دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه : ((اللهم أحيني مسكينا وتوفني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين )) . فما خيّر رسول الله بين امرين الا اختار ايسرهما ، انه يختار الاسهل ، وضحايا الايجو يختارون الأصعب لأنهم سمحوا للإيجو ان يدمر حياتهم وللاسف .واستعير كلمة الدكتور صلاح الراشد عن الحرية إذ يقول : (( لا شيء يعلو الحرية، أجمل ما وهبك الله. لا تفرط بها. من يوم ولادتك والعشرات وراء برمجتك.
الإيجو ايضاً عند علماء القلوب والنفس الاسلاميين يطلق على النفس الامارة بالسوء . والايجو هي اوسع باب للشيطان، ومن خلاله يقود كل هذه الجموع احيانا كثيرة باسم الدين والتدين والكنيسة والرهبنة والحرية وغير ذلك.
ان النفس البشرية واحدة ، ولكن فيها ثلاث حالات متنافسة ، باستطاعة الانسان ان يقودها ويهذبها ، فكلما زاد اطمئنانها زاد قربها لله خالقا ، وكلما قل الاطمئنان وزاد التوتر الداخلي عند الانسان وشعر باضطراب وعدم راحة زاد بعدها عن الله واصبحت نفساً متمردة امّارة بالسوء .
اي بين النفس المطمئنة والأمّارة بالسوء ، حالة ثالثة وهي اللوامة ، وهي برأيي المتواضع سلاح ذو حدين ، إن زاد لومها استغلتها الأمارة بالسوء وجعلتها تعمل لصالحها فتعذب الانسان في لوم شديد يصل الى تانيب وتاثيم الضمير القاسي والعنيف . واما اذا قل لومها فتسيطر عليها المطئمنة وتجعلها تعمل لصالحها فينعم الانسان بالمحاسبة والانابة والرجوع والتوبة بدون عذاب وصراع .
ان فشل بعض الدعاة اليوم في جذب غير المسلمين الى الاسلام هو افراغهم للدعوة من الحب ، فملئوها خوفاً ورعباً وقصص عن عذاب القبر والنار والحجيم ، بينما يهرب من يسمع الترهيب ويخاف ، ولكن لو بشروا الناس كما أمر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا ) لتغير الموقف ولدخلو افواجاً افواج الى دين المحبة الصادقة افراداً وجماعات .
يقول الدكتور أحمد عمارة إستشارى الصحة النفسية الشخص المصاب بالإيجوهو الشخص الذى لديه شعور بالإنفصال,يقول دائما لا أحد يفهمنى ولا أحد يشعربى, وهو شخص دائما يعيش فى ذكريات الماضى أو يحلم بأشياء فى المستقبل,دائما متعلق بشئ سواء ظروف أو أشخاص,دائما يعقد الآمور ويحول كل ماهو بسيط إلى آمور معقدة,يآخد كل الآمور بطريقة شخصية ولا يستطيع أن يغفر أو يسامح أو ينسى,دائما يريد أن يحصل مقابل مايفعله,يرى نفسه من خلال مدح الآخريين ويتآثر بالنقد دائما,لا يشعر بالسلام إلا من خلال أشياء وظروف,دائما متوتر وقلق ومضطرب, فالإيجو مرض يعانى منه معظم الناس,والإيجو مثل النار يحرق صاحبه ،وفى مقابل الإيجو يوجد ما يعرف بالكينونة ويعرف أصحابه من خلال شعوره بالسلام النابع من إيمانه,مسترخى وهادئ وحكيم ويأخد الآمور ببساطة .
فكيف لا أتأثر برأي من حولي؟
كينونتك الحقيقيه او من تكون بحق لا يعرفها سواك
ولكن الغالبيه خرج من حاله من أكون أنا بحق إلى أشكال أخرى خارجيه
فهناك من يظن أن (أنا) ما يقيمني هو رأي غيري فيا
وهناك من يظن أن (أنا) ما يقيمني هو إنجازاتي
وهناك من يظن أن (أنا) ما يقيمني هو شهرتي
وهناك من يظن أن (أنا) ما يقيمني هو أني أفضل
انظر من انت الحقيقي
حتى لو كنت شخص سيء
لأن خداعك برأي غيرك قد يسجنك سنوات في رأيهم .
هذه الآراء سلبيه كانت أو ايجابيه قد تسجنك سنوات في رأي غيرك وتحرمك من حرية معرفه ذاتك الحقيقيه
إبحث عن أنت الحقيقي
لا تدع الزيف يخدعك
واجه نفسك بقوه
واسعى للتغيير في كل لحظه
رأي الناس فيك ليس حقيقي ولا يمثلك بالسلب كان او الايجاب
إستيقظ وانظر داخلك
هل أنا الحقيقي ما يعتقدوه عني
اذا كان سلبي وغير موجود فيك
قل في نفسك
رأيهم لا يمثلني أنا غير ما يعتقدون
وإذا كان إيجابي وغير موجود فيك
لا تنخدع وواجه نفسك وقل أنا لست كذلك ولكن لا مانع من التغيير لنفسي ليس من أجلهم
أعرف ناس عاشت وماتت مسجونه من رأى الناس فيها
كن على فطرتك
ارقص كن مجنون إلبس كما تحب إلعب مع الأطفال
افعل ما يحلو لك حتى عن عمد لتكسر تأثرك برأي غيرك فيك لأنه في الحقيقه ليس أنت
مرض الايجو Ego يعني في أبسط معانيه، الأنا أو الأنا العليا كما حدده فرويد، ويأخذ أشكالاً وصورا متعددة كالإنفصال، تكبر، غرور، شخصنه، تعنصر، تنكرmasking، تمحور، تعقيد، طاعوية, عيش في الزمن، إتباع أعمى, حب مشروط، فجور في الخصومة, وغيرها من المعاني التي تفصلك عن ماهيتك وجوهر كينونتك .
هذا المرض هو الذي جعل من إبليس متكبرا، ومن قابيل قاتلاً، ومن فرعون متفرعنا، ومن النمرود متجبرا، فينجح في كل مرة في اغتيال إنسانيتنا بدعاوى ذرائعية مختلفة، فيحجبنا عن فطرتنا السليمة، مما يعيق وبالفعل اتصالنا بأنفسنا، وهكذا نصبح نرى الأشياء من منظوره لا من منظور الوعي بأنفسنا!
فيكون حالك على غرار ما قاله الفيلسوف ديكارت ” أنا أفكر إذا أنا موجود”, بلا عقل ولا بصيرة، فإن تم له ذلك، ألبسك هوية غير هويتك, فتصبح تائها يعيش ضمن نوايا الغير وبهوية مزيفة ! .
تجد الايجو يرغب في العيش، ويرغب في النمو والتضخم باستمرار، سواء أكان على مستوى الفرد، أو على مستوى الجماعة بأشكالها ومسمياتها المختلفة، فيضعك في حالة من القلق والتوتر والخوف والهم، في حالة من الأدرينالين المستمر، حالة من انعدام السلام الداخلي، ليضمن بقاؤه على قيد الحياة، واستمراره يعني استمرار المعاناة, وعليه لابد من طرح بعض الحلول والتطبيقات للتخلص منه : تعلم أن تتواجد في اللحظة Here & Now خارج وهم الزمن، لابد أن تعيش اللحظة الأن بعمقها وتتخذ فيها القرار المناسب و بكل حرية .
تعلم أن تحب ذاتك كما هي, دون شروط مسبقة، أو حتى معتمدة على رضا وقبول الآخرينSocial mirror. تعلم أن تفوت وتغفر وتصفح وتسامح. بارك نجاحات الآخرين واسعد لها .
اسأل أي أحد عمن يكون، وسيخبرك على الأغلب باسمه، وعمره، وعمله، وعرقه، وجنسه، وتاريخ حياته، وأحلامه، وما يحبه وما لا يحبه. فالناس تعرف بنفسها من خلال تلك الأشياء. وتلك كلها أجزاء من شخصيتك. وهي بالكاد “تتعلق بك”، لكنها ليست أنت. إنها تصفك فقط، لكننا بطريقة ما قد اختزلنا أنفسنا بهذه الصفات، بهذه التفاصيل الصغيرة. لقد نسينا من نكون؛ لقد نسينا اللب والوعي الحقيقي الذي غطته كل تلك التفاصيل. وذلك أمر محزن.
لنقل أنك قمت مثلاً بالتبرع لأحد المحتاجين بدافع الطيبة والتعاطف، فذلك ليس سلوكاً إيجوياً، ولكن إذا قمت بالتبرع على أمل أن يعتبرك أحدهم إنساناً عظيماً، طيب النفس، فذلك مثلاً ينشأ من إيجوك.
لقد كانت الدمية الأولى جزءاً من إيجو تلك الطفلة، لقد كانت “لها”. وعندما أخذت الدمية منها، فإن الاستلاب من الإيجو هو ما سبب الألم لها ولم تكن خسارة الدمية نفسها، بدليل عدم مبالاتها بالدمية الأولى بعد حصولها على الثانية بعد أيام .والأمر نفسه ينطبق علينا. فعندما نكبر، تفقد اللعبة أهميتها، لتحل مكانها صديقتنا الجميلة، أو زوجنا الوسيم، أو بيتنا الواقع على الشاطئ، أو حسابنا في البنك.
أنا لا أقول أن التمتع بتلك الأمور هو خاطئ، لكن لا تجعل نفسك تتحدد من خلالها. لأنك متى فعلت ذلك، تكون قد زرعت بذور معاناتك. فلا يوجد شيء ثابت،الأسوأ من كل ذلك هو أن الإيجو لا يمكن إشباعه لوقت طويل. فمهما كانت أهدافك في الحياة، فإنك ستحصل فقط على رضاً مؤقت عند تحقيقها، وبعدها سيجبرك الإيجو على أن تذهب وتبحث عن المزيد.
عندما تتخلص من الإيجو .. ستصبح حراً ستشعر بتلك الخفة والتحرر والسعادة ، سترى الحياة والعالم بعيون آخرى .. لا شيء سيؤرقك ، لا شيء سيزعجك .. ستنعم بسكون وسلام تام ، ستظهر لك مصادفات وأحداث غير متوقعة .. ستتصل بحالة الإبداع الكوني وتدخل سرنديب الإيجابية .. ستنمو وترتقي وتساهم في نماء وإرتقاء هذا الكون .. ستعيش حقيقتك.
Post A Comment: