قالَ لها: مَسائي الجميل أَنتِ...
فَقالت: أَنْتَ أَيّامي كُلُّها...
فَسَأَلَها مُقاطِعاً: الجَميلَةُ فَقَطْ؟
فَأَجابَت مُؤَكِّدة: بَلْ كُلُّها...
فَقال: أَنا وَدَدْتُ أَنْ أَكونَ الجُزْءَ الجَميلَ في حَياتِك... والجَميلَ فَقَطْ...
فَقالَت: مُنْذُ أَنْ دَخَلْتَ حَياتي... باتَتْ أَيّامي كُلَّها جَميلَة...
فَسَأَلَها: وَكَيْفَ ذَلِكَ وَنَحْنُ لا نَلْتَقي إِلاَّ ما نَدَر؟
فَأَجابَت: في كُلِّ لِقاءٍ تَأْخُذُني إِلى أَعْلى مَراحِلِ السَّعادة... فَتَراني أَطيرُ فَرَحاً... وَأَبْقى مُحَلِّقَةً إِلى أَنْ يَحينَ لِقاؤنا التّالي...
فَسَأَلَها مُنْدَهِشاً: أَوَلِهَذِهِ الدَّرجةِ أَنْتِ سَعيدَةٌ معي؟
فَقالَت: أَنا لَسْتُ سَعيدةً مَعَكَ... وَإِنَّما بِكَ...
فاندَهَشَ سائِلاً: أَخشى أَنَّني لا أَفْهَمُ الفَرْقَ... فَهَلْ بِكِ الإيضاح؟
فَقالَت: أَنْتَ لَسْتَ مَعي كُلَّ الوَقت... إلاَّ ما نَدَر... فَلَوْ أَنَّني سَعِدْتُ مَعَكَ... فَإِنَّ ذَلِكَ يَعْني بِأَنَّ سَعادَتي لَنْ تَطول... وَلَكِنَّني دائِمَةُ السَّعادَةِ بِكَ... فَسَعادَتي لَيْسَت بالمُتَناهِيَة... أَتَفْهَمُني الآن؟
أَجابَ: بَلى... وَلَكِّنني لا أَفْهَمُكِ دائِماً... ولا أُنْكِرُ بِأَنَّني أَحْتاجُ أَنْ أَسْتَفْسِرَ مِنْكِ... وَخاصَّةً عِنْدَما أَقْرأُ لَكِ...
فَقالَت: كِتاباتي... وَمَهْما تَعَقَّدَت واخْتَلَفَت... فَإِنَّها تَحْتَوي كُلَّ الحُبِّ لَكَ... وَلَكَ أَنْتَ وَحْدَك...
فَقالَ والفَرْحَةُ تَغْمُرُ قَلْبَه: وَلَكِنَّها أَحْياناً تَتَّسِمُ بالقَسْوَةِ والغَضَب...
فَأَوْضَحَتْ: عِنْدَما تَراني بالغاضِبَة... فاعْلَم بِأَنَّني قَدْ اشْتَقْتُ إِلَيْكَ... عِنْدَها فَقَطْ إِعْلَم... بِأَنَّهُ عَلَيْكَ أَنْ تُغْمِضَ عَيْنَيَكَ وَتَتَذَكَّرني... وَعِنْدَها فَقَط... سَيَزولُ غَضَبي... فَهَلْ أَنْتَ الآنَ تَفْهَمُني؟
فَضَمَّها إِلَيْهِ وَقال: سَوْفَ أُحاوِل...
فَزالَ كُلُّ غَضَبِها... وَقَالَت: إِذَنْ دَعْني أَنا أَيْضاً أُحاوِل...








Share To: