الأسماء بين الجاهلية والإسلام والعصر الحاضر
أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن السرور واليوم بإذن الله تعالى أحدثك عن الأسماء بين الجاهلية والإسلام والعصر الحاضر على إعتبار أن الإسم الحسن يدخل على قلب صاحبه السرور
فأقول بإذن الله الشكور مستلهما منه الفتح والحضور لما ينفعنى فى دينى ودنياى وينفع القارئ الكريم بما ينفع أبنائه وينفعه يوم االمئال
ولقدعاشت أمة العرب قبل أن يأتيهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حينا من الدهر فى ظلام من الجاهلية الذى طال جميع مناحى الحياة يدءا من جاهلية التصور للحياة الآخرة مرورا بالتصور للحياة الدنيا وانتهاءا بالتصور للمعبود ولم تكن أسماؤهم وألقابهم بمعزل عن هذا التصور وقد كان للعربى قبل العصر طريقتان فى إختيار الأسماء
الطريقة الأولى هى الصدفة المحضة التى تملى عليه إسم مولوده وفقا لأول شئ تقع عليه عينه أو تتلقاه أذنه بالسماع  كان هنا الشئ جمادا أو نباتا أو حيوانا وكان يتأول الأشياء ويتفاءل بها فإن سمى ابنه حجرا تفاءل فيه القوة والصلابة وإن رأى ذئبا سمى ابنه ذئبا وتأول فيه الفطنة والمكر والكسب وإن سمى حمارا تأول فيه الوقاحة والقوة والجلد وإن سمى كلبا تأول فيه الحراسة واليقظة وهذا على سبيل المثال
الطريقة الثانية وهى البحث عن قبيح الأسماء وأشنعها  وأقساها وأبشعها لأبنائهم والأسماء الحميدة لعبيدهم وخدمهم ومواليهم
)  وكانوا يقولون إنما نسمى أبنائنا لأعدائنا ونسمى عبيدنا وخدمنا لأنفسنا
ومن هنا وجب علينا الشكر لله عز وجل على نعمة الإسلام التى أخرجنا الله بها من الظلمات إلى النور
التسمية فى الإسلام
ولما جاء الإسلام وضع أسسا ومعاير للأسماء وانتقائها وفقا لقواعده العقدية والأخلاقية وقيمه الدينية وجعله أحد ثلاثة واجبات تلزم الوالدين تجاه ابنائهما فقد روى ابو نعيم فى الحلية من حديث أبى هريرة رضى الله عنه (حق الولد على والده ان يحسن اسمه ويزوجه إذا ادرك ويعلمه الكتاب)
وحث النبى الكريم صلى الله عليه وسلم على وجوب انتقاء الأسماء وحسن اختيارها حين قال (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء أبائكم فحسنوا أسمائكم) صحيح ابن حبان ومسند احمد 
وفى الحديث رد على من يزعم أن الانسان يدعى يوم القيامة بأمه سترا عليه وهذا الفهم السقيم يفتح بابا للبغايا والزناة 
لكن الستر للعصاة يمنحه عفو الله للتائبين قال تعالى (ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا  إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) الفرقان
وعن ابن عمر قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب أسماءكم إلى الله عزوجل عبدالله وعبدالرحمن)رواه مسلم فى صحيحه
ولأهمية التسمية تولى الله عزوجل تسمية بعض أنبيائه بنفسه تشريفا لهم ولعلاقة أسمائهم بما سيحظون به فى حياتهم قال تعالى(يا زكريا إنا نبشرك بغلام إسمه يحي لم نجعل له من قبل سميا)مريم ٧
وترى كثيرا من الناس يسمون أبناىهم محمدا وأحمدا وهذا أمر محمود لكن غير المحمود فى بعض من يسمى بهذه الأسماء ليس له من اسمه نصيب من الأخلاق والمعاملات
ألا فليستحيى كل من إسمه على إسم النبى أن تعرض عليه أعماله المشينة أو يلقاه يوم القيامة فبتساقط لحم وجهه خجلا وحياءا
التسمية فى العصر الحاضر
عاد بعض الناس فى مسمياتهم إلى أسوأ مما كان عليه العرب قبل الإسلام فى مسمياتهم دون النظر إلى مدلولات الأسماء تارة يقلدون الغرب وتارة يدللون أبنائهم دون ما وازع من دين او رادع من خلق فتراهم يسمون أبنائهم وبناتهم على اسماء المشاهير الذين لا يأتى من التسمى بهم إلا الخزى والعار 
ماذا لو أصبح حموا محافظا أو معلما أو رئسا لك فى العمل اوجدا أو خطيبا للمسجد أتقول رئيسى حمو أو توتو او تاتا أو طاطا أو ظاظا
ومن اسماءالبنات مثلا رماس من الرمس وهو القبر المستوى على وجه الأرض اى عاقل هذا الذى يسمى بنته قبرا
وبعضهم يسمى ابنته مى وهى تعنى القرد الصغير وأى عاقل هذا الذى يسمى بنته قردا
وبعضهم يسمى ابنته  سهاد وهى تعنى الأرق والتعب 
أي سكن هذا  هل هو السكن الذى  أراده الخالق  أم السكن الذى  أراده المخلوق 
فلنتق الله فى ابنائنا تسمية وإختيار أم وتربية وتعليما ومطعم من حلال ومساعدة الذكور على انتقاء شريكة الحياة من النساء ومساعدة الاناث على إختيار شريك الحياة من الرجال 
وفقنى الله وإياكم لتربية الابناء بما يشهد لنا لا علينا يوم لا ىنفع الإبن ولا ينفع المال







Share To: