُقوِّم اعوجاج ولن يصلح فسادا، لأنه يمشي على رجلين»
فإذا كان هذا قول مالك بن نبي في الخمسينيات، فماذا نقول نحن في 2021 ...!
 إن النقد ببساطة يستطيع فعله أي شخص لم يتلق تعليما كافيا، ولا درس نقدا، ولا عرف مدارس النقد ، ولا ولج جامعة
فقط يعرف القراءة والكتابة وشغوف بالمطالعة..
بإمكانه قول لك
أجادت في هذا الموضع وأخفقت في الآخر..
النقد شيء فطري في الإنسان وخاصة الإنسان العربي
ماذا يقدم لنا النقد..؟!
نُقّاد لا يبدلون جهدا و لا يُتعبُون فكرا - طبعا هناك استثناء - فقط على الأرائك متكئين ينتظرون نصوص المبدعين، كي يترصدوا ويتصيدوا الأخطاء.. 
اكتبوا لنا أيها النقاد نصوصا جميلة
 أجمل من التي يتم نقدها، لا لشيء إلا لأنّ الكاتب ليس صديقك، ولا تدفع لك مؤسسته ولا يسهر معك تحت الطاولة...!
لا يقبل المنطق أن يسهر كاتبا لساعات وشهور وسنوات، ليكتب لنا رواية أو كتابا بدل فيه الغالي والنفيس..
وفي الأخير
يأتي مولانا الناقد ينقد الكتاب في سويعة
فتلذهب يا مولانا إلى تأليف كتاب عظيم تفوق ما انتقدته
هذا طبعا ما أشك فيه
وبعض الظن إثم..!
لذلك مهما فعلت ومهما أبدعت أيها المبدع، لن يتوقفوا عن تشويه كتاباتك..
 وقد  عبر عن ذلك "مالك بن نبي" قائلا «كأن كلمة ( النقد) وكلمة ( تشويه) مترادفتان»
لا يوجد ناقد خلّده التاريخ
لأن التاريخ يُخلّد العظماء
عظماء يكتبون للجماهير، للمنكوبين، للمعذبين، للمطحونين...
 ويحملون قضايا من أجل كتاباتهم ولا يكتبون من أجل الكتابة..
الناس تحب وتقرأ للكتاب المبدعين وليس للنقاد
ضع هذا في حسابك
رحمة الله على النقد
حين كان النقد نقدا






Share To: