دفعني إلي كتابة المقال هو خطأ تاريخي في برنامج الحكاية للدكتور سعد الدين الهلالي وهو أستاذ الفقة المقارن بأن موائد الرحمن منذ فترة السبعينات وأغفل بدون قصد 11 قرنا تاريخيا فمنذ أكثر من 1150 عام مضت، وتحديدًا في الخامس عشر من سبتمبر 868 ميلادية، دخل الأمير أحمد بن طولون مصر، وكان ذلك يوافق السابع من شهر رمضان المبارك، ثم قام بالإستقلال عن الخلافة العباسية، بعدها قرر التقرب من شعب مصر ليعاونوه في حربة ضد معارضيه الموالين للخليفة العباسي، فقام بإعداد وليمة كُبري للتجار والأعيان، بل وأمرهم بفتح منازلهم، ومد موائدهم لإطعام الفقراء، كما أمر أن يُعلق هذا القرار في كل مكان، وكانت هذه الوليمة هي البداية الحقيقية لفكرة موائد الرحمن في بلاد المحروسة.

و أن كتاب وصف مصر تحدث في خلال الحملة الفرنسية عن موائد الرحمن التي كانت بالمساجد الكبري بالقاهرة اهتم علماء الحملة الفرنسية بموائد الرحمن في كتاب «وصف مصر» وأوضحوا أنها بدأت في العصر الفاطمي حيث كانت تعد تحت اسم «دار الفطرة» وكانت تقام في عهد الخليفة العزيز بالله الفاطمي (344- 386ه/ 955- 996م) بطول 175 مترًا وعرض 4 أمتار وكان السلطان حسن يقدم للناس في كل يوم من رمضان 117 ذبيحة. عام 972، وعقب دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي مصر، في شهر رمضان، قرر هو الأخر أن يُقيم الولائم والموائد الرمضانية لشعب مصر، وكان يأمر الحكام وكبار رجال الدولة والتجار والأعيان، بعمل تلك الموائد، وأطلق عليها أسم "سماط الخليفة"، وكان القائمون على قصر الخليفة الفاطمي يوفرون مخزوناً كبيراً من السكر والدقيق لصناعة حلوى رمضان، وكانوا يطلقون اسم "دار الفطرة"، وكانت تصنع أيضًا كعك العيد الذي سيتم توزيعة أخر يوم رمضان. كما أن هناك رواية أخري إلي الأصل التاريخي بأنه يعود تاريخ موائد الرحمن في مصر إلى عهد أحمد بن طولون (220-270ه/ 835-884م) حيث يعتبر أول من أقامها، وكان يقوم بجمع كبار التجار والأعيان في مصر في أول يوم من شهر رمضان على الإفطار، ثم يلقي عليهم خطبة يذكر لهم فيها، أن الغرض من المائدة هو أن يذكرهم بالإحسان والبر بالفقراء والمساكين.

مما يرويه المقريزي في هذا الشأن أيضًا ".. أنه كان يتقرر عمل صواني من الحلوى والكعك، ويعمل خمسمائة رطل حلوى يتم توزيعها على المتصدرين والقُرّاء والفقراء ثم يجلس الخليفة في القصر، ويتوافد كبار رجال الدولة ويتلو المقرئون القرآن الكريم ثم يتقدم خطباء الأزهر وجامع الأقمر مشيدين في خطبهم بمناقب الخليفة، ثم ينشد المنشدون ابتهالات وقصائد عن فضائل شهر رمضان".ورثت عنها الدولة الأيوبية ومن بعدها الدولة المملوكية هذا المظهر الرمضاني الرائع

ومع بداية مصر الحديثة، وطيلة عهد دولة أسرة محمد علي باشا، كان لموائد الرحمن دورًا مهم في القصر، ويكفي انه في عهد الملك فاروق، كان يُسمح بإقامة موائد الرحمن داخل قصر عابدين. بعد ثورة 23 يوليو 1952، وتحديدًا عام 1967 ميلادية، أُنشئ بنك ناصر الإجتماعي، ليُشرف علي تمويل موائد الرحمن من أموال الزكاة.وفي السبعينات أصبحت قطاعا خاصا حتي تنافس عليها اصحاب رؤوس الأموال وأصحاب المهن المشهور كالفنانين والمشهورين وأصحاب الطرق الصوفية والتيارات السياسية المختلفة

هارون الرشيد عمل موائد الرحمن في بغداد ولكنها لم تستمر حتي الأن،أمل لفظ مائدة الرحمن فقد ظهر مصطلح "مائدة الرحمن"، فيعود الي عام791 ميلادي ، الليث بن سعد بن عبد الرحمن، فقد كان محبًا لعمل الخير، وكان يساعد الفقراء والمساكين، كما أنه كان دائم القيام بإنشاء موائد طعام خارج منزله للفقراء وعابري السبيل، وهنا أتي المسمي الحقيقي للمائدة علي اسم جده "عبد الرحمن"،  

والأن هناك سؤال يطرح نفسة في زمن كورونا أين أموال موائد الرحمن فقد تحدث مرصد الأزهر للفتاوي بأن هناك أنواع مختلفة في السعة لموائد الرحمن وقدر بأن المصريين يكلفون أكثر من نصف مليار جنية في 2010 و اكثر من مليار جنية مصري لموائد الرحمن فيما بعد ذلك وهذا هو المرصود التقديري لموائد الرحمن. ثم تضاعف الرقم الي الضعف بعد ذلك علي الرغم من عدم الحصر الدقيق فجامعة الازهر وحدها ما اهتم بالحصر والاحصاء من خلال مرصد الأزهر.فأين تذهب هذه الأموال ؟بالعام الماضي وهذا العام لابد من تحويل هذه الأموال إلي صندوق تحيا مصر ومن لم يشء ذلك فليحولها إلي صناديقق الزكاة ومن لم يشئ فعلية أن يذهب إلي الجمعيات الأهلية وأظن بأن بنك الطعام المصري مثلا سيحل محل موائد الرحمن بالسنوات القادمة حيث سيصبح مائدة رحمن عصرية علي مدار العام. يأكل منها الفقراء.

كما أظن أن أصحاب الكرتونات الفردية عليهم بعمل كارت للتبرع الجماعي بدلا من هذا الجهد الفردي بالطبع هناك جمعيات وهناك جهد فردي لعمل عبوات شخصية لكننا حقا لا نعرف الفقراء والمحتاجين لكنني لا أشجع أن نكف عن هذا التكافل الاجتماعي لكن علينا تقنينة بأن يصبح أكثر عدلا فأنا أعرف فقراء لديهم مخازن من صندوق أو كرتونات شخصية حتي إنه بالعيد الأضحي يشترون مبرد مخصص لما يجمع من اللحم وهذا يعني تكدس الرحمة عن جزء وانصرافها عن جزء أخر . إن عمل الخير كالدعم لا بد أن يصل لمستحقية ولا يجب أن ينصرف إلي أناس دون أخرين فيصبح معوجا وبلا عدل. هذا ما أطلبة من عمرو بك أديب ومن معالي الدكتور سعد الدين هلالي وهو البحث عن هذه الأموال وإعادة توجيهها إلي ما ينفع مصر وأن نجعل هناك مائدة رمضان حديثة وتقنين فعل الخير وأقصد بتقنينه هو أن يصل لمستحقية

فنحن لا نملك حصرا مثلا لكرتونة رمضان ولا نعرف هذا العمل الخيري كيف وأين  فهو طرح مصري يجب دراسته وإحصاءه وحصره








Share To: