..أوراق ومقامات ..
ٱلْورقة ٱلْأولى " ٱلْفنانة وٱلْإعلامية " إحسان سعادة" | بقلم الكاتبة المغربية سعيدة الرغيوي
عندما يأسرك ٱلصّوت وٱلشّدو ويكون لوقع ٱلصّوت سِحرٌ خاص ..لا تضْجرُ من مُعَاودةِ ٱلسّفَر وٱلتوَغُّلِ في مقاماته..
شُحْرورةٌ بهِيةٌ ..تحلق معها بأجنحة من جمال وحسن وتحاول أن تُلقِي بِكُلِّ حواسِّكَ في ظلال مقامات فنية بديعةٍ ...
"إحسان سعادة" ابنة فلسطين ٱلتي عشقت ٱلْفن وٱلْغناء منذ نعومة أظافِرها ..سحبها ٱلْفَن ٱلْجَمِيل لتسافرَ في مقاماته وَلِيَتحَوّلَ ٱلشّغَفُ إلى حُلمِ وطنٍ وقضيةٍ (( قضية ٱلْأرض / ٱلْأم ..فلسطين ٱلْأبية..)).
يَكْبُرُ ٱلشّغَفُ شيئاً فشيئاً لِيتحَوَّلَ إلى رغبة أكيدةٍ تجتاحُ أحلام ٱلْمبدعة ٱلشابة" إحسان سعادة" لتواصل مسار ٱلْعزف على وَترِ ٱلْفَن ٱلْجمِيلِ وٱلطّربِ ٱلْأصِيلِ ..تدعمها ٱلْأسرة وتترك لها حرية ٱلْبحث عن ذاتها فتقرر أن تدرس ٱلْفن وتتعمق في أصولهِ ..إذ درست ٱلْمُوسيقَى وٱلْغناء ٱلشّرقي في كلية " دار ٱلْكلمة" وبُعَيْدَ إنهاء مسار ٱلدّراسة ٱلْموسيقية ستدرس ٱلْإعلام وٱلصّحافة في جامعة " أبو ديس " ..لكن ولعها بٱلْفَن سيحسمُ ٱختيارها لتتابع في ٱلْمجال ٱلْفنّي وتؤسس رفقة مجموعة من عشاق ٱلْفن وٱلْموسيقى فرقة " جوى " في رام ٱللّه.
" إحسان سعادة " تؤدي أغانيها بكلّ عِشْقٍ وإحْسَاسٍ ..تتسَلّلُ إلى ٱلرّوحِ كما قطرات ٱلْمَطر فتسقيها أنغاما بهيةً وتبعث فيها إحساساً بٱلدّفْء وٱلْمُقاومةِ ..
غنت لفلسطين وللأسْرى وٱلسّلام وللإنسانِ في كلِّ مكانٍ..
وقد كان لها حضورا وازنا في ٱلْعديدِ من ٱلْملتقيات ٱلْفنية ٱلْمحلية وٱلْعربية وٱلدّوليةِ ..
تؤمن هي بقدرة ٱلْفّنِ على أداء ٱلرّسَائِلِ ٱلْإنسانية ٱلنَّبِيلَةِ لذلك ٱختارت أن تتخلّى عن ٱلْإعلاَمِ لتُواصلَ حلمها وشغفها ٱلْفنّي بِحِسٍّ فَني أنيقٍ وَرُوحٍ توّاقةٍ نحو ٱلْجَمالِ.
عاشقة هي للتراث ٱلْفني ٱلْفلسطيني وكلما صهلت كان ٱلصًهيل باذخا قويا ..
ترشقُ ٱلْقبحَ بٱلْفن ٱلْجَميلِ..
تؤدي أغاني ثورية للأسرى وتسكب فيها من روحها عنفوانا وحَماسةً..
تسمع صوت ٱلْأحْرار ..
..قاوم ..قاوم
وحطّم كل سور
...
ٱلْآن أنت محرر
...لست وحدك ..
"لست وحدك"؛ أغنية تؤديها بكل حبٍّ وهي من كلمات "ليث ٱلْبرغوثي" وألحان " محمد كحلة"..
إنها "إحسان سعادة"؛ جمعت بين جمال ٱلْأداء وجمال ٱلرُّوح؛ يُخاطبك صوتها قبل حضورها ..تغني فتطرب ..وتتسلّلُ دبدبات صوتها فتغري ٱلسّامِعَ ..إنّها ٱبنة رام ٱللّه وفلسطين ٱلْأبِيّة..وإلى جانب أدائها ٱلصّوتي تعشق ٱلْعزف على ٱلْعُود؛ لذلك أسست مع محبي ٱلْفن فرقة " ٱلْكَمنجاتي" ٱلتي عرفت بتأديتها لأغاني من ٱلتُّراث ٱلشّعبي ٱلْفلسطيني وكانت لهم جولات في بعض ٱلدول : ( فرنسا،تونس ..).
كما حلت بٱلْمغرب رفقة فرقة " جوى" ...
ناهيك عن ذلك تؤدي إحسان أغاني ٱلسِّت وعبد ٱلْحليم وفيروز ...وهي إلى جانب كل ذلك تعشقُ ٱلْمسرح وتقف على ٱلْخشبة بكلّ ثقة..
هذه هي ٱلْمبدعة ٱلشابة " إحسان سعادة" في سطور .. ففلسطين أرض ٱلْجمال لن تنجب إلا جمالاً ..صوتها دافئ يجعلك تنتشِي..عندما تنصت لها تطربك ..تجعلك تحارب ٱلْاغتراب بشَتّى ألوانهِ ..
عند أدائها لأغنية " لست وحدك .."
تدعوك إلى ٱلْحياة وٱلصُّمود..تغني للسلم والوفاء للأرض وٱلْوطن رغم ٱلشّـجن ..
هذه دعوة للسفر عبر صوتها ٱلْجميل ..
كانت هاته ورقة موجزة عن صوت فني عشِقَ ٱلْفَن فأداه بكل شَغَفٍ وحُبٍّ ورِسَالِيـة ..
Post A Comment: