خلق الله القرية ،وبني الإنسان المدينة ،كتب كثيرا من الأدباء؛ عن القرية ولكن يظل من وجهة نظري أفضل من كتب عنها ثلاثة هم: سعد مكاوي ، وعبد الحليم عبد الله ،وعبد الحكيم قاسم ،وثالثهم أفضل من كتب عن القرية علي الإطلاق: فكانت روايته: أيام الإنسان السبعة هي القرية وهي تتحرك على الورق تعاني صراع التحول ودراما التغيير من خلال حياة أبطالها وهم يجاهدون قطع روابطهم بالماضي الذي تسيطر قيم خرافية متمثلة في الأضرحة وحياة الدرويش أو بمعنى  في الجانب الصوفي الخرافي بأسلوب الوصف التسجيلي الذي ركز أكثر على الصور التي رسمها بقلمه بعمق شديد مضحي بذلك الغوص في أعماق أبطاله ليغوص في الطقوس لتكون لوح قلمية لو قرأتها متفردة لاستمعت بها لا يهمك ما مضى من الرواية أو ما تبقى منها أن تطلع عليه...
 أيام الإنسان السبعة  سفر القرية وكتابها المقدس كتب عنها بعد أن تمثلها وهضمها ، وعاش طقوسها وتوحد معها ،وتلاشي؛ وتفتت ،وامتزج ،وأنصهر فيها حتى أصبح العارف، والمعروف شيئا واحدا !!! : فباحت له بأسرارها ،وخبرته من أخبارها بما  مالم تبح لغيره بها لأنه؛ المغروس في؛ طينها والمعانقة نفسه ،وروحه أحلامها وألأمها ، كتب: عن القرية التي خلقها الله وكأنها في صباح الخلق الأول،  قبل أن تبتعد وتطالها يد الإنسان لتبتعد بها  عن حقيقة الخلق الأول كما حدث  وزيفت  المدينة التي بناها الإنسان؛فأبتعدت عن الحقيقة لأنها خرجت من يد الإنسان كما قال أفلاطون: الكتابة لا تعبر الكلام تماما ،و قال: جان جاك رسو أيضا المدينة تذهب ببكارة الطبيعة وتصنع الزيف ، كتب عبد الحكيم قاسم عن القرية الحقيقة التي هي من خلق الله مباشرة ؛قبل أن تزيف وقبل أن نزيف نفس الكاتب أيضا ،الذي عاش ما تبقى من عمره ؛ خارج القرية بروح القرية، بل نقل القرية معه بطقوس.







Share To: