اخر رسالة أكتبها اليك
على متن الطائرة التي أقلعت لتوها من مطار البليدة
يهتف بنا ربان الطائرة
ياأبنائي الأعزاء
لاوقت لديكم
أعلنوا الشهادة رجاء
هل أعلنا الشهادة ؟..
ياأماه
في تلك اللحظة،تذكرت أني صليت الصبح في وقته
وأني قبلت يديك قبل السفر
وقبل صعودي الطائرة
هاتفت خطيبتي مطمئنا إياها بأن نلتقي قبل الشهر الفضيل،رمضان المصحوب بالرحمة دوما
كانت تضحك فرحا
وكنت موقنا أني لا أكذب وهل يكذب الرجال ياأمي
تخيلت والدي يجلس في المقهى يلعب الديمينو مع رفاق الحي
يقهقه بصوت عال
وتخيلتك تشاهدين التلفاز
تتلقين خبر الفاجعة
سقوط الطائرة
تخيلتك ترفعين الهاتف من هول الفاجعة
تحاولين الاتصال بي ولكن محاولاتك ترتد اليك ،تجاهد أختي مرارا وهيهات..هيهات..
وأخيرا توقنين
بأن أبنك صار خبرا
وذكرى والاما تحفر القلب
تخيلتك ياأمي
تقبلين النعل نعلي الذي تركته بالبيت
والدمع ينذرف من مقلتيك نهرا يسقي اليباب
كم مرة ضممته الى صدرك الدافئ كأني أنا
من فوق سماء البليدة
تذكرت صديقي الذي هاتف طفلته ممازحا
حين أعود ،أحلق بك عاليا
نطير معا لن نلامس الأرض مجددا
ها نحن معا لحظات فقط
وينتهي كل شىء
فهل تكتب لي الحياة لأجلك ياأماه
أم أكون مع الرفاق رمادا ،وحدك تبقين يحفر الحزن فيك
مفجوعة أنت من بعدي
وليس ثمة مايزيح عنك الألم
حتى قولهم بأني من الشهداء لن يبرد خاطرك
فأنت امرأة تبكي وليدها
وهؤلاء لاهم لهم غير تعليق الثياب على المشجب
لاأحد من هؤلاء أصحاب المناصب والمكاسب ،لصوص الوطن
سدت أبواب الرزق في وجهه فالتجأ مثلي للعسكرية طلبا للرزق
لحظات وتهوي بنا الطائرة
فاما أن أكون ناجيا
واما أن أكون نسيا منسيا
فهات نعلك أقبلها فقد عرفت الان كم قصرت في حقك
هات نعلك
ياحبيبة عمري
لعل الله يغفر لي
بوسة على جبينك ياأمي،أتزود بها فإن المسافات الغيبية طويلة
وقد أرهقني طول الغياب،وأريد الان أن أستريح قليلا،بين كفي حنانك .
سليم براح
الجزائر 2018/04/14
Post A Comment: