نسمةٌ تجاوزتِ الثّلاثينَ من عمرِ العطر
مسحتْ جبهةَ الوجعِ الأشيبِ
بتراتيلَ من نسغِ الرّبيع
برعمتْ أصابعها الخضراءَ تشقّ 
جبينَ الليلِ المسرجِ بعناية
الأذانِ و عافيةِ التّكبير ...
تشنقنا دمعةٌ تربّي الوتينَ على ملح الجراحِ ...
تشهقُ في خلجاتنا صرخةُ روحٍ
واثبةٍ يضيقُ بنبضها الجسدُ ...  
تتشظّى في حقولِ النّداء
و آلاءُ الغفرانِ تتجلّى
في موازينِ الرّؤى راجحةَ الجزاء
آراهُ هلالاً ... بشيرَ نور
سأمدّ خواطري البيضاءَ أمشّطُ الغرر*
أروي دواريب النّفل* بشآبيب الذّكر
و التّسعُ* أغنجها في فلاة قلبي ..
ترعى نضيرَ الكلأ من رحابِ العشر* 
إن أنارتْ ثلثاً و غسلتْ هماً لتشرقَ البيضُ* 
ناصعاتُ الهدى على انتصافِ القمرِ
الأغيدِ في سدرةِ الصّفاء
أرشّ الدّرعَ* بقافيتي السّمحاء
بوشاحِ نبضٍ وضيئ الحرير يلفّ الظّلم*
يميسُ بتراتيلَ دفّاقةَ النّور 
طفقتْ تقبّلُ جبهةَ الحنادس*
توسعُ ممراتِ التّوقِ للدآدي*
يذوبُ الشّغافُ لهفةً و المحاقُ* يغرزُ
مسلّة اليقينِ في أثوابِ الدّجى
عادَ هلالاً ....
يخشخشُ نوره في أقداحِ نفسٍ تلهجُ
خشيةً و تصلّي عتقاً و تصبّ من الهدى ترياقاً 
تمسّدُ به صدرَ الهواجسِ المتصلّبة
البراح أوسع ....
من منبعِ الكوثرِ مرصوفاً
حتى أبوابِ الجنان .


 
* كانت العرب تسمي كل ثلاث ليال من الشهر باسم






Share To: